.
ليه وإزاي؟

إيه السر ورا انجذاب البنات للباد بوي؟

كتبت: مها طــه

1960، سميحة كانت شايفة إن لوسي ابن طنط فكيهة شاب مقطع السمكة وديلها، وماكنتش مهتمة خالص بحسين ابن عمها “الخام الخجول” لحد ما عرفت بعلاقته بهند رستم. ولحد 2019 ويومنا هذا أغلب البنات بتنجذب للباد بوي.. الشاب الخبرة اللي مقطع بطاقته بس يا ترى ليه؟ وهل “الباد بوي” هو الاختيار الأمثل للبنت لما تيجي تختار شريك حياتها.. خلونا نعرف..

عمر الشريف وسعاد حسني في فيلم “إشاعة حب”

سر انجذاب بنات حواء للباد بوي

الظاهرة دي تعتبر من الظواهر النفسية اللي بتشغل مجموعة من علماء النفس في محاولات مستمرة لتفسيرها أو على الأقل إيجاد مبرر ليها. لو رجعنا جوا الثقافة المصرية شوية هنلاقي إن كتير من الستات بتفضل الراجل صاحب التجارب السابقة عن الراجل “الخام” اللي مالوش تجارب بالمعنى، وبيعتبروا بياع الكلام أكثر جاذبية من الطيب الهادي.

دراسة بقيادة “جريجوري لويس كارتر” من جامعة دورهام حاولت تكشف عن أسباب الظاهرة دي، وكشفت الدراسة عن إن عدد الرجال اللي بيتمتعوا بالصفات التلاتة الأكثر شرًا (النرجسية – السيكوباتية – المكيافيللية) أكتر من الستات بشكل واضح، وعشان نفهم أكتر معنى الكلام ده خلينا نتكلم بالتفصيل.

مثلًا النرجسية هي شعور بالسيطرة مصحوب بشعور بالاستحقاق وزيادة في الأنا ده غير المبالغة في رؤية وتقييم الذات، وبشكل أشبه بالإجماع بتقول كتير من الدراسات إن النرجسية أعلى بكتير في الرجال عنها في الستات، حتى مع اختلاف الثقافات والظروف الاجتماعية والمستويات الثقافية. مش بس كدة النرجسية بتخلي الراجل أميل للعلاقات العابرة، وحتى لو مر بتجربة زواج غالبًا مش بتنجح وبتكون قصيرة المدى.

اعرف أكتر| النرجسية: أنا علي بيه مظهر يا حمار!

السبب في ده إن الشخص النرجسي بيحب المغامرة وإثبات تفوق ذاته على أقرانه من الرجال، وبالتالي بمجرد ما يوصل لهدفه زي ما بنقول كدة، بيوجه الدفة ناحية صيد جديد، يزود من شعوره بالهيمنة والسيطرة والتفوق كمان. وبناءًا على كل الكلام ده، نقدر نقول إن النوع ده من الرجال شاطر جدًا في بدء علاقات جديدة وبذل كل الجهد عشان ينول رضا الأنثى الجديدة في حياته، ولأنه عادةً شخصية واثقة من نفسها – بزيادة – بيكون مبهر بشكل كبير للأنثى الجديدة في حياته.

صورة: SHEmazing

أما السيكوباتية أو الاعتلال النفسي كمصطلح علمي ممكن نقول إنه من المصطلحات المرتبطة بالأشخاص اللي بتظهر عليهم القسوة وعدم التعاطف ده غير إظهار سلوك معادي للمجتمع ككل مع سيطرة حالة من الفوضوية على التصرفات. طبعًا الكلام ده بشكل عام، لكن لو اجتمعت كل الصفات دي في شخص غالبًا بيكون سيكوباتي.

السيكوباتي زيه زي كتير من المرضى النفسيين بيتمتع بنوع خاص من السحر والجاذبية، بتكون غالبًا نابعة من كونه متمرد وغامض وساخط على المجتمع – وده غالبًا بيجذب البنات تحت سن العشرين – كمان السيكوباتي بيكون شخص متحرر في الأغلب، وكل يومين مع واحدة مختلفة، وده زي ما اتفقنا بيضيف نوع من السحر والجاذبية الخفية على الأمر.

اعرف أكتر| ما لم يقله مخرجي السنيما عن السيكوباتي!

أما المكيافيللية فهي ببساطة كدة اعتناق لمذهب “الغاية تبرر الوسيلة”. وبيتميز الشخص المكيافيللي بحالة من الازدواجية والنفاق والاجتماعية بشكل زايد، الأشخاص دول بيتميزوا بصفات تخليهم يقدروا يكونوا جذابين من خلال طرق ملتوية – إن صح التعبير – ودايما بيوجدوا مبررات لفكرة التلاعب بالآخرين والانتهازية، وبالتالي بيوصلوا لغرضهم من علاقات قصيرة المدى وبعدها يدوروا على اللي بعدها.

الهرمونات هي السبب

دراسة تانية شاركت فيها الباحثة كريستينا دورانت بجامعة تكساس، وخرجت بنتيجة جديدة ومدهشة الحقيقة، بتقول إن الهرمونات هي المسئولة عن انجذاب الستات للرجال أصحاب الشخصيات السيئة، وده لأن السيدات في فترة التبويض (نشاط الهرمونات) بيعتبروا إنهم آباء جيدين – محتملين – لأبنائهم، وده لأن الراجل صاحب الشخصية دي ممكن الاعتماد عليه بشكل واضح.

وعشان نوضح الكلام أكتر، فالدراسة قالت إن الستات في أسبوع التبويض _وقت الخصوبة_ بتكون ميالة للراجل المتمرد والشجاع اللي بيضرب بالمجتمع والناس عرض الحائط، لأنه بمثابة فرصة كويسة عشان يكون أب شجاع يدافع عن ولاده ويحميهم، ودي حاجة توارثها الإنسان بشكل تطوري من أيام إنسان الكهف، اللي كان لازم يدافع عن شريكته وأولاده منها.

طبعًا مش من الحكمة أصلًا إن الستات ترتبط براجل من النوع ده، لأنه في الأغلب بيكون مش ملتزم بعلاقة طويلة المدى زي الجواز، لكن للأسف برضة الموضوع أقوى مننا ونابع من جيناتنا للأسف. وعشان الباحثين يتأكدوا من النتيجة اللي وصلوا لها، عرضوا على السيدات في عينة البحث عدد من الملفات الشخصية لمجموعة مختلفة من الرجالة، منهم اللي بيتمتع بجاذبية كبيرة وشخصية سيئة إن صح التعبير، ومنهم رجالة طيبين يبدو عليهم الالتزام واحترام الأسرة والأطفال.

العرض ده تم في فترتين مختلفتين، مرة في فترة التبويض (الخصوبة) ومرة تانية في فترة الطمث (أقل خصوبة ممكنة)، وكان السؤال يا ترى في اعتقادك مين الأفضل عشان يقوم برعاية الأسرة وتربية الأطفال وغيره من الواجبات المنزلية والأسرية المشتركة، وكانت النتيجة إن السيدات في فترة التبويض شافوا إن الراجل المصير الجذاب صاحب الشخصية السيئة هو الملائم لأداء الدور ده!

والسلوك ده تم تفسيره من الباحثين بإن السيدات في الفترة دي (التبويض) بتسيطر على تفكيرهم الهرمونات بشكل يدفعهم لخداع نفسهن بإن أصحاب الشخصيات السيئة (الباد بوي) هيكون أب جيد وزوج مخلص.

صورة: Dreamstime

الباحثين قاموا بتجربة تانية عشان يتأكدوا من النتيجة، والمرة دي فضلوا إن السيدات نفسهن اللي بيخصعوا للتجربة يتعاملوا بشكل مباشر مع الرجالة قبل تقييم انجذابهن لهم، وفعلًا تم عمل مجموعتين من السيدات، مجموعة في فترة التبويض والتانية في فترة انخفاض الخصوبة، وعرضوا عليهم مجموعة من الممثلين الذكور اللي بيلعبوا دور الشخص السئ، وآخرين بيلعبوا دور الشخص الجيد والطيب.

وللمرة التانية، تيجي النتيجة في صالح الراجل السئ، والسيدات المشاركات في فترة التبويض، يفضلوا الراجل صاحب الشخصية السيئة ده، على التاني صاحب الشخصية الجيدة، ويقولوا إنه مثير أكتر وبالتالي هيكون أب أفضل وزوج جيد وبيساهم في تربية الأولاد، وبيقوم بكل المهام الأسرية المطلوبة منه.

في النهاية، وعلى الرغم من استمرار الأبحاث اللي بتحاول تفسر السلوك الغريب ده، ولحد ما نعرف أسباب كافية ونلاقي كل الإجابات، خلينا نقر حقيقة واضحة، بتقول إن كتير من الستات بتشوف الراجل الشرير القاسي الباد بوي هو ممثل المغامرة وكسر الروتين في الحياة، وإن بعضهن بيندموا لو مقابلوش في حياتهم النموذج ده، كونه تحدي بيولوجي في حد ذاته. لكن خدي بالك عزيزتي الأنثى النوع ده صعب أوي ترويضه، لأنه ببساطة ملول جدًا، وعارف كويس إنه جذاب وعنده بدل الفرصة مليون.


المصادر: psychologytoday  independent  scientificamerican scientificamerican  womenshealthsa  livescience  standardmedia

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى