.
النشرة

الأمل يتجدد مع “مريض لندن” ثاني مريض في العالم يعالج من الإيدز

كتب: أحمد حسين

أصبح “مريض لندن” الذي رفض الكشف عن هويته ثاني مريض يُعالج من فيروس (HIV) المُسبب لمرض الإيدز، مما يجعلنا نتطلّع آملين إلى علاج المرض العصي على العلاج. نقول أن مرض لندن هو ثاني مريض يُعالج من الإيدز، لأن الأول كان تيموثي براون، أو من كان معروفًا وقتها بـ”مريض برلين”، والذي عولج منذ ما يقرب من 12 عامًا.

يشترك كلاهما في أنهم كانوا مُصابين بالسرطان والإيدز معًا، واستدعى علاجهما زراعة خلايا جذعية داخل نخاع العظام، لعلاج السرطان وليس الإيدز. وتمتاز جينات تلك الخلايا الجذعية بتحوّر نادر في جين يُدعى (CCR5)، هذا التحوّر النادر يجعله مقاوم لفيروس (HIV)، مما يجعله -بالضرورة- علاجًا جيدًا للإيدز.

اعرف أكتر| عن الإيدز: أنا مربّي مرض!

بعد عملية الزرع، يبدأ المريض في تناول أدوية أدوية مضادة للفيروسات (Antiretroviral Drugs)، تقوم هذه الأدوية على حماية المرضى من الإصابة بالإيدز مرة أخرى. بعد أكثر من 9 شهور، إذا ظل المريض خاليًا من فيروس (HIV) -ولم يعد له- يُعتبر مُتماثلًا للشفاء، وهو ما حدث مع مريض لندن، إذ توقف عن تعاطي الأدوية المضادة للفيروسات منذ سبتمبر عام 2017، ولم يُعاود الفيروس الظهور مرةً أخرى.

تيموثي براون (مريض برلين)/ الصورة: NPR

إذًا الأمر بسيط، كل مرضى الإيدز يمُكن أو يُعالجوا بزراعة الخلايا الجذعية للنخاع. لكن للأسف، الأمر ليس بهذه البساطة، لأن زراعة الخلايا الجذعية أمر شديد الخطورة على بعض المرضى، وأن العلاج الدوائي الذي يُقلل من خطورة المرض يُعتبر -حتى الآن- أفضل من عمليات الزراعة. وبما أن الحدث هام للغاية، اختلفت الآراء بين العلماء عليه.

قال أنطون بوزنياك، رئيس الجمعية الدولية للإيدز، إن صعوبة تطبيق العلاج على نطاق واسع، لا تنفي كونه حدثًا هامًا في طريق العلماء لاكتشاف علاج فعّال وآمن وذو تكلفة بسيطة، لتحقيق أكبر إفادة للجميع. وصرّح البروفيسور رافيندرا جوبتا، عالم الفيروسات في كلية لندن الجامعية، وأحد المشاركين في الدراسة الخاصة بمريض لندن، أن كلمة السر هي التعديل الجيني.

ما يقصده “جوبتا” مُشابه تمامًا لما أدانه العلماء منذ فترة قريبة، عندما أعلنت بعض وكالات الأنباء عن عالم صيني استطاع تعديل جينات أطفال رُضّع لجعلهم مقاومين لمرض الإيدز. جاءت إدانة العلماء بسبب خطورة العملية وعدم فائدتها من وجهة نظرهم، لكن جوبتا يقول إن تعديل جين (CCR5) في مرضى الإيدز يمكنه أن يكون حلًّا جيّدًا.

الصورة: Daily Express

أضاف جوبتا أنه على الرغم من ثبات حالة الغالبية العظمى من المرضى بسبب الأدوية المضادة للفيروسات، تبدو فرصة العلاج الجديد وكأنها طوق نجاة الـ 36 مليون مُصاب بالإيدز، حيث يمكنهم التخلص تمامًا من الفيروس لا الاضطرار إلى التعايش معه.

حاليًا، يُتابع العلماء 38 مريضًا بفيروس (HIV)، حصلوا بالفعل على زراعة خلايا جذعية داخل نخاع العظام، أغلبهم بجينات متحوّرة، و6 مرضى مروا بزراعة خلايا جذعية بجينات غير متحوّرة. أحد المشاركين في العلاج، صاحب الرقم 19 والذي يُدعى “مريض دوسلدورف”، أظهرت تحليلاته أنه خالٍ تمامًا من فيروس (HIV) منذ أربعة أشهر، وإذا لم يُعاود الفيروس الظهور خلال الخمسة شهور القادمة، سيُصبح المريض الثالث الُمعالج من الإيدز، مما يُزيد من آمالنا في الحصول على علاج للإيدز.


المصادر:  theguardian  nature

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى