.
النشرة

تخليق أول قلب بشري كامل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد

استخدم الفريق العلمي خلايا المريض ذاته وأنسجته الحية لتخليق القلب المطبوع بالأبعاد الثلاثية

كتبت: مها طــه

نجح مجموعة من العلماء في جامعة تل أبيب الإسرائيلية في طباعة أول قلب بشري كامل باستخدام خلايا بشرية عن طريق تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. يحتوي هذا القلب البشري الصغير على كل مكونات القلب الطبيعي من أنسجة قلبية وأوعية دموية وبروتينات وغيرها من الجزيئات الحيوية البيولوجية.

وعلى الرغم مما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالإنجاز غير المسبوق، إلا أن الفريق العلمي صرح بأن هذه التقنية التي تم تخليق القلب بها غير جاهزة حاليا لتطبيقها في مجال زراعة الأعضاء البشرية، فلا يزال أمامها سنوات قبل أن تصل للهدف المنشود بجعل تخليق ونقل الأعضاء البشرية عملية سهلة وروتينية كما يأملون.

تمكن العلماء من تخليق هذا القلب باستخدام خلايا دهنية منزوعة من جسد مريض بالقلب، والتي مرت بعدة مراحل ليتم بعدها استخدامها كحبر بيولوجي، أي المادة التي توضع داخل الطابعة ثلاثية الأبعاد لتكوين جسم الشئ المراد طباعته، لينتج بعدها بالفعل قلب صغير في حجم قلب الأرنب أو القوارض.

صورة: Twitter/ AFP

القلب الناتج عن عملية الطباعة تفتقد خلاياه لأحد أهم مميزات النسيج القلبي وهي قدرته على ضخ الدم والنبض النابع من نسيج العضلة القلبية نفسها، وعلى الرغم من أن نسيج هذا القلب المخلق قادر على الانقباض، إلا أن المزيد من الأبحاث تعتبر أمر ضروري للقطع بنجاح هذه النتائج الأولية.

الجدير بالذكر، أنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد للحصول على قلب بشري. فتمكنت مجموعة من الباحثين في جامعة زيورخ من طباعة قلب بنفس التقنية في عام 2017، ولكنه يختلف عن القلب الذي خلّقه الباحثون في تل أبيب، حيث لم تدخل فيه أي أنسجة بشرية على الإطلاق.

من المتوقع أن يبدأ الباحثون في خلال عام من الآن في تجربة زراعة هذا القلب الصغير داخل أجسام بعض حيوانات التجارب، بهدف دراسة قدرته داخل الجسم والتفاعلات التي قد تنشأ عن الزراعة، لمحاولة تطوير البحث حتى التوصل لزراعته في الإنسان كما يأمل العلماء القائمون على البحث.

صورة: FLASH90

ومن المعروف أن عملية زراعة الأعضاء من العمليات الصعبة التي تتطلب الكثير، فلابد من توافق العضو المراد زراعته مع أنسجة المتلقي، مع ضرورة منح المتلقي عدد من الادوية المثبطة للمناعة لتساعد الجسم على عدم رفض العضو المزروع، وعلى الرغم من ذلك قد يرفض الجسم العضو وبالتالي تفشل هذه العملية.

يطمح الباحثون في جامعة تل أبيب أن يصلوا إلى حل لمشكلة رفض الجسم للعضو المزروع عن طريق أخذ خلايا من الشخص المصاب وبناء القلب _أو أي عضو آخر_ بنفس الطريقة، فحينها سيكون العضو المزروع جزءًا من الجسم غير معرضا للرفض من الجهاز المناعي.

وقال دكتور “تال دافير” قائد فريق البحث، أنه من الممكن في خلال عشر سنوات أن تكون هناك طابعات ثلاثية الأبعاد تستخدم لطباعة الأعضاء في كبرى مستشفيات العالم، وتتحول هذه العمليات إلى عمليات روتينية سهلة. وعلى الرغم من تصريحاته فقد قال أنه من الآمن أن تُطبق عمليات طباعة الأعضاء وزراعتها في البداية على أعضاء أقل تعقيدًا من القلوب مثل الطحال والمرارة والكلى وحتى الرئة التي قد تكون أسهل من القلب.

يتطلع العالم لحل مشاكل زراعة الأعضاء خاصة القلب حيث تمثل أمراض القلب نسبة كبيرة من مسببات الوفاة حول العالم.


المصادر:  science alert  IFLS  Futursim

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى