.
النشرة

بعد ذوبانها: التربة الجليدية بالقطب الشمالي تسرب الأحماض الآن

كتب: أحمد حسين

مؤخرا، تواجه التربة الجليدية التي تغطي مساحة واسعة من المناطق الشمالية في أقصى شمال قارات أمريكا وأوروبا وآسيا ذوبانًا مُفاجئًا بسبب الارتفاع المستمر في درجات الحرارة عالميًا الناتج عن تغير المناخ.  والآن يعتقد الباحثون وفقا لأدلة جديدة وجدوها أن المشكلة امتدت حيث بدأت التربة في تسريب  الأحماض.

يؤثر ذوبان التربة الجليدية على الأرض الصلبة المحيطة بها. فالمياه المُذابة تختلط مع العديد من المعادن المختلفة، ثم تتخذ تلك المياه طريقها وتجري على المنحدرات الصخرية للأراضي الصلبة تاركة تأثيرات سلبية عليها في طريقها.

 في بحث منشور في جريدة “Geophysical Research Letters”، قدّر العلماء آثار هذا الذوبان الحادث في التربة الجليدية في غرب كندا، والتي تعد أكثر ثراءً من جهة الرواسب الأرضية، واكتشفوا أن هذه المياه الذائبة تحتوي على الكبريتيك وهو ما يساعد على تحرر ثاني أكسيد الكربون.

يساهم ذوبان جليد التربة الجليدية في زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الاحراري أو ما يطلق عليها غازات البيت الأخضر “Greenhouse Effect” مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، والتي كانت كامنة في وقت سابق تحت الأرض، وهو ما يزيد الطين بلة حيث يجعل محاولات محاصرة منابع ثاني أكسيد الكربون صعبة للغاية.

لا يوجد سوى قدر محدود من العمل المنجز حول معرفة التركيب الكيميائي للتربة الجليدية، والذي يبدو على قدر من الأهمية الآن. تحتوي التربة الجليدية على أربعة أضعاف الكربون الذي يطلقه البشر في الغلاف الجوي في العصر الحديث

يقول الكاتب الرئيسي للبحث “سكوت زولكوس” من جامعة ألبيرتا بالولايات المتحدة الأمريكية، أنه من الممكن التحكم والسيطرة على العديد من مصادر ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والناجمة عن أنشطة بشرية مثل استخدام الوقود الأحفوري، لكن فيما يتعلق بذوبان التربة الجليدية وإطلاقها لغازات ثاني أكسيد الكربون والميثان، فيبقى  الأمر بعيدًا عن إطار تحكمنا. مضيفا أن الأمر ليس سهلًا، كما  لو أننا نستطيع أن نضع بطانيّة حرارية عملاقة على القطب الشمالي مثلًا.

يتم تعريف التربة الجليدية على أنها الأرض المُتجمدة لمدة تزيد عن السنتين على الأقل، لكن هُناك مناطق مجمدة لمدة آلاف السنوات حتى الآن، والتغيرات التي تطرأ على هذه المناطق قد تؤدي إلى بعض العواقب المدمرة لبعض العادات الطبيعية، بالإضافة إلى بعض التأثيرات التي لا نزال نجهلها حتى الآن ونبحث عن معرفتها حتى نتمكن من محاولة علاجها قبل الانتشار. إنه ليس مجرد انبعاث لبعض الغازات الدفيئة نتيجة الاحتباس الحراري، بل تأثيرات خطيرة على الأنهار وتغيرات غريبة في كيمياء المحيط أيضًا.


مصدر الخبر ifls 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى