.
نوّرها

ابكوا .. تصحوا: ما لا نعرفه عن الدموع!

كتبت: مها طه

معظمنا بيرتاح  لما يعيط، وبعدها بيحس باسترخاء كأنه خرج طاقة من جسمه وبقى أخف. والدموع عندنا مش مرتبطة بس بالحزن، إحنا أوقات كتير بنعيط من الفرحة ونقول عليها ”دموع الفرح“، بصرف النظر عن اللي بيتهمونا بإننا نكديين عشان حزن أو فرح بنعيط.

على جانب آخر، في حبة حلوين من الناس كده بتشوف إن نزول الدموع قصاد أي حد ضعف لكن الحقيقة على العكس تمامًا. كل ده ياخدنا للسؤال الأهم:

 إيه فايدة الدموع ؟ وهل البكا فعلًا بيريحنا؟

في الأول خلينا نندهش سوا لما نعرف إن إحنا بننتج حوالى 284 جرام من الدموع فى اليوم، يعني حوالى 132 كجم فى السنة! يعنى تقريبًا كأننا بنعيط طول الوقت. وطبقًا لدراسة اتعملت فى 2011، فالستات بيعيطوا بمعدل 5 مرات تقريبا ويمكن أكتر فى الشهر.

فى حين إن الرجالة بتعيط بمعدل مرة واحدة بس ويمكن أكتر شوية صغيرة في الشهر برضه، لكن ده بيرجع لسبب بيولوجى وهو إن حجم الغدة الدمعية عند الست أصغر من مثيلتها عند الراجل، وبالتالى بتتملى أسرع وتخرج منها الدموع أسرع مش فكرة إن الستات نكدية وخلاص

 

الدموع أنواع

أيوة متشتغربش، الدموع مش كلها نوع واحد، ومش المقصور هنا إنها بتتقسم لدموع فرح ودموع حزن، لكنها فعلًا أنواع مختلفة لكل منها وظيفته الخاصة. الدموع 3 أنواع وهي:

دموع أساسية: دي الدموع اللى بتغطى العين. بتتكون من 3 طبقات، بتحمى العين من التراب وغيره. الطبقة الأولى هى الطبقة المخاطية ودي اللى بتلتصق بيها الطبقة التانية (الطبقة المائية).

الطبقة المائية هي اللى بتحافظ على رطوبة العين، وفى نفس الوقت بتحمى جلد العين والقرنية من الإصابة بالبكتريا، وأخيرًا الطبقة الدهنية اللى بتخلي سطح العين أملس وبالتالي نقدر نشوف من خلاله كويس، بالإضافة لإنها بتمنع الطبقات اللى تحتها إنها تتبخر.

طبعًا معظمنا مش بيحس أصلًا بالدموع دى لأنها مبتنزلش من العين، بس هي بيتم إفرازها بواسطة الغدد الدمعية على سطح العين عشان تقوم بالوظايف دى.

دموع لا إرادية: ودي الدموع اللى بتغسل العين، وتنقيها من المواد الضارة اللى ممكن تتكون فى العين نتيجة استثارتها_بتقشر بصل مثلًا أو إن حاجة دخلت فى عينك. كمية الدموع دى بتكون أكتر طبعًا من الدموع الأساسية، وبتحتوى على أجسام مضادة عشان تقضى على البكتريا والفيروسات اللى ممكن تهاجم العين.

دموع المشاعر: ودي الدموع المرتبطة بوقت الحزن أو الفرح الشديد اللى ممكن يفقدنا توازننا، فتفرز العين الدموع دى عشان يرجع التوازن الطبيعى ويتحسن المزاج بشكل سريع، غالبًا الدموع دى بترتبط كمان بحاجات تانية فى الجسم زى زيادة معدل ضربات القلب أو تقليل معدل التنفس.

الدموع

ما لا نعرفه عن فوائد الدموع

1 –  تخلص الجسم من السموم!

الدموع مش بس بتغسلك من الحزن وتفرغ طاقتك السلبية، دى كمان بتغسل جسمك من السموم وبتخلصك منها. الدموع اللى بينتجها الجسم فى حالة التوتر بتساعد الجسم على إنه يتخلص من المواد الكيميائية اللى بترفع مستوى الكورتيزول _هرمون الضغط العصبى_ فى الدم.

وفقًا لدراسة عملها عالم الكيمياء الحيوية دكتور ”ويليام فرى“، واللى قال فيها إن إفراز الدموع زي أي عملية تانية بتحصل فى الجسم بيقدر من خلالها يخرج السموم (التبول، العرق، الزفير)، أما دموع التوتر بتحتوى على مواد كيميائية دورها إنها تخفف الألم.

2 –  تقتل البكتريا

الدموع بتحتوى على مادة الـ”ليسوزوم“ اللى بتقدر تحلل البكتريا، وتقتل من 90 لـ95% منها فى خلال 10 دقايق على الأكتر. وفى دراسة اتعملت فى 2011  بتقول إن الدموع تُعتبر مادة قوية مضادة للجراثيم، وده اللى بيخليها تقدر تحمى الجسم من الإصابة بأمراض كتيرة.

3 –  تحسن الرؤية

الدموع بتحسن الرؤية عن طريق إنها بترطب تجويف العين والجفون، لما أغشية العين بتبقى جافة ده بيخلى الرؤية مشوشة. بالإضافة لإنها بتزيل التراب و أى شوائب ممكن تؤثر على الرؤية، الدموع كمان بتحفز باقى الأغشية المخاطية _فى الأنف مثلًا_ على إنها متبقاش جافة.

4 –  تحسن المزاج

فى دراسة اتعملت فى جامعة جنوب فلوريدا سنة 2008، توصلوا لإن الدموع بتحسن المزاج أكتر من أى نوع من مضادات الاكتئاب. الدراسة قالت إنه 90% من الأشخاص اللى بيعيطوا قالوا إن العياط بيحسن من مزاجهم فى حين إن بس 8% قالوا إن الدموع بتخلي حالتهم أسوأ، واللي كان أغلبهم أشخاص مصابين بنوبات القلق واضطرابات المزاج.

5 –  تقلل الضغط العصبي

العياط بيولد شعور بالراحة حتى لو كان الظرف أو المشاعر اللى بتمر بيها ماتغيرتش، والسبب فى ده إن الدموع بتقلل من هرمون الضغط العصبى، وبتنقي الجسم من السموم، وبالتالى بتقلل التوتر.

الدموع هى البديل الصحي لأنك تكسر حاجة أو إنك تكتم فى نفسك واللي طبعًا ممكن يؤدى لمشاكل صحية زي ارتفاع ضغط الدم والصداع. الدموع من أفضل الطرق للتعبير عن المشاعر، وبتسمح بالتخلص من الضغوط والإحباط.

6 –  تقوي التواصل

الدموع ممكن تعبر عن اللي الكلام مايقدرش يوصله وعشان كده ممكن فجأة تلاقي اللي قدامك بيعيط من غير ما يقول ولا كلمة، لكن كل اللي محتاج يقوله يوصلك.

وعليه، العياط فعلًا راحة ودوا، كما إنه عملية طبيعية صحية هتحميك نفسيًا وجسمانيًا، ولا عزاء للي بيقولوا علينا ”نكديين“.

المصادر:  medicaldaily  lifehack  TED-Ed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى