.
ليه وإزاي؟

ليه صوابعنا بتجعد لما بنقعد في الميه لمدة طويلة؟

كتب: أحمد حسين

في يوم حر شديد من أيام الصيف اللذيذة، تقرر تاخذ لك غطس في البيسين، بس الغطس يطول شوية شويتين، فتلاقيك قضيت لك بتاع أربع خمس ساعات عشان تطلع بعدها صوابع إيدك مكرمشة ومجعدة.. بس ليه ده حصل؟

بدايةً خلونا نعرف إن صوابعنا بتبدأ تتجعّد بعد 30 دقيقة من قعادنا في المية. ساعتها المخ بيرسل رسائل عصبية للأطراف تسحب الدم من الأوعية الدموية الموجودة في الصوابع، فيحصل تجعد الصوابع وكرمشتها.

تجعد الصوابع: أشهر تفسيرين غلط

التفسير الأول: إن الصوابع بتتجعّد نتيجة شربها للميه، وده تفسير خاطيئ لأن الأنسجة الجلدية لو دخلها مية، هتتمد ويزيد حجمها مش هتتجعّد بعكس ما هو معروف.

التفسير التاني: إن التجعّد بيحدث نتيجة تعرض المادة الدهنية أو الزيتيّة الموجودة في بشرتنا واللي بتحافظ عليخا من الجفاف للإزالة عن طريق المية وده اللي بيسبب تجعّد الأصابع، وده مش صحيح لأن المادة الزيتيّة الموجودة بالجلد مش هتتشال بالمية.

طب ليه المخ بيرسل الإشارات العصبية دي لسحب الدم من الصوابع؟  

المخ بيبعت الإشارات دي عشان الصوابع المجعّدة عندها قدرة أكبر على إنها تمسك أي حاجة في المية، عشان كده لما تقعد في المية لمدة طويلة، مخك بيرسل الإشارات دي بشكل تلقائي، ودي من مزايا العقل البشري.

هل ممكن الإنسان يفضل تحت المية وصوابع إيده ماتتجعدش؟

ممكن، ولكن ده في حالات الإصابة بمرض عصبي في المخ أو إصابة أعصاب أحد الأطراف. ساعتها بتنفصل الأطراف عن المخ، ومابيقدرش يرسل ليها الإشارات العصبية، وكذلك مش بيقدر يستقبل منها أي إشارات.

ماذا لو كانت هذه الأمور مجرد فرضيّات غير مؤكدة؟

في 2011، دكتور “مارك تشانزجي”، عالم في علم الأعصاب التطوّري، جمع فريق من الباحثين واشتغل على بحث عن قدرة الأصابع المجعّدة على إنها تمسك الأشياء المغمورة بالماء.

البحث اتعمل على مجموعة من الأشخاص اللي غطسوا إيديهم في المية لمدة تزيد عن 30 دقيقة لحد ما تتجعد صوابعهم، ومجموعة تانية إيديهم مش في المية ناشفة عادي، وبعدها تمت التجربة على مجموعة من الحاجات المختلفة زي الرخام والإزاز، وكانت النتيجة إن اللي تجعّدت صوابعهم وكرمشت كانوا قادرين يمسكوا بالرخام تحت المية بشكل أقوى من اللي كانت صوابعهم ناشفة في وضعها الطبيعي.

من وجهة النظر التطوّرية، يقول تشانزجي أن الإنسان الأول استخدم صوابعه المجعدة في التقاط الفاكهة المغمورة بالمية، وفي أيام الأمطار الكثيفة كان بيستخدم صوابعه المجعّدة في تسلق الأشجار للهرب من خطر الحيوانات المفترسة أو إنسان تاني أقوى منه.

وعليه، كرمشة صوابع حضرتك بعد البلبطة في المية ماحصلش صدفة، وإنما حصل وبيحصل لسبب مهم ليك ولينا ولماما وبابا وناهد وكلنا 😀


المصادر: scientificamerican 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى