.
ليه وإزاي؟

كيف أنجب ”فورست جامب“ طفلًا ذكيًا طبيعيًا؟

كتب: أحمد حسين

الصدفة لعبت دور عظيم في تحقيق العديد من النجاحات في حياة فورست جامب، بطل الفيلم الشهير ”Forrest Gamp“ بطولة توم هانكس، بالرغم من إن فورست كان بيعاني من تأخر في النمو، وما تطورتش قدراته على التفكير أو التصرف من ساعة ما كان عنده 8 سنين.

فورست عنده صديقة من الطفولة اسمها ”جين­“، يحبها وتمر أحداث الفيلم ويكبروا وتجمعهم ببعض علاقة، ويخلفوا طفل صغير جميل، فورست ماكنش ساف الطفل ولا قابله لحد نهاية الفيلم. ولما بيشوفه لأول مرة، بيسأل ”جين“ سؤال واحد بس: ”هو ذكي ولا.. ؟“ في إشارة لنفسه وخوف حقيقي من إن ابنه يكون زيه، في واحد من أكثر المشاهد المؤثرة  في الفيلم.

فورست جامب

السؤال هنا إزاي فورست خلف طفل ذكي وطبيعي بالرغم من كونه عنده تأخر عقلي إلى حد ما؟

هل الذكاء شيء جيني بيتنقل من الأب أو الأم؟ ولا مهارة اجتماعية بتيجي بالتفاعل والتطوير؟

في السبعينات، في أبحاث كتيرة اتعلمت عن الموضوع ده، مادة البحث كانت التوائم المتطابقة وغير المتطابقة. في هذا البحث وجدوا أن التوائم المتطابقة بنسبة 100% فيما يخص الجينات بيتطابقوا برضه فيما يخص الذكاء، وأن التوائم غير المتطابقة (تتطابق جيناتهم بنسبة 50% فقط) بيختلفوا في نسبة الذكاء بشكل واضح، رغم إنهم من أب وأم واحدة.

اعرف أكتر في التخلق: التوائم المتطابقين مش متطابقين!

وعليه، فالذكاء ممكن يتنقل من خلال الجينات، لكن الوضع هيكون إيه لو كان الأب أو الأم بيعانوا من تأخر عقلي؟

في الحالة دي ممكن الطفل _اللي بيكون نِتاج للجمع بين كروموسومات الأب والأم_ إنه ياخد جينات حد منهم، وعشان كده ممكن يكون ذكي وطبيعي، وممكن يعاني للأسف من تأخر عقلي إلى حد ما، على حسب الجينات الوراثية التي هتنتقل له. كمان ممكن تنتقل للابن جينات الأب أو الأم اللي بيعاني من تأخر عقلي بس تكون معطلة أو غير فعالة يعني، فابنهم يكون طبيعي عادي.

بما إن الذكاء يمكن انتقاله عن طريق الجينات، هل ينفع ننقل هذه الجينات وزرعها في الأطفال اللي بيعانوا من تأخر عقلي بشكل أو بآخر؟ وساعتها نكون قادرين نربي جيل كامل من الأطفال الأذكياء بأعداد كبيرة؟

الإجابة على الأسئلة دي بتدور حوالين محورين، محور الأخلاق ومحور الطب. بالنسبة لمحور الأخلاق ففي رأيي الأمر ده غير أخلاقي لأنه هيخلق مجتمع موازي عنده كل المهارات المطلوبة للنجاح، وهيقلل من فرصة نجاح الآخرين (الأقل ذكاءًا)، وساعتها المنافسة هتكون غير عادلة، وده هيزود من انتشار الإحساس بالعجز والدونية، وهيترتب عليه انتشار العنصرية بين البشر، وساعتها ممكن نسمع عن حروب الذكاء بين الجيل الأذكى والجيل الأقل ذكاءًا، إن ماكناش هنبقى طرف فيها.

 9 حاجات لازم تعرفها عن التعديل الجيني على الأجنة البشرية

أما بالنسبة لمحور الطب، فالأمر مُعقد وصعب. يقول ”د. روبرت بلومن“، أستاذ علم الوراثة السلوكي بكلية لندن الجامعية (UCL) في مقابلة ليه على إذاعة الـBBC:

”الاختبار الصعب هو اكتشاف الجينات المؤثرة على الذكاء“،

لأن الأبحاث بتقول إنه صعب الحصول على جين واحد بس يكون مسئول عن الذكاء وممكن نقله من إنسان لتاني. ووفقا لد. بلومن ففي كثير من الجينات، يمكن الآلاف، مسئولة عن التأثير في الذكاء بشكل بسيط. بمعنى إن الذكاء مش وحدة واحدة جامدة ممكن نزرعها في جينات شخص ما، فيبقى ذكي.

الذكاء أكثر تعقيدا، مجموعة من الصفات اللي لما بتتوفر في حد بنقول عليها زي منها الذكاء الاجتماعي، وسرعة البديهة، والقدرة على التصرف وحل المشكلات إلخ.

عشان كده صعب جدًا من الناحية الطبية نقل جين يؤثر في ذكاء الشخص، فخلق جيل من الأذكياء فكرة تكاد تكون مستحيلة لحد اللحظة دي. ثم إن التأخر العقلي مش معناه بالضرورة إن الشخص بيعاني من نقص في الذكاء فيما يتعلق بالفهم والإدراك مثلًا.


المصادر: NationalGeoGraphic abc

زر الذهاب إلى الأعلى