.
ليه وإزاي؟

علماء أكسفورد: الاستيقاظ قبل التاسعة يُعتبر تعذيب!

كتبت: مها طـه

لو حضرتك حاليًا عندك 25 سنة فغالبًا إنت بقالك حوالي 19 سنة بتعاني من الصحيان بدري كل يوم لمدة لا تقل عن 9 شهور في السنة، وبدري هنا بمعنى إنه قبل الساعة 9 صباحًا! ولو اخترت إنك تشبه ده بعملية تعذيب ممنهجة تحالفت فيها مؤسسات الدولة عليك هيكون حقيقي لأنه فعلًا الصحيان بدري أوي كده يُعتبر نوع من التعذيب وفقًا لعلماء جامعة أكسفورد.

الصحيان بدري: عذاب فراق السرير

وفقًا لدكتور ”بول كيلي“، الباحث الفخري في معهد علم الأعصاب والمتخصص في دراسة الساعة البيولوجية والنوم بجامعة أكسفورد، إجبار الأشخاص اللي أعمارهم أقل من 55 سنة على الذهاب للعمل قبل التاسعة صباحًا هو شئ أقرب ما يكون للتعذيب، وإن فكرة العمل نفسه من الساعة 9 صباحًا لـ5 عصرًا، بتتسبب في حالة من الإرهاق والتعب كنتيجة لحرمان الجسم من النوم، واللي بيشكل تهديد كبير لأداء الجسم.

دكتور ”كيلي“ قال إن الشخص لا يمكن يقدر يغير من إيقاع الـ24 ساعة الخاصة بالجسم، فحتى لو عودت نفسك تصحى في ميعاد مُعين، هيفضل إيقاع جسمك مظبوط وفقًا لأشعة الشمس مش لرغبتك، لأن الساعة البيولوجية الخاصة بيك بتعتمد على ما تحدده منطقة تحت المهاد بناءًا على كمية الضوء.

فمش مجرد إنك صحيت وفيه ضوء يبقى هو ده الميعاد المناسب للصحيان، وللأسف جسمك هيعتبرك لسه في الفترة اللي المفروض تنام فيها، وبالتالي فكرة الصحيان بدري ما هي إلا حرمان من النوم وتعذيب للجسم.

دكتور ”كيلي“ قال إن المجتمع كله محتاج يغير من مواعيد الدراسة والعمل وفقًا للدراسة دي بما يُناسب الساعة البيولوجية للإنسان الطبيعي، وبكده فالشركات اللي بتجبر موظفيها على إنهم يصحوا بدري ويروحوا الشغل بدري جدًا، تُعتبر بتعرض حياتهم للخطر عن طريق تراكم المشاكل الصحية الناتجة عن الحرمان من النوم وبتهدد كمان قدراتهم الإنتاجية، وبكده كل الأطراف للأسف خسرانة.

الصحيان بدري كل يوم وتحديدًا قبل الساعة 9 صباحًا والذهاب للعمل أو الدراسة قبل 10 صباحًا بيُترجم عند المخ كحالة حرمان من النوم، ولذلك بتبدأ أجهزة الجسم كلها تتأثر ده غير تأثُر النظام العاطفي والأداء البدني كمان. الكبد والقلب بالذات ليهم أنماط خاصة بيهم ومختلفة عن باقي الجسم، وبالتالي ففكرة الصحيان بدري بتبقى كأنك بتطلب منهم حرمان من النوم لمدة ساعتين أو تلاتة يوميًا.

الساعة البيولوجية في جسم الإنسان بتبقى هي المقياس الوحيد المعترف بيه لتقييم الزمن بالنسبة للمخ والجسم، هي اللي جسمك بيعرف من خلالها إحنا الصبح ولا بالليل، ومن خلال انتظامها بينتظم إيقاع الـ24 ساعة في كل أجهزة الجسم.

اعرف أكتر عن الساعة البيولوجية من هنا. 

وجد العلماء إن قلة النوم أو الحرمان منه بيؤثر على الانتباه وذاكرة المدى الطويل، وبيخلي الشخص يميل أكتر لتعاطي المخدرات والكحوليات، ده غير إنها بتسبب الغضب والشعور بالقلق والتوتر، بالإضافة لزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم، وكتير من المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية.

وفقًا لكيلي فالشباب والمراهقين هما الأكثر عُرضة للإصابة بحالة الحرمان من النوم دي، نظرًا لإن اليوم الدراسي غالبًا بيبدأ بدري جدًا، في حين إنه المفروض في سن الثانوي مثلًا يبدأ الساعة 11 صباحًا، عشان الجسم ياخد راحته في النوم.

ونظرًا لإنهم للأسف بيضطروا يصحوا تقريبًا في حدود الساعة 7 أو 8 فكل يوم بيضيع منهم حوالي ساعتين أو تلاتة نوم، وده طبعًا بيؤثر في مدى استقبالهم للمعلومات، وأضاف إن السماح للطلبة بالنوم لوقت أطول بيعزز من أدائهم في الامتحانات بنسبة 10%.

طبقًا لكلام كيلي، المفروض إن الأطفال الصغيرين (لحد سن 10 سنين) يروحوا المدرسة تقريبًا الساعة 8:30 صباحًا، بحيث إنها تزيد عشان توصل لـ10 صباحًا في سن 16 سنة و11 صباحًا في سن 18 سنة، وهنا بقى أحب أضيف إننا لو التزمنا بالكلام ده، هنتخلص من مشكلة تانية كبيرة جدًا وهي الازدحام المروري في الفترة ما بين 7:30 و9 صباحًا، اللي الكل فيها بيبقى رايح للشغل أو الجامعة والمدرسة.

الأطفال بمجرد دخولهم لمرحلة المراهقة بتبدأ ساعتهم البيولوجية تتطلب نوم أكتر، نقدر نقول إنها ”بتأخر“ شوية، وبالتالي بتتغير تعريفات الجسم لأوقات النوم والاستيقاظ الطبيعية. المراهقين بياخدوا وقت أطول للوصول للنوم بالليل، والحالة دي معروفة باسم ”منطقة صيانة الوعي“.

بمعنى تاني بيبدأ المخ يتشغل بأفكار تانية وكتيرة ومختلفة، وبالتالي بيكون محتاج يسهر أكتر عشان يعالج الأفكار دي، وده اللي بيفسر الحالة اللي أغلبنا مش بيلاقي ليها تفسير، وهي إننا مهما حاولنا ننام بدري وقبل ميعاد النوم العادي حتى عشان ناخد راحتنا في النوم، فغالبًا مش بنعرف لأن بالنسبة للمخ إنت لسه المفروض في حالة الوعي، مرحلة ما قبل الخلود للنوم.

اعرف أكتر عن العلاقة بين الموبايلات والساعة البيولوجية من هنا.

بالنسبة للمراهقين بالذات لو تُركت ليهم مساحة مناسبة للنوم، فده بيحسن من حالتهم المزاجية اللي بالطبع بتكون أصلًا مضطربة في السن ده، غير إنها بتساعدهم على التعلُم وبتحسن من سلوكهم في العموم. وبكده نقدر نقول في النهاية إن الصحيان بدري ممكن يكون مؤثر جدًا على صحة الجسم، ومن هنا نحب نوجه رسالة لكل الحكومات وأصحاب الشركات والمسئولين عن التعليم في العالم، وربنا يكرمك والله يا دكتور كيلي. إحنا صح.


المصادر:  huffingtonpost  theplaidzebra  themindunleashed  dailymail

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى