الأكوان المتعددة: في عالم موازي تتحقق الأحلام!
كتب: أحمد حسين
زمان وأنا صغير شوية يعني، كنت بتفرج على التليفزيون واتعرض فيلم اسمه (The One) لـ”جيت لي“، وأنا أعز أفلام الأكشن جدًا الحقيقة، فقعدت اتفرج عليه.
الفيلم بيتكلم عن ظابط في شرطة الأكوان المتعددة _آه والله هي اسمها كده :D_ الظابط ده اكتشف حاجة غريبة جدًا، اكتشف إنه هو والناس اللي شبهه في الأكوان الموازية بيربطهم خط طاقة واحد، فلما واحد فيهم يموت، الطاقة دي بتتوزّع على الباقيين، فقرر ببساطة إنه يقتل كل الناس اللي شبهه في الأكوان التانية، علشان يستحوذ على الطاقة كلها لوحده، فيصبح حاجة كده أشبه بإنسان خارق للطبيعة.
طبعًا الفيلم واضح إنه خيالي تمامًا لكنه بنى القصة كلها على نظرية الأكوان المتعددة (Multi-universe theory). الأكوان المتعددة بقى أو الأكوان الموازية، بالنسبة لناس كتير هي المكان اللي بيتحقق فيه أحلامهم.
في كون موازي أنا متجوز وعندي طفلين، وفي كون موازي تاني أنا مخرج واخد أوسكار، وفي كون موازي تالت أنا عايش في قصر على جزيرة معايا فلوس كتير، باختصار، الكون الموازي هو الكون اللي بتحقق فيه أحلامك.
إيه تعريف الفيزياء للـ الأكوان المتعددة ؟
في علم الفيزياء والرياضيات والكوزمولوجي، الأكوان المتعددة أو الموازية هي الأكوان اللي مش قادرين نوصل لها. الكون اللي إحنا عايشين فيه ده بقى اسمه ”الكون المرصود – Observable universe“. الكون المرصود ده هو مساحة الكون اللي قدر الضوء إنه يوصل لها وقدرنا نحسبها أو نحسب قُطرها.
أما مصطلح الأكوان المتعددة بيُطلق على المساحة دي اللي مابيوصلهاش الضوء، وبينقسم لتلات مستويات أو أنواع، كلهم ماتمش إثباتهم تجريبيًا لحد دلوقتي.
النوع الأول: بيتكلم عن إنه جايز يكون في أكوان تانية فعلًا، بس بعيد عننا جدًا لدرجة إننا مستحيل نشوفهم أو علشان نشوفهم هنحتاج نسافر بسرعة الضوء حوالي 93 مليار سنة ضوئية بس مش أكتر يعني، وطبعًا مش هنلحقهم برضه لأنه _بحسب كلام علم الكونيات_ الكون بيتمدد بشكل مستمر، حاجة كده شبه لانهائية يعني أو إن الأكوان المتعددة التانية موجودة جوه ثقب أسود، فمش هنقدر برضه نرصدها أو نوصل لها.
اعرف أكتر| ”الثقب الأسود“ الداخل مفقود والخارج مش موجود أصلاَ
يعني لو افترضنا إن الكون الوسيع اللي إحنا عايشين فيه ده، فيه زي كور كده كتير متوزعة في الفضاء، كل كورة من دول ليها قوانين فزيائية مختلفة، فإحنا بالضرورة هنعيش في الكورة/الكون اللي هتسمح لنا قوانينه بإننا نتواجد فيه، وباقي الأكوان بقى يا إما فاضية، أو فيها كائنات قادرة تتماهى مع القوانين اللي هناك.
النوع التاني: ده بقى بيقول إن الكون متكوّن من عدد من الأغشية/الطبقات (Membranes)، والأغشية دي بتتواجد في أكوان تساعية الأبعاد أيوه من رقم 9 يعني. يعني في تسع أبعاد في الكون بدل من التلات أو أربع أبعاد اللي نعرفهم كلنا. والكون المرصود بقى اللي إحنا عايشين فيه ده، هو مجرد غشاء ثلاثي الأبعاد من الأغشية أو الطبقات المتعددة اللي موجودة في باقي محيط الكون.
هبسطها لك، تخيل كده جورنال ورقي مثلًا صفحاته متتابعة، أهو الكون المرصود اللي إحنا عايشين فيه ده بقى هو صفحة بس من الجورنال ده، وباقي الأغشية/الطبقات/الأكوان هي الصفحات التانية المرتبطة بنفس الجورنال بس مختلفة عن الصفحة اللي إحنا عليها. يعني ببساطة الكون الكبير عبارة عن أكوان مترابطة بس كل كون له صفاته الخاصة.
النوع التالت: بقى هو الكون الكمومي، فاكرين أو عارفين قطة شرودنجر؟ القطة الحيّة الميتة دي 😀
أهو الكون الكمومي ده حاجة شبه كده، مجموعة أكوان موازية، فيها ناس شبهنا بالظبط، عايشين في نفس الوقت الحاضر بتاعنا ده بالظبط _يعني لو عندك 25 سنة فالشخص اللي شبهك في الكون الموازي في نفس سنك_، وكل الاحتمالات والسيناريوهات المناسبة بتحصل في نفس الوقت.
معنى الكلام ده إيه؟ معناه إن باباك ومامتك اتقابلوا في الكون ده وخلفوك وإنت كبرت واتجوزت وخلفت برضه، في كون موازي بقى، باباك ومامتك قابلوا ناس تانيين خالص باباك ومامتك اتجوزوا بس جابوا عيال غيرك وإنت برضه جيت عن طريق أب وأم تانيين، وفي كون موازي تالت هما ماتجوزوش بعض أساسًا وحضرتك طبعًا جيت من أب وأم تانيين، يعني في النهاية إنت موجود بس كل السيناريوهات المناسبة/المتاحة ممكن تتحقق برضه.
أهو النوع التالت من نظرية الأكوان المتعددة ده هو النوع اللي بنحقق فيه أحلامنا. يعني إنت في كون من الأكوان دي رئيس شركة جوجل أو حتى بتمثل مع ليوناردو دي كابريو أو بتلعب جنب كريستيانو وميسي. طبعًا زي ما اتفقنا، مفيش أي نظرية من دول تم إثباتها تجريبيًا، يعني كلهم يظلوا نظريات على ورق، بس لو أثبتوهم بقى يومًا ما، فأنا عايز القصر بتاعي اللى في أحد الجزر الاستوائية لو سمحتم يعني.
المصادر: dummies theconversation
