مرض السل وجرثومته الخفية!
كتب: أحمد حسين
وإحنا صغيرين شوية في أوائل الألفينات كده، كنا بنسمع عن أمراض عجيبة جدًا وكل اللي نعرفه عنها إنها خطر، منهم جنون البقر مثلًا، والسل. السل بالنسبة لي كان المرض اللي مخرجين الأفلام بيستخدموه علشان يموتوا البطل، أو حتى صاحب البطل، أو شخصية ثانوية كانت في يوم من الأيام تعرف البطل، باختصار يعني ده المرض اللي المخرج بيموّت بيه الممثلين!
طيب إيه هو السل؟
السُل ده مرض بيصيب الرئتين بشكل أساسي عن طريق جرثومة اسمها ”البكتريا المتفطّرة السليّة“، الجرثومة دي في الأساس بتكون كامنة أو مختفية، ومابتظهرش إلا لما يكون الشخص بيعاني من نقص في المناعة أو بمعنى أدق بيعاني من مرض الإيدز.
اعرف أكتر| عن الإيدز: أنا مربّي مرض!
بحسب منظمة الصحة العالمية، حوالي ثُلث سكان العالم مصابون بالسل الكامن/الخفي. السل الكامن معناه إنهم أصيبوا بالعدوى لكنها بتكون لسه كامنة جوه جسمهم بدون ما تنشط ليصبحوا مرضى بالسل وتظهر عليهم أعراض المرض، وبالتالي مش بتكون عندهم القدرة على نقل المرض. خطورة مرض السُل في الأساس إنه بيتنقل عن طريق الهواء، يعني يكفي للشخص المصاب بالسُل إنه يعطس أو يبصق أو يسعل (يكح) في وسط مجموعة من البشر علشان ينقل العدوي من 10 لـ15 شخص، لأن الجرثومة بتدخل على الرئتين على طول عن طريق الاستنشاق.
مين عرضة للإصابة بيه؟
في الغالب بيكونوا الشباب البالغين، بالذات في البلاد النامية اللي نسبة الإصابات والوفيات فيها بتتجاوز 95%، والنسبة دي بتقل جدًا في البلاد المتقدمة طبعا لجودة ظروف المعيشة والصحة إلخ. كمان المصابين بمرض الإيدز أو عندهم نقص مناعة أو بيعانوا من سوء تغذية أو مرض السكري أو المدخنين أكثر عُرضة من غيرهم للإصابة بمرض السُل، لكن لو في الوضع الطبيعي للإنسان، فنسبة الإصابة بمرض السُل بتكون حوالي 10% بس.
اعرف أكتر| التقزم والسمنة.. مأساة سوء التغذية التي تضرب أطفال مصر!
إيه أعراض المرض ده؟
من أكتر الأشياء الصعبة برضه في موضوع السُل ده هو أعراضه، لأن أعراضه أولًا: مابتكونش واضحة جدًا في الأول، وثانيًا: مشابهة لأعراض أمراض تانية، لذلك لازم يتعمل أشعة سينية علشان الطبيب يقدر يحدد إذا كان الشخص مصاب ولا لأ. أعراض السُل هي:
- السعال مع البلغم والدم أحيانًا.
- آلام في الصدر.
- الضعف العام.
- فقدان الوزن.
- الحمى.
- إفراز العرق ليلًا.
عشان كده تقدروا تتخيلوا موضوع التشخيص بيكون صعب إزاي، وأصعب كمان للأطفال. بالرغم من إصابة حوالي 9 ملايين شخص بالسُل في 2013 وموت 1.5 مليون شخص، مُعدّل الوفيات بمرض السل قل بنسبة 45% في الفترة ما بين 1990 و2013. التقارير قالت إنه تم إنقاذ أكتر من 43 مليون شخص، وشفاء 56 مليون آخرين ما بين عاميّ 2000 و2013. ده معناه إن المرض حاليًا أصبح من الأمراض الممكن علاجها، لكنه يبقى برضه مرض خطر زي مرض الإيدز.
العلاج ده بيكون عن طريق برنامج علاجي لمدة ستة شهور، وبيشمل أدوية مضادة للميكروبات، وبيتم الإشراف المباشر على الحالة من جانب الأطباء المسئولين عنها. طب، إيه أهمية الإشراف المباشر ده؟ أهميته في حاجتين، أولهم: إن الدعم المعنوي للمريض مهم جدًا، تاني حاجة: لو المريض أخد العلاج بشكل فيه خطأ ما، في احتمالية إنه يصاب بمرض ”السل المقاوم للأدوية المتعددة“.
“السل المقاوم للأدوية المتعددة” ده أحد أشكال السُل اللي بتسببها نوع من البكتيريا مابتستجيبش للأدوية، خصوصًا الـ”لإيزونيازيد والريفامبيسين“ ودول أهم دوايين في برنامج العلاج. لذلك لازم يتم متابعة الحالة بشكل مباشر؛ لأن السل المقاوم للأدوية المتعددة ده بيكون سببه إما العلاج غير الملائم أو الاستخدام الغير صحيح للعلاج.
حاليًا، بيتم بذل مجهود كبير من المنظمات الطبية للقضاء على مرض السُل، خصوصًا في البلاد النامية. كمان تم إدراجه ضمن أهداف التنمية المستدامة التي اعتُمدت مؤخراً بحيث يتم القضاء على وباء السل بحلول عام 2030.
طبعًا لو حد حس بالأعراض اللي تم ذكرها في المقال مايهملش خصوصا لتشابهها مع أعراض لأمراض تانية شائعة، ويكون حريص إنه يستشير طبيب فورًا، لأن السُل مرض مُعدي وبينتقل بسرعة من الشخص المصاب به لكل اللي حواليه.
