.
ليه وإزاي؟

ليه لما بنركب العربية بنتعب؟

كتبت: مها طـه

مفيش حاجة في الدنيا ممكن تعكنن عليك في خروجة أو سفرية حلوة قد الإحساس السئ بالتعب فجأة وإنت جوه العربية. إحساس بالغثيان على تقلص في القولون وأحيانًا صداع،  كل الإحساس بالتعب ده غالبًا بيختفي بعد ما بتنزل من العربية بدقايق، وكان دايمًا الاعتقاد السائد إن الإحساس ده بيجي نتيجة لرجرجة العربية لكن الحقيقة إن السبب الحقيقي في ده هو مخك!

المخ هو المسئول عن الشعور بالتعب عند ركوب العربية

توصلت مجموعة جديدة من الأبحاث إلى إن سبب الإحساس بالتعب هو المخ، لأنه بيعتقد بوجود نوبة تسمُم مفاجئة وبيبدأ يواجهها. بشكل أوضح لما بتركب العربية بيبدأ المخ يستقبل رسائل متضاربة عن البيئة المحيطة بيك في الوقت ده، بالظبط زي اللي بيحصل للمخ من استقبال لرسائل مختلطة لما الجسم بيكون مسموم، وطبعًا الطريقة الأسهل بالنسبة للمخ في حالات التسمُم هو إنه يدفعك للتقيؤ كوسيلة للتخلص من السم.

حالة الخلط اللي بتحصل في المخ دي، بيعتقد العلماء إنها بسبب إن البشر مازالوا مش واخدين على فكرة السفر باستخدام وسائل متحركة بسرعة زي السيارات والأتوبيسات والقوارب، والمخ عندهم لسه مش مُتكيف بشكل كامل مع الفكرة دي.

على الرغم من إننا ممكن نكون بنتحرك جوا العربية إلا إن حواسنا بتفضل تدي إيحاء للمخ بإن الجسم ثابت، وفي الحقيقة هو فعلًا الجسم بيكون تقريبًا ثابت، وخصوصًا لو إنت راكب العربية مش إنت اللي بتسوقها، لكن في نفس الوقت المخ بيبقى عارف إنك بتتحرك وبسرعة مُعينة كمان، وده بيحدده من خلال جهاز التوازن الموجود في الأذن الداخلية.

السائل التيهي الموجود جوا الأذن بيتحرك، وده معناه إنه بيبعت إشارة للمخ إن الجسم بيتحرك مش ثابت، لكن في الحقيقة إنت من الناحية الفيزيائية ثابت، وعليه فالمخ بيستقبل إشارات ورسائل مختلطة.

وظيفة منطقة المهاد في المخ هي تجميع المعلومات دي مع بعضها، والتوصل لحقيقة اللي بيحصل فعلًا لكن غالبًا منطقة المهاد بتترجم الرسائل المختلطة دي وتوصل لاستنتاج بيقول إن الجسم دخل في حالة من التسمُم، ومعاها تبدأ تحس بحالة من الغثيان والميل للقئ.

”ديان بورنيت“، أستاذ علم الأعصاب بجامعة كارديف في الممكلة المتحدة، شرح الحالة بإن المخ بيتفاجئ بالمعلومات الكتير والمختلطة دي وكإجراء وقائي بيقوم بدفع الجسم لحالة من الغثيان تحسبًا ليكون اللي الجسم بيمر بيه هو حالة تسمُم، وده اللي بيفسر حالتنا، مخك بيخاف عليك يا حبيبي

تخطي حالة الإحساس بالتعب في العربية

النظر من الشباك بيساعد في الواقع على تقليل الحالة دي، لأنك بتقول للمخ وقتها إنك فعلًا بتتحرك، وده بيطمن المخ إن كل حاجة تمام وإنت مش مسموم ولا حاجة. قراءة كتاب أو النظر لوقت طويل في خريطة غالبًا بيخلي الأمور أسوء، لإنه فعلًا بيقنع المخ إن الجسم ثابت ومش بيتحرك وبالتالي إنت كده فعلًا بتتسمم.

الاستماع للموسيقى ممكن يكون مُفيد في الحالة دي، ونصيحة لحضرتك من الأشخاص اللي عادة بيصابوا بالإحساس ده، فالأفضل إنك تاكل وجبة عالية البروتين بشرط تكون خفيفة قبل السفر لأن ده هيساهم في تهدئة المعدة.

إنك تكون السواق ده كمان هيساعدك في تخطي الإحساس، لأن المخ في الحالة دي عنده أدلة كتير على إنك بتتحرك، كفاية حركة عينيك مع الطريق عشان تثبت تحركك، وكمان إنت المُتحكم في الحركة وبتقوم بحركات السواقة وبالتالي بالنسبة لجسمك إنت أكيد مش مسموم. المُحير بالنسبة للعلماء حاليًا هو ليه مش كل البشر بيعانوا من الشعور ده، وهل يا ترى تفسير ده هو مجرد ”قرعة التطور“ اللي ممكن تصيب مع حد وتخيب مع حد؟

في دراسة اتعملت في 2013 وتوصلت لنتيجة مُعنية، وهي إن الأشخاص المياليين طبيعيًا للحركة أو اللي مابيعرفوش يقعدوا ثابتين، أكتر عُرضة للإصابة بدوار البحر، وده معناه إن الفكرة مش في الحركة نفسها، قد ما هي الفكرة في إنك تمر بحركة مختلفة عن طبيعة جسمك في الحركة بشكل عام.

المصادر:  vestibular  journals.plos  nymag  sciencealert

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى