.
نوّرها

”إعادة التدوير“ هي الحل

كتبت: مها طه

طول ما انت ماشى فى الشارع بتلاقى حواليك أكوام كبيرة من القمامة أو الزبالة، عمرك فكرت إنك ممكن تستفيد منها؟ أكيد سمعت عن إعادة التدوير أو إعادة التصنيع في أكتر من مكان، لكن إزاى ممكن نستفيد من الكلام ده؟

خلينا نعرّف تاني ”إعادة التدوير“ مع بعض الأول

 إعادة التدوير هى عملية بيتم من خلالها تحويل المخلفات لمواد ممكن استخدامها مرة تانية، وبكده يقل استهلاك المواد الخام وبالتالي الطاقة المُستخدمة لتصنيعها، بالإضافة لتقليل تلوث الماء أو الهواء، وتقليل غازات الاحتباس الحرارى اللى بتنتُج بنسبة كبيرة من صناعات زى البلاستيك. عملية إعادة التدوير تُعتبر جزء من “هرم المُخلفات”، واللى بيتكون من 3 عمليات مهمة، وهي: تقليل المخلفات، إعادة التدوير، إعادة الاستخدام.(1)

لكن هل كل المواد ممكن إعادة تدويرها ؟

الحقيقة إنه مواد كتير جدًا ممكن يُعاد تدويرها أو تصنيعها زى الورق، الزجاج، البلاستيك، إطارات السيارت، الأقمشة، والإلكترونيات، بالإضافة للمواد العضوية زى بواقى الأكل أو فضلات الحيوانات.

ممكن نقول إن المعنى الحرفى لكلمة إعادة التدوير يعنى إعادة الاستخدام زى مثلًا استخدام ورق مكتب قديم فى تصنيع ورق مكتب جديد، لكن الحقيقه إن العملية دى تُعتبر مكلفة ماديًا مقارنةُ بتصنيع نفس الورق من مواد خام، لذلك إعادة التدوير غالبًا بيكون معناها تصنيع مادة جديدة من مواد أخرى أًعيد استخدامها زى مثلًا تصنيع ورق مقوى من الورق المُستعمل.

وبالتالى تُعتبر إعادة التدوير هى عملية إنقاذ لبعض المواد التي تدخل فى صناعات مُعقدة، ويصعب الاستفادة منها زى الرصاص الموجود فى بطاريات السيارات، أو الذهب الموجود فى الدوائر الكهربية، أو مخلفات ممكن تبقى خطر على البيئه زى الزئبق الموجود فى ميزان الحرارة، واللي بيُعاد استخدامه فى تصنيع الترموستات_جهاز تنظيم الحرارة فى بعض الأجهزة_.

الهدف الرئيسي من إعادة التدوير هو الوصول لمرحلة تكون فيها كمية المُخلفات تقريبًا صفر،وبالتالى مايكونش للنمو الاقتصادى أو الصناعي أى تأثير سلبى على البيئة، لكن الحقيقة إنه مش كل المواد ممكن تدويرها فعليًا، وغالبًا بتكون في حالة رديئة أو لا تتحمل عمليات إعادة التدوير زى مثلًا الزجاج الملون، واللى بيبقى من الصعب جدًا إعادة إستخدامه فى تصنيع الزجاج. لذلك فالمواد المُستهدفة فى إعادة التصنيع لابد وأن تكون جيدة، وكل ما كانت جودة المادة المُستخدمة أعلى، كل ما كان المُنتج المصنوع منها أفضل.

الحقيقه إن إعادة التدوير بتحقق فوائد بيئية كبيرة عن طريق تخفيض استهلاك المواد الخام من البيئة، وتقليل المخلفات الصناعية فى البيئة.

هل فعلًا إعادة التدوير ممكن يبقى لها أهمية اقتصادية؟

إعادة تدوير المواد عالية الجودة تساعد فى النمو الاقتصادى من خلال زيادة قيمة النفايات اللى بيتم جمعها، بالتالى زيادة دخل جامعي القمامة أو النفايات. إذا عملت الأفراد أو الشركات أو حتى الحكومات على تجميع القمامة، وبيعها فده ممكن يحقق مكاسب اقتصادية بالإضافة لتشجيع الاستثمار فى المجال ده، واللى بدوره هيزيد الإنتاجية، ويزود فرص العمل فى مجال أصبح العالم كله بيتجه له.(2)

إعادة التدوير بتمر فيها المواد بـ3 مراحل، وهي:

(عملية التجميع ) فى طرق كتيرة لجمع المُخلفات القابلة لإعادة التدوير.

 أولًا: جمع المُخلفات من الشوارع، ودي المُخلفات اللى بيتم جمعها مباشرةً بدون ما تكون فيها القمامة مفصولة عن بعضها (مثلًا بواقي أكل مع زجاجات بلاستيك وورق فى نفس الكيس). وعليه لازم المواد دى يتم فصلها، وتنظيفها فى مكان مركزى للفرز، كتير من المواد دي بتكون غير قابلة لإعادة التدوير زى الورق مثلًا اللى ممكن يبقى مُتسخ بشدة بسبب اختلاطه بمواد تانية.

ثانيًا: جمع المُخلفات من مكان مُخصص ليها، واللى بتكون فيه المُخلفات نظيفة ومفصولة عن بعضها، وفى الحالة دى المُخلفات بيتم بيعها للمصانع اللى ممكن تستفيد منها، وتُعيد تصنيعها على حسب الرغبة.

ثالثًا: جمع المُخلفات عن طريق الفصل من المنبع، بمعنى إن الناس تبتدى تفصل القمامة عن بعضها فى صناديق مُختلفة عن بعضها _يعنى وانت بترمى القمامة من وانت في بيتكتبدأ تصنفها لمواد بلاستيكية، مواد عضوية، مواد معدنية،أو ورق وهكذا.

(المعالجة)

بعد مرحلة التجميع تأتي عملية المُعالجة، واللى بتدخل فيها المواد فى عملية تأهيل وتنظيف لإعادة تدويرها واستخدامها.  فى الحالة دى ممكن بيع المواد بعد جمعها ومعالجتها.

(التصنيع)

ودي المرحلة اللى فيها بيتم شراء المواد القابلة لإعادة التدوير، وإدخالها فى عملية تصنيع تخرج منها المادة بشكل جديد. كتير من المنتجات اللى بنستخدمها يوميًا ممكن تكون ناتجة عن عمليات إعادة تصنيع زى ورق الجرائد، المناديل الورقية، البلاستيكات، علب المشروبات الغازية، وزجاجات البلاستيك المُستخدمة فى تعبئة المنظفات، بالإضافه لأنه حاليًا فى إتجاه لاستخدام الزجاج فى عمل الأسفلت لتمهيد الطرق، واستخدام البلاستيك فى صناعة السجاد.(3)

يعتقد بعض خبراء الاقتصاد إن مصر ممكن تستفيد اقتصاديًا بشكل كبير من أكوام القمامة _مصر تُعتبر من أغنى دول العالم فى القمامة حسب دراسة قام بيها معهد بحوث الأراضى والمياه وذلك عن طريق جمعها بشكل سليم ومُعالجتها وبيعها لدول أخرى زى الصين وغيرها. بالإضافة لتشجيع الدولة للمستثمرين لبناء مصانع لإعادة التدوير، وبكده نحل أزمة القمامة، ونحمي البيئة من مخاطرها، وفى نفس الوقت بنوفر فرص عمل جديدة، ومكاسب اقتصاديةكبيرة. حاليًا فى عدد من المصانع الموجودة فى مصر اللى بتشتغل فى المجال ده لكنها لسه محدودة فى مجالات إعادة تصنيع البلاستيك، والكاوتش، وصناعة المواسير من المُخلفات.(4)


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى