.
ليه وإزاي؟

علاج الاكتئاب بالمغناطيس!

كتبت: مها طه

أثبت بعض الباحثين أن النبضات المغناطيسية ممكن تعيد نشاط المخ الزايد لطبيعته العادية. غالبًا بيكون النشاط الزائد للمخ ده سبب فى الإحساس بالاكتئاب، التقنية المُستخدم فيها النبضات المغناطيسية إسمها ”transcranial magnetic stimulation “TMS.

استخدام النبضات المغناطيسية مش بس بيعالج الاكتئاب المزمن وبيحفز الذاكرة، لكن ده كمان بيقلل من معاناة الأشخاص المصابين بالشلل الرعاش بالإضافة لمساعدة الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية على الكلام من تاني، وضح العلماء إزاى بتشتغل النبضات دي على المستوى العصبي والحقيقة إن النتايج كانت مبهرة.

البحث قدمه فريق بحثي من جامعة نوتينجهام فى المملكة المتحدة، واتعرض فى المؤتمر اللي عقدته الكلية الأوروبية لعلم النفس العصبي في أمستردام، اكتشف الباحثون إن جلسة واحدة من النبضات المغناطيسية بتحسن التواصل بين خلايا المخ بشكل كبير، الجزء الأيمن من الفص الجبهي للمخ بترتبط فيه زيادة النشاط باضطرابات سلوكية وعصبية بتُصاحب الاكتئاب، تم تجريب النبضات المغناطيسية على 16 شخص مصاب بالاضطراب الاكتئابي، فتم ملاحظة انخفاض فى نشاط المخ فى المنطقة دي.

النبضات المغناطيسية تُعتبر طريقة غير مؤلمة للعلاج، كما أنها لا تعتمد على الأدوية، والأثر الجانبي الوحيد لها هو الإصابة بالصداع أحيانًا. تطبيق التقنية دي بسيط بيتطلب بس وجود جهاز متصل بالرأس وبالرغم من إن العلاج بالنبضات المغناطيسية مصرح بيه من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) سنة 2008 إلا إن إستخدامه لازال محدود!

يُعتبر ده أول بحث لقياس فاعلية النبضات عن طريق استخدام أشعة الرنين المغناطيسى لقياس التغييرات اللي بتحصل فى نشاط خلايا المخ بعد استخدام النبضات، النتائج بتقول إن العلاج بالنبضات هيوفر العلاج لشخص من كل 3 مصابين بالاكتئاب من اللي لم يستجيبوا للعلاج بالأدوية.

حاليًا ينصح الأطباء مرضى الاكتئاب بالعلاج بالصدمات الكهربية واللي ممكن تكون فعّالة لكنها مع ذلك بتتطلب تخدير للمريض بالإضافة لأن ليها آثار جانبية زى إحتمالية فقدان الذاكرة، تم تطوير الطريقة دي عن طريق تخفيفها لنبضات كهربية مدتها قصيرة وتأثيرها ألطف لكن مازالت بتتطلب تخدير وتعاطي بعض الأدوية مع الجلسات.

النبضات المغناطيسية مش بتحتاج لأي أدوية أثناء الجلسات وبتظهر نتائج التحسن من أول جلسة، والأهم من كده إن البحث الحالي أثبت إن التغيرات العصبية بتحصل فى المخ نتيجة لتغير النشاط العصبي بالإضافة للنتائج الإيجابية للتجربة، بالطبع في بعض التحفظات والقيود على استخدام النبضات من حيث صغر الجرعات اللى بيتعرض لها المخ، خاصةً لعدم وجود دليل ملموس على المدة اللي ممكن تستمر فيها التغيرات دي.

الحقيقة إنه لحد 30 سنة بس كان مفيش علاج حقيقي للاكتئاب، وتطوير العمل على التقنية دي وغيرها يعتبر أمل كبير لمرضى الاكتئاب وأمل فى الشفاء منه. تقنية العلاج بالنبضات لازالت تتطور ولكنها تُعتبر خطوة مثيرة لفهم نشاط المخ و إمكانية التحفيز المغناطيسى له وإمكانية علاج الاكتئاب عن طريقه، لذلك النوع ده من الأبحاث التجريبية ضرورى لتحسين علاج الاكتئاب فى المستقبل.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى