القضاء على فيروس سي في 20 مريضًا بعد تلقيهم لكلى مصابة
كتبت: مها طــه
أعلن الأطباء هذا الأسبوع عن نجاح دراستهم الجريئة والتي تعد بمثابة مقامرة، والتي قاموا فيها بزراعة كلى جديدة تحمل فيروس سي في جسد متطوعين، حيث قاموا بدراستين في العام الماضي، وأعلنوا عن النتيجة الآن، وهي أن المتطوعين تمكنوا بالفعل من التغلب على العدوى بفضل العلاج المضاد للفيروسات الذي تلقوه بعد عملية الزراعة.
هذه الطريقة كانت تحمل الكثير من المخاطر حيث أن هناك فرصة أن يصاب المتطوعون بعد الزراعة بالالتهاب الكبدي الوبائي أو فيروس سي ، لكن النجاح المبكر للدراستين اللاتي تم إجرائهما في جامعة بنسلفانيا وجامعة جونز هوبكنز بشكل منفصل، تعطي أملًا جديدًا لمئات المرضى على قوائم التبرع بالأعضاء في العالم كله.
في الولايات المتحدة الامريكية وحدها، هناك أكثر من 100 ألف شخص ينتظر زراعة الكلى وعلى الرغم من هذه الحاجة المُلحة، إلا أن مرضى فيروس سي لم يكن مسموحًا لهم بالتبرع بالأعضاء حتى لا يتم نقل العدوى من شخص إلى آخر.
قال “ديفيد جولدبيرج”، أخصائي زراعة الكبد في جامعة بنسلفانيا وأحد الباحثين، أنهم بدأوا هذه الدراسة على أمل أن تنجح وعندئذ يمكن فتح آفاق جديدة تمامًا أمام الآلاف ممن ينتظرون عمليات زراعة الأعضاء كأمل لإنقاذ حياتهم، وأضاف أن الكلى المصابة بفيروس سي كان يتم التخلص منها في الكثير من الأحيان، للاعتقاد بأنها شديدة الخطورة.
العام الماضي، عرض “جولدبيرج” وفريقه على مجموعة مكونة من 38 مريض بالفشل الكلوي وعليهم الانتظار لما لا يقل عن عام ونصف للحصول على الكلى المطلوبة، وبمجرد إبلاغ أسرهم بالإجراء الجراحي الذي سيقوم به الفريق ومخاطره المحتملة، تقدم 14 منهم بالموافقة وأُجريت الدراسة على 10 فقط لتلقي كلى مصابة بفروس سي.
بمجرد إجراء عملية الزراعة أصاب فيروس سي المتطوعين، ولكن كل المجموعة تمكنت من التغلب على الفيروس بفضل كورس علاجي استمر لمدة 12 أسبوعًا من الدواء الفموي. وفي تجربة أخرى منفصلة شملت 10 مرضى آخرين في جامعة جونز هوبكنز نجح العلاج المضاد للفيروسات أيضًا في التخلص تمامًا من فيروس سي في جميع المتطوعين.
كانت النتائج الأولية مبشرة ما جعل الباحثون متفائلون في حالة إجراء الدراسة على عدد أكبر ما يؤكد أن هذه التقنية آمنة، وهو ما يعني أن مئات الكلى المصابة بفيروس سي يمكن أن تُستخدم في عمليات زراعة الكلى في المستقبل، حيث من الممكن أن توفر هذه التقنية من 500 لـ ألف كلى صالحة للزراعة سنويًا.
حاليًا يريد الباحثون توسيع نطاق إجراء التجربة، بحيث تشمل أعضاء أخرى غير الكلى أيضًا ومنها الرئة والقلب والكبد المصابون بفيروس سي. وتظل أحد أهم العقبات التي تقف أمام هذه النوع من التقنيات هو التكلفة العالية للأدوية المُستخدمة في مكافحة فيروس سي.
المصادر: nejm philly pennmedicine