.
النشرة

إجراء التجارب الأولى لأول لقاح عالمي للسرطان

كتب: أحمد حسين

اتخذ العلماء خطوة إيجابية كبيرة نحو تطوير ما قد يكون أول ”لقاح عالمي للسرطان“. وأشارت نتائج من التجارب الأولية في البشر، جنبًا إلى جنب مع البحوث على الفئران، إلى أن التقنية الجديدة يمكن أن تستخدم لتنشيط جهاز المناعة للمرضى ضد أي نوع من أنواع الورم، بغض النظر عن مكان وجوده في الجسم.

يعمل هذا العلاج في الأساس عن طريق إطلاق سهام صغيرة تحتوي على قطع من الحمض النووي الريبي المستخرج من الخلايا السرطانية للمريض على نظام المناعة، وإقناعه بشن هجوم شامل على الأورام الموجودة في الجسم.

فقط عن طريق تغيير الحمض النووي الريبي داخل تلك السهام، يمكن للفريق، من الناحية النظرية، حشد الجهاز المناعي ضد أي نوع من أنواع السرطان. هذا ما قاله الفريق الذي قاده الباحث ”جوناس جوتنبرج“ بجامعة ماينز في ألمانيا، أن هذا النوع من العلاجات سريع جدًا ومؤثر ضد أي نوع من أنواع السرطان.

لم يكن هذا الإنجاز جديدًا، فهناك الكثير من الأبحاث التي تحدثت عن إمكانية مهاجمة الخلايا السرطانية، لكن عن طريق خلايا مناعية مُعدلة جينيًا في المعمل، وبعد ذلك يمكنهم إعادة زرع هذه الخلايا مرة أخرى في جسد المريض، وهي عملية تستغرق الكثير من الوقت والتكاليف.

إذا سألت نفسك، لماذا لا يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السرطانية دون الحاجة إلى تحفيز أو تعديل جيني؟ فالإجابة هي، أن الجهاز المناعي يتعرّف على هذه الخلايا السرطانية على أنها خلايا جسدية عادية وسليمة، فإذا هاجمها يعتبر هذا هجومًا ذاتيًا على نفسه.

يعمل هذا العلاج، بعد حقنه في جسد المريض، على التحرك في جسده وكأنه شحنة كهربائية تمر في الخلايا الجذعية والغدد اللمفاوية ونخاع العظم، لتصل إلى الخلايا في هذه الأماكن، وتخبرها بمهاجمة الخلايا السرطانية على الفور للقضاء عليها. ونجحت هذه التجارب على الفئران، لكن الفئران يختلفون عن البشر بالطبع، لذلك ينتظر العلماء نتائج قيامهم بالتجارب البشرية.

حتى الآن، قام العلماء بحقن ثلاثة من المرضى الذين يعانون من سرطان الجلد، وكانت هذه التجربة لمعرفة ما إذا كان هذا العلاج آمنًا للاستخدام الآدمي أم لا، وهم الآن في انتظار النتائج ليتابعوا بعد ذلك التجارب ويعرفوا ما إذا كان هذا العلاج فعالًا في البشر أم لا.

وعلى الرغم من أن الحديث عن النجاح لا يزال مبكرًا جدًا، إلا أن العلماء لديهم الكثير من الأسباب للشعور بالأمل إزاء مستقبل علاج السرطان.


المصادر:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى