.
النشرة

نيودلهي تحت الهواء السام: إغلاق المدارس وفِرار العمالة

كتب: أحمد حسين

أعلنت الحكومة الهندية حالة الطوارئ الوطنية، بسبب تلوث الهواء في العاصمة نيودلهي والذي وصل إلى مستويات تخطت مستويات الآمان بـ16 ضعف حتى الآن.

أغلقت أكثر من 1800 مدرسة أبوابهم في محاولة لإبقاء الأطفال في منازلهم، وبدأت الطبقة العاملة والمتوسطة في الفِرار من المدينة أيضًا. قال رئيس الوزراء في دلهي ”أرفيند كيجروال“ في تصريحٍ له، أن المدينة أصبحت بسبب التلوث كغرفة الغاز.

قد يبدو الأمر مبالغًا فيه، لكن المدينة ظلت في منطقة الخطر أو ”المنطقة الحمراء“ لجودة الهواء لمدة أسبوع، والأمور لا تتحسن بل يزداد الوضع سوءًا. نتحدث هُنا عن جزيئات السخام والدخان والغبار، التي يمكن أن تسبب مشاكل صحية للرئة على المدى الطويل، كالربو والأمراض التنفسية المزمنة، وتعتبر الهند أعلى دولة في معدلات الإصابة بهذه الأمراض في العالم.

أشارت بعض الأدلة إلى أن الجزيئات المعدنية الناجمة عن التلوث الناجم عن حرق الوقود يمكن أن تتسبب في إصابة المواطنين بمرض ألزهايمر. اقترح رئيس الوزراء أن سبب التلوث هو تدفق الدخان الكثيف من المناطق المجاورة لنيودلهي كولاية البنجاب وولاية هاريانا. وقالت وسائل الإعلام أن السبب الأكبر في ذلك على ما يبدو هو حرق القش في الحقول الزراعية بكميات ضخمة في هذه الولايات.

ألقى بعض المسئولون اللوم على الذين أطلقوا آلاف الألعاب النارية في جميع أنحاء نيودلهي، في افتتاح مهرجان ديوالي، والذي ينطلق كل عام في نهاية شهر أكتوبر. وكما ذكر ”مايكل صافي“ في جريدة الجارديان، أن هذه الألعاب النارية تترك ضبابًا يستمر لمدة يومين أو ثلاثة، لكن هذا العام استمر الضباب لمدة أسبوع.

قال رئيس وزراء دلهي أن الألعاب النارية تُعتبر إضافة هامشية للتلوث، لكن التلوث الأساسي داخل المدينة لم يتغير بشكل كبير، لذلك قال بأن الضباب الموجود سببه حرق القش في المزارع وليست الألعاب النارية.

احتج المواطنون في نيودلهي، في محاولة لإجبار الحكومة المحلية على السيطرة على التلوث. يحاول المسئولون الآن تقليل عدد السيارات في الشوارع، وأيضًا دفع المزارعين للتعامل مع القش بطريقة أكثر نفعًا للبيئة. لم تظهر النتائج حتى الآن، لكن الزمن كفيل بأن يبين ما إذا كانت ستنجح هذه الخطوات أم لا.


المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى