.
النشرة

نظام غذائي محاكي للصيام يعالج اضطرابات المناعة الذاتية

كتب: أحمد حسين

أظهرت أبحاث جديدة أن اتباع نظام غذائي يشمل فترات صيام يمكن أن يساعد على معالجة اضطرابات المناعة الذاتية، وهي مجموعة من الاضطرابات مثل مرض الذئبة (مرض مناعي يمكنه تدمير أجزاء من الجسم) والتصلب المتعدد، والتي تحدث عندما يبدأ الجهاز المناعي للمريض بمهاجمة نفسه.

أجريت الدراسة الأولية على الفئران لكن بعض التجارب التالية لها على البشر أظهرت أن الوجبة المقيدة بعدد من السعرات الحرارية، كانت أيضًا قادرة على المساعدة في عكس أعراض التصلب المتعدد. وفريق الأبحاث متحمس للتحرك بسرعة في إتجاه تجارب سريرية أكبر.

قال الباحث ”فالتر لونجو“، من جامعة جنوب كاليفورنيا، أنه من خلال اتباع نظام غذائي محاكي للصيام، يتم إنتاج الكورتيزون والذي يبدأ عملية قتل خلايا المناعة الذاتية. وأضاف أن هذه العملية تؤدي أيضًا إلى إنتاج خلايا جديدة صحية.

النظام الغذائي المحاكي للصيام، والذي وضعه لونجو وفريقه، يعمل بالأساس عن طريق خفض السعرات الحرارية عالية الاستهلاك إلى النصف لمدة ثلاثة أيام من أصل سبعة. وأظهرت النتائج في كل من الفئران والبشر أدلة مبكرة على أن هذا النمط يمكن أن يساعد على عكس بعض أضرار الاضطرابات المناعية الذاتية.

وكان الفريق قد أجريّ الكثير من الأبحاث في وقت سابق على الصيام تبين أن الوجبات الغذائية المقيدة بعدد من السعرات الحرارية لا تساعد في خفض نسبة الدهون في الجسم فقط، وإنما تقلل أيضًا من علامات الشيخوخة والمرض لدى البشر.

قال ”لونجو“ أنهم بدأوا التفكير في أن النظام الغذائي المحاكي للصيام  يقتل الكثير من الخلايا المناعية، لذا أخذ الفريق أولًا مجموعة من الفئران يعانون من أمراض المناعة الذاتية، وجعلوهم يتّبعون نظام غذائي محاكي للصيام لمدة ثلاثة أسابيع، مما يعني أنهم صاموا لمدة تسعة أيام خلال فترة الـ 21 يوم.

مقارنة مع مجموعة السيطرة (المجموعة التي لم تتبع النظام الغذائي)، انخفضت أعراض المرض لدى الفئران المتبعين للنظام الغذائي المحاكي للصيام قبل نهاية الدراسة، وهذه الخطة تسببت في معالجة حوالي 20% من الفئران.

قال ”لونجو“ أن هذا النظام الغذائي المحاكي للصوم يقتل الخلايا المناعية السيئة، ثم يبدأ في إنتاج خلايا مناعية جيدة عند عودة الفئران لمتابعة نظامهم الغذائي العادي، وهذا ما سمح لنسبة من الفئران بالوصول إلى مرحلة خالية من المرض.

لمعاينة نفس الأمر في البشر، أخذ الفريق البحثي 60 شخصًا مصابون بالتصلب المتعدد وجعلوهم يتّبعون نظام غذائي محاكي للصيام لمدة أسبوع، تلاه ستة أشهر من حمية البحر الأبيض المتوسط؛ وهي عبارة عن ستة أشهر من اتباع نظام غذائي عالي الدهون، أو ستة أشهر من اتباع نظام غذائي عادي. وأفاد المرضى الذين صاموا ثم اتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط ​​أنهم تحسنوا بشكل عام في في الصحة البدنية والعقلية.

لم تظهر النتائج حتى الآن مدى التأثير الإيجابي للنظام الغذائي المحاكي للصيام على الصحة بشكل عام، لكنهم متفائلون ومتحمسون لاستكمال الأبحاث والتجارب وإيجاد نتائج أكثر دقة في أقرب وقت.


المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى