.
ليه وإزاي؟

نسيان الأسماء: هو قال إيه، ولا عمل إيه؟ مين ده أساسًا؟!

كتب: أحمد حسين

نسيان الأسماء ده شيء كلنا تقريبًا بنعاني منه. تبقى ماشي في أمان الله، وتلاقي شخص جاي في وشك وبيبتسم ابتسامة ترحيب واثقة وفيها عشم، طبعًا إنت بدورك بتبتسم، وبتبدأ تدوّر في ذاكرتك بسرعة، هو أنا شفته قبل كده؟ وبعدين تفتكر إنه كان معاك في المدرسة من عشر سنين مثلًا، فترحب بيه وإزيك يا باشا، إزيك يا معلم، عاش من شافك يا وَحش، إيه أخبارك يا برنس، تمام يا ريّس والله.. إلى آخر المحادثة بقى. بعد كلمتين من دول، وهنتقابل قريب ضروري، بتلاقي نفسك ماشي ولسه برضه مش فاكر، الشخص ده كان اسمه إيه؟!

الحقيقة الموضوع ده منتشر جدًا بين الناس، يعني مش لوحدك اللي بتحس كده، وذاكرتك مش بعافية ولا حاجة، الموضوع كله بس إن الاسم بالنسبة لك بيكون أقل أهمية بكتير من الشكل (أو الوجه تحديدًا)، يعني لما بتقابل حد جديد، بتركز في ملامحه أكتر ما بتركز في اسمه ومخك هو اللي عامل الموضوع ده، لأن المخ بيحتاج لتركيز أكبر علشان يحفظ اسمه، وده اللي بيسميه علماء النفس ”تأثير الخبّاز – Baker effect“.

تأثير الخبّاز ده بيشرح فكرة إنك لو قابلت شخص مثلًا، وقال لك إن اسمه ”محمود“، فإنت هتتعرف عليه بشكل طبيعي جدًا، وتتكلم معاه شوية عن حياته وبيشتغل إيه وكده، فيقول لك إنه بيشتغل طبّاخ مثلًا وتكملوا كلام، وبعدين تقوم تجيب حاجة من بعيد شوية، ولما ترجع تلاقي نفسك ناسي اسمه خالص، مع إنك فاكر إنه شغال طبّاخ!

العلماء شرحوا الحالة دي بإن الشغل أو الوظيفة بيتسجلوا في المخ أسرع من الاسم، لأنه الاسم في أغلب الوقت مابيكونش له أهمية لأننا بنعوّضه بأساليب نداء أخرى (باشا – بيه – أستاذ – دكتور – برنس.. إلخ)، ولأن الأسماء نفسها مابتحملش أي قيمة معلوماتية، يعني الاسم نفسه مابيوصفش أي شيء، عكس وجه الشخص أو عمله أو صفاته الشخصية والجسدية مثلًا.

ده غير إنك لما بتقابل حد لأول مره، معظم تركيزك بيكون على تقديم نفسك بطريقة مناسبة ومابتركزش على حفظ تقديمه هو لنفسه، وده ما يعرف باسم ”تأثير الطابور – Next in line effect“. التأثير ده لما بيحصل، بنكون إحنا في حالة تركيز مع نفسنا بشكل كامل، يعني مركزين هنسلّم إزاي، هنبتسم ولا لأ، هنقول الاسم الأول ولا العمل، وغيره من الأسئلة بقى اللي بتضيع تركيزنا تمامًا في تذكر ما سيقوله الشخص اللي هنقابله ده، وإحنا أساسًا عندنا مشكلة في إعطاء معلومات وحفظ معلومات جديدة من جهة خارجية في نفس الوقت لأن المخ ساعتها بيبقى حيران، يا إما يقبل معلومات، يا إما يعطي معلومات مش فاضي يعمل الاتنين هو.

كمان، الأسماء دي عمومًا بتتسجل الأول في الذاكرة قصيرة المدى، ودي ذاكرة عمرها قصير، فلو ماحاولناش نحفظ الأسماء دي في الذاكرة طويلة المدى، فبالتأكيد هتروح. لكن هل ده بيحصل مع كل الناس اللي بنقابلهم؟ الإجابة: لأ طبعًا، في ناس بنقابلهم ونكون متحمسين جدًا وحاطين في دماغنا إننا نفتكرهم، دول فعلًا بنفتكرهم ونفتكر شكلهم وأسماءهم، أما الناس اللي بنكون مش مهتمين نعرفهم أوي، فممكن نفتكر شكلهم بصعوبة، لكن صعب نفتكر أسماءهم.


المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى