.
حيّ يرزق

وإلا أكلنا أكلكم وشربنا شربكم.. بس مش بإيدنا والله!

كتبت: يارا كمال

وأنا صغيرة، كنت ببقى خايفة لا الأسد يفضل يجري يجري من الغابة لحد ما يوصل المدينة وياكلنا. ماما وقتها فهمتني إن بيئتنا دي مش مناسبة للأسد، وبالتالي الأسد معندوش أي نوايا إنه ييجي عندنا وخصوصًا إن حاله مترستأ أربعة وعشرين قيراط عنده في الغابة، ولحمنا البشري الملوث مايهمّوش في شيء.

المفترض إن الكائنات الحية بتعيش في المكان اللي قدرت تتكيّف على ظروفه، وبالتالي بتستحمل ظروفه وبتلاقي فيه أكلها. نقوم إحنا كبشر بقى مغيّرين طبيعة الأشياء، وبمنتهى الفزلكة شايلين ده حاطينه هنا، وواخدين ده موديينه هناك.

الفكرة إننا لما بنحط كائن حي في بيئة مختلفة، ده طبعًا بيخل بالتوازن البيئي. بعد كل اللخبطة دي، قمنا كمان مسميين الكائنات دي ”الأنواع الغازية“. الإنسان مفتري. خلونا نتكلم عن 3 أمثلة للأنواع الغازية.

Kudzu_on_trees_in_Atlanta,_Georgia

عندك نبات الكودزو أو الكشت الياباني مثلًا، ده بينمو في موطنه الأصلي شرق آسيا، وفيه حشرات متعددة بتاكله، وبيموت في الشتاءات الباردة. النبات ده متسلّق وبينمو بسرعة. لما حطوا النبات ده في المنطقة الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة الأمريكية كديكور للبلكونات وأكل للماشية. كمان الحكومة كانت بتدعم زراعته عشان تحارب تآكل التربة.

بالنسبة للنبات ده، المكان الجديد يبدو مثالي، لكنه مش مثالي خالص بالنسبة للمكان. بمعنى إن المكان الجديد المناخ فيه معتدل ومشمس، ومفيش أي كائنات ممكن تاكله، وبالتالي بيفضل ينمو من غير ما حاجة توقفه أو تتحكم في نموه. النبات ده بيغطي المكان، لإنه بيتسلق لحد ارتفاع 100 قدم ، يعني يكاد يكون بيبتلع المباني، لأ وكمان بيقتلع الأشجار الموجودة في البيئة في الأصل. عشان كده بقوا بيسمّوه (النبات اللي أكل الجنوب).

9296f2fc-9f6e-4f17-b038-ceb30060912a

تاني مثال معانا هو الأصلة البورمية (وده نوع من التعابين الكبيرة). النوع ده موجود في آسيا ومش عامل مشاكل، لكن لما بقى موجود في منطقة الإيفرجلادز في ولاية فلوريدا الأمريكية، بقى بيقطّع على الحيوانات المفترسة التانية اللي هناك زي التمساح الأمريكي والنمر، وده بيقلل بشكل واضح مصادر أكلهم. النوع ده كمان هو سبب انخفاض تعداد الكائنات هناك.
ليه ده بقى مش مشكلة في آسيا؟ لإن هناك فيه أمراض وطفيليات وحيوانات تانية بتفترس الأصلة البورمية، وبتحكم حجم تعداد النوع ده.

European_Rabbit,_Lake_District,_UK_-_August_2011

تالت مثال هو الأرانب الأوروبية، لما بتتوجد في أستراليا، بتاكل نباتات كتيرة جدًا، لدرجة إنها بتقضي على الغذا المتوفر ليهم ولآكلة العشب التانيين الموجودين في البيئة دي. برضه الأرانب الأوروبية في بيئتها الأصلية، فيه عوامل مختلفة بتحكم أعدادهم. أما في أستراليا، مفيش كائنات تانية بتفترسهم والمناخ مثالي للتكاثر على مدار السنة، وبالتالي ده بيسمح لتعدادهم إنه يزيد بسرعة شديدة، وأنتوا عارفين الأرانب بقى.

نفهم من كده إيه؟

نفهم إن أغلب النظم البيئية في العالم هي نتاج آلاف السنين من التطور المشترك للكائنات، واللي فيه الكائنات بتتكيّف مع بيئتهم ومع بعضهم، لحد ما يوصلوا للتوازن المستقر.

النظم البيئية الصحية هي اللي بتحافظ على التوازن ده من خلال العوامل اللي بتحد من الزيادة الشديدة أو النقص الشديد، اللي هي الظروف البيئية اللي بتحكم حجم ونطاق انتشار النوع، زي الجغرافيا الطبيعية والمناخ وتوفر الغذا ووجود أو غياب الكائنات اللي بتفترس النوع ده.

يعني مثلًا نمو النبات بيعتمد على كمية أشعة الشمس ومستوى المغذيات اللي في التربة. في حين إن كمية النباتات اللي ممكن تتاكل بتأثّر على تعداد آكلات العشب، وده بيأثّر بالتبعية على آكلات اللحوم اللي بتاكل آكلات العشب، واللي بالعكس بتحكم تعدادها بحيث ماتخلّصش على كل النباتات.

التغييرات البسيطة بتأثّر على التوازن البيئي، إيش حال بقى لما ندخّل كائن دخيل كده على البيئة، تخيلوا ده أثره يبقى قد إيه؟

لو الكائن الدخيل أو النوع الغازي ده ملقاش الظروف اللي تحد من تكاثره، ممكن يزاحم الكائنات الأصلية في البيئة على الموارد، ويخل بالنظام البيئي كله.

الأنواع الغازية زي ما هو واضح من الأمثلة مابتبقاش مضرة بشكل عام، لكن المشكلة في البيئة الجديدة اللي دخلوها. أحيانًا الأنواع دي بتتنقل من بيئتها من خلال عوامل طبيعية زي العواصف، أو تغيرات المناخ أو تيارات المحيطات، بس أغلبها الإنسان اللي بينقلها سواء بقصد أو بدون قصد. عشان كده بعض الحكومات بتراقب دخول النباتات والحيوانات للدولة وبتمنع دخول كائنات معينة، عشان متحصلش اللخبطة دي.

المصادر:

youtube   nwf.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى