.
حيّ يرزق

النمل وحل مشاكل المرور!

كتب: أحمد حسين

عند مقارنة البشر بالنمل فيما يخص موضوع المرور بالذات، لأن البشر في الحقيقة أغبى بكثير من هذه الحشرة في فكرة المساحة المطلوبة للمرور، بالرغم من امتلاكنا العقل والإدراك الكافي لمواجهة مشاكل كتلك، إلا أننا نعجز عن ذلك فيما ينجح فيه كائنات غير مدركة وبلا عقل كالنمل.

نسبة الحوادث المرورية التي تقع كل يوم تزداد يوميًا بشكل كبير، سواء في الأماكن المزدحمة أو الأقل هدوءًا، وذلك لعدم إدراك البشر لخاصية ”التواصل“ التي يتمتعون بها، على العكس من النمل الذي يتواصل بشكل دائم عن طريق ”الفيرمون“، وهو عبارة عن جزئيات عضوية تستعمل للتواصل ونقل الإشارات بين الحيوانات/الحشرات. للفيرمون رائحة خفيفة جدًا بحيث يمكن حملها عن طريق الهواء بسرعة من حشرة إلى آخرى، ولكل حشرة/حيوان درجة كثافة خاصة بالفيرمون تمكنه هو فقط من استقبالها.

لكن هذا ليس السبب الوحيد في تفوق النمل في جزئية المرور، فالنمل لا يتوقف عند العواقب تاركًا إياها بلا حل، بمعنى أنهم إذا رأوا حفرة في طريقهم فإنهم يبنون جسورًا بشكلٍ سريع لتفادي السقوط. تبدأ مجموعة كبيرة منهم بالإمساك ببعضها والإمساك بطرفي الحفرة فتعبر باقي المجموعة على هذا الجسر حتى وإن كانوا يحملون الكثير من الأشياء التي تزن أضعاف أضعاف وزن/حجم أجسادهم. المذهل في الأمر، أن هذا كله لا يتم بشكل عشوائي مثلًا، بل يتم بشكل منظم جدًا، وبلا أي قائد للتوجيه، وذلك عن طريق التواصل المستمر بينهم.

تجربة ”سايمون جاجنيه“، أستاذ بمعهد نيوجيرسي للتكنولوجيا، التي قام فيها بتصوير النمل بخاصية ”تصوير الفاصل الزمنيTime-lapse“، وجد من خلالها أن جميع الحركات العشوائية التي تصدر من النمل عند التصوير عن قرب في الحقيقة هي حركات منظمة ومدروسة عند تصويرها عن بُعد وبشكلٍ أوسع.

تطبيقات هذه التجربة يمكن استخدامها في الكثير من نواحي الحياة مثل تحريك الروبوتات بشكل دقيق، وحل مشاكل المرور بالنسبة للبشر، الذين بالرغم من قدرتهم على صناعة أدوات للمساعدة (كتطبيقات الموبايل الحديثة) إلا أنه لا يزال يتعامل مع كم ضئيل من المعلومات عن الشوارع التي يسير بها ناهيكم عن كيفية قيادة الآخرين لسياراتهم والتزامهم ببديهيات قواعد المرور!


المصادر

Footer

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى