.
ليه وإزاي؟

درجات الحرارة الأدفأ: بين تغيُر المناخ وتغيُر الغذاء!

كتبت: مها طـه

تغيُر المناخ من أكبر الأضرار اللي تسببنا فيها كبشر للكوكب الجميل اللي عايشين عليه ده. ولإننا السبب في الضرر العظيم ده، فالطبيعي إن إحنا اللي ندفع تمن اللي بيحصل واللي هنمر بيه في المستقبل، مش بس عشان ارتفاع منسوب مياه البحر اللي بيهدد العالم، ولا عشان تغيُر درجات الحرارة وارتفاعها بشكل كبير، لكن كمان لتأثير تغير المناخ على شكل الغذاء على الكوكب بشكل كبير! 

برنامج بحوث التغير العالمي الأمريكية ، وهو عبارة عن مجموعة من الباحثين في مجال البيئة كمُمثلين لمجموعة من الوكالات الحكومية زي وكالة ناسا ووكالة حماية البيئة والإدراة الوطنية للمناخ والمحيطات، أعلنوا في تقرير عن الآثار المرعبة اللي ممكن تحصل، كنتيجة لزيادة درجات الحرارة على سطحه، وأهمها التغيرات اللي هتطرأ على الغذاء.

أثر تغير المناخ على الغذاء:

  • الغذاء هيفسد أسرع

البيئة الدافئة بتُمثل قمة السعادة بالنسبة للميكروبات ومُسببات الأمراض، وبعيدًا عن نوعيات معينة من الفيروسات، واللي بتفضّل درجات الحرارة المنخفضة، فمُعظم الحشرات الناقلة للأمراض، بتُفضل درجات الحرارة الدافئة. بكتريا الـE.coli والسالمونيلا والكومبيلوباكتر كلها مُسببات أمراض بتزدهر وتنتشر في درجات الحرارة الدافئة، وخاصة على الفواكه والخضراوات.

الميكروبات عمومًا بتُفضل درجات الحرارة الدافئة، واللي بالتالي بتؤدي لفساد الأطعمة بشكل أسرع، ولتكوين سموم فطرية على المحاصيل، اللي من السهل جدًا انتشارها في ظل المناخ ده، وإفسادها لمجموعة واسعة من المحاصيل زي محصول الذرة.

  • انخفاض القمية الغذائية للمحاصيل الأساسية

وجود درجات حرارة أعلى معناه وجود غاز ثاني أكسيد كربون أكتر في الغلاف الجوي، وده طبعًا ممكن يكون له تأثير أكبر على القيمة الغذائية الموجودة في الأطعمة اللي بناكلها.

على سبيل المثال، التقرير بيُشير إلى إن محتوى البروتين هينخفض بزيادة معدلات ثاني أكسيد الكربون من 520 لـ960 جزء من المليون، وبالإضافة للبروتين فكتير من العناصر الأساسية هتنخفض كمان، زي الحديد والزنك والكالسيوم والماغنسيوم والفسفور والنيتروجين.

وعلى الرغم من وجود أبحاث كتير بتتكلم عن العلاقة بين مستويات ثاني أكسيد الكبرون، والقيمة الغذائية للمحاصيل، لكن الباحثين مازالوا غير متأكدين 100% من العلاقة دي.

  • السمك هيحتوي على نسب أعلى من المواد الضارة:

أحد الطرق اللي بيحصل بيها جسمنا على عنصر الزئبق هي تناول الأسماك، الأسماك  عندها القدرة على التقاط المواد العضوية المحتوية على الزئبق زي ”ميثيل الزئبق“، التقرير أشار إلى إن ارتفاع درجات الحرارة هيخلي امتصاص الزئبق أسهل بالنسبة للسمك، واللي هيتراكم فيه الزئبق بشكل أكبر طبعًا، وبالتالي يدخل لنظامنا الغذائي بكميات أكبر من المطلوبة.

ومن المعروف إن أشهر أنواع التسمم الغذائي هو التسمم بالزئبق، واللي بيحصل عند دخول مستويات مرتفعة من الزئبق للجسم، وممكن يؤدي لضعف في الإبصار والسمع والكلام، بالإضافة لضعف العضلات.

  • لن يصبح الاعتماد على مصادر مستقرة من الأغذية ممكنٌ:

زي ما تغيُر المناخ له أثر على القيمة الغذائية للمحاصيل وعلى الأسماك وغيرهم، فهو كمان له تأثيره الكبير على الماء، فزيادة الماء بشكل كبير، أو على العكس انخفاضها بشكل كبير، بتكون في النهاية نتيجته واحدة، وهي تناقص المحاصيل بشكل حاد. التقرير أضاف إن كمان نقل المحاصيل خلال فترات الطقس الشديد (درجات الحرارة العالية) بيؤثر بشكل كبير على كمية المحاصيل.

على سبيل المثال، في حالات الطقس الشديد اللي بيؤثر على الممرات المائية، فالحبوب زي القمح والذرة وغيرهم من المحاصيل اللي بيتم شحنها على سفن بتواجه صعوبات كبيرة عشان تحافظ على جودتها، وده لأن ارتفاع درجات الحرارة زي ما بيؤثر على المحاصيل وبعيدًا عن جفافها، فهو كمان بيؤدي لجفاف في الممرات المائية، ويصعب من الوصول ليها، وبالتالي يصعُب نقل المحاصيل من مكان لمكان.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى