هذه الكمية من المواد الطبيعية كفيلة بقتلك!
كتبت: مها طـه
في المقال ده مش هنتكلم عن السموم والأدوية اللي بيستخدمها الناس لقتل بعضهم أو حتى قتل نفسهم، لكن هنتكلم عن الفكرة الأعم والأشمل وهي إن كل المواد عند كمية معينة ممكن تكون سامة ومميتة!
حتى أكثر المواد الطبيعية اعتيادًا بالنسبة لنا زي المياه ممكن تكون قاتلة عند مرحلة معينة، من أول سم السيانيد ولحد المياه كل واحد فيهم له درجة سُمية عند مرحلة معينة بتكون كفيلة بإنهاء الحياة.
أكتر المواد الطبيعية تهديدًا لحياتك
بدايةً حضرتك ممكن تكون عارف إن ابتلاع 200 ملليجرام من الزئبق كفيل بقتلك، وإن عنصر البلونيوم جرام واحد من البخار الخاص بيه كفيل لقتل 50 مليون شخص! لكن هل تتوقع إن:
– 70 كوب من القهوة بتحتوي على كمية من الكافيين كفيلة بقتل شخص وزنه 70 كيلوجرام؟، الكمية دي من الكافيين كفيلة بزيادة خفقان القلب ويمكن كمان الإصابة بالأزمات القلبية.
– أما في حالة تعاطي الكحوليات، فـ13 كأس متتالي منها كفيل بإنهاء الحياة، لأن الكحول بيُعتبر مُثبط لمنطقة المخ المسئولة عن التحكم في الوظائف الأساسية للحياة، زي التنفس أو معدل ضربات القلب.
– كمان تناول كميات كبيرة من السوائل ممكن يكون مميت، يعني مثلًا تناول 6 لتر من الماء كفيل بعمل انتفاخ في خلايا المخ، مؤديًا للإصابة بالصداع وأحيانًا النوبات العصبية والدخول في غيبوبة، وفي الحالات القصوى ممكن يؤدي للوفاة.
– لكن لو بطلت تشرب مياه خالص أو استهلكت كميات كبيرة من الملح هتبدأ خلايا جسمك تنكمش وتوصلك لحالة معروفة باسم “hypernatremia” ودي حالة من النقص الشديد في نسبة الماء مقابل ارتفاع نسبة أملاح الصوديوم في الدم.
– تناول 48 معلقة صغيرة من التوابل أو البهارات في نفس الوقت كفيل بتحفيز نفس المشكلة، والوصول للنوبات العصبية والدخول في الغيبوبة ويمكن الوفاة.
– لو نزلت تغطس في البحر أو ببساطة قررت تكتم نفَسَك، فأربع دقايق هيكونوا كفيلين بعمل إصابات كبيرة في المخ، ولو وصلت لـ6 دقايق فإنت غالبًا هتموت، ومع ذلك الجدير بالذِكر إنه فيه بعض الغطاسين المحترفين بيقدروا يغطسوا لمدة 20 دقيقة من غير ما ياخدوا نفسهم بس ده طبعًا لا يُعتد بيه وفقًا للشخص العادي.
– وعلى سيرة الأكسجين، فالكريز ممكن يحرم جسمك من الأكسجين. الحقيقة هو مش الكريز نفسه لكن بذر الكريز، يعني لو بلعت واحدة متقلقش، لكن لو فكرت تمضغ البذر، فواحدة أو اتنين بس منه بيحتوي على كمية من الساينيد كفيلة بقتلك، وده لأن أيونات السيانيد بتُثبط عمل إنزيم ”cytochrome c oxidase“ وبالتالي بيخلي خلايا الجسم متقدرش تستخدم الأكسجين.
– على ذكر نقص الأكسجين، فأجسامنا ماتقدرش تتحمل نقص الأكسجين الموجود على ارتفاع أكتر من 2438.4، وده هو الارتفاع المعروف باسم منطقة الموت بالنسبة لمتسلقي الجبال.
– مش بس كدة ده مجرد إنك تكون طويل أوي ممكن يكون سبب في الوفاة، في التلاتينات ظهر شخص اسمه ”روبرت بيرشينج وادلو“ واللي كان طوله حوالي 2.47 متر! الارتفاع ده تسبب له في ضغط شديد على جهازه الدوري وعلى عظامه، وبالتالي توفى وهو في عمر الـ22.
العلماء وضعوا نظرية خاصة بالموضوع ده بتقول إن كل 2.5 سم زيادة في الطول فوق الـ1.57 متر بيقصر العمر بمقدار 1.3 سنة.
– لو حضرتك اتعقدت بعد كل الكلام ده ممكن ببساطة تاخد حتة شوكولاتة كدة وتتبسط شوية، لكن خد بالك من مادة الثيوبرومين الموجودة فيها، لأن المادة دي ممكن تكون سبب في الوفاة.
مع إن جسمنا ممكن يهضم المادة دي، لكن نسبة 1000 ملليجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم بتُعتبر مميتة بالنسبة لنا، النسبة دي تقريبًا موجودة في حوالي 85 بار شوكولاتة لو أكلتهم في نفس الوقت.
– أما عن محاولات النسيان الأخرى زي تعاطي المخدرات، فالشخص العادي محتاج ياكل حوالي 22 كيلوجرام من الماريجوانا عشان يبقى مُعرض للوفاة أو يشرب ما يُعادل 680 كيلوجرام من الأواني اللي بتحتوي على الماريجوانا في خلال ربع ساعة بس عشان تكون مميتة، ويمكن هو ده السبب في إن مفيش ولا حالة وفاة مُسجلة بسبب تعاطي كميات كبيرة من الماريجوانا.
– لو حاولت تنسى مشاكلك عن طريق المزيكا فدي فكرة حلوة جدًا طبعًا، لكن بشرط شدة الصوت ماتعديش الـ185 ديسيبل (وحدة قياس شدة الصوت)، لإنها هتتسبب في ضغط للهواء ماتقدرش الرئتين تتحمله أو تعمل انسداد في القلب، وطبعًا النتيجة معروفة في الحالة دي. عشان كدة بنحس كلنا بزيادة في ضربات القلب لما نكون قريبين من سمّاعة كبيرة وصوتها عالي.
– بالمناسبة خلي المزيكا في حدود سماعك إنت وبس، عشان لو إنت تعبان نفسيًا حتى مش لازم تصحي الجيران كلهم بصوت المزيكا، لأن قلة النوم ممكن تكون هي كمان من الأشياء المميتة، يعني مثلًا في الفئران لما تعرضوا في تجربة للحرمان من النوم لمدة أسبوعين كانت النتيجة هي الوفاة.
أما عن الرقم العالمي المُسجل في البشر فهو أكتر من 11 يوم متواصلة، لكن الغريب بقى إنه لم يتم تسجيل أي نوع من الآثار طويلة المدى بمجرد ما الشخص يرجع ينام تاني.
المصادر: metro medicaldaily sciencealert bonappetit
