.
ليه وإزاي؟

الزومبي قادمون: هل تجارب الخلايا الجذعية هتنجح في إحياء الموتى؟

كتب: أحمد حسين

أفلام الرعب الأمريكية ليها -عادةً- مجموعة من التيمات شبه الثابتة. من أشهرها تيمة الماورائيّات اللي هي تخص العفاريت والجن والأشياء اللي مابنشوفهاش، وفي كمان استخدام الشخصيات التاريخية زي دراكولا أو الخيالية الشهيرة زي فرانكشتين، أو أفلام الـSlasher اللي بيكون بطلها مرعب ومعاه سلاح حاد بيستخدمه في القتل، وأخيرًا التيمة اللي هنتكلم عنها وهي الموتى الأحياء أو الزومبي واللي المفروض بيهاجموا عقل الأحياء وياكلوه.

إحياء الموتى.. الزومبي قادمون؟

في الولايات المتحدة، مجموعة من العلماء في شركة اسمها “Bioquark” تقريبًا تأثّروا بأحد أفلام الموتى الأحياء، وقرروا إنهم يفكروا في تجربة غريبة نسبيًا. التجربة دي هدفها إحياء الموتى مرة أخرى عن طريق زرع الخلايا الجذعية في مخهم علشان يعيدوا بناء الأعصاب عن طريقها، وبعدين يعالجوا وينعشوا الحبل الشوكي (Spinal Cord)، فيقدروا ساعتها إنهم يخلوا المخ يشتغل، زي ما تقول كده شبه ربط سلكتين ببعض علشان اللمبة تنوّر.

الصورة: Flickr

ممكن الدراسة دي لو عدّت قدامك تعتبرها شيء من الهزل، ولا تُلقي لها بالًا أصلًا. لكن بحسب الشركة، الدراسة المرة دي بتضم باحث مهم اسمه “كاليستو ماتشادو” عضو الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، فهل ممكن المرة دي فعلًا تظبط معاهم ونلاقي تجربة عن إحياء شخص ميّت مرة أخرى ولّا هتكون مجرد فرقعة علشان اسم الشركة ينتشر وخلاص؟ هنشوف.. بس في حالة حصل الكلام ده، هتتقلب موازين كل الثوابت اللي اتفقنا عليها كبشر خلال حياتنا على الأرض.

الخلايا الجذعية علاج لكل الأمراض

في السنوات الأخيرة، زادت الأبحاث والتجارب اللي بتتكلم عن الخلايا الجذعية في علاج الأمراض المختلفة، من السكري مرورًا بالتنكّس البقعي (Macular degeneration) أو مرض ضعف البصر في الشيخوخة، وصولًا إلى أمراض السرطان والتصلّب العضلي الجانبي (ALS) وهي أمراض عصية على العلاج إلى حد كبير لحد دلوقتي. وفضلت الفكرة تكبر إلى أن وصلت لإحياء الموتى حاليًا.

الصورة: Pixabay

أدبيات العلوم كلها تاريخيًا ماعرفتش توصل لأي صيغة محددة في أي تجربة ممكن تُعيد إحياء الموتى، اللي كانت آخرها في الهند سنة 2016. القائمين على تجربة الهند ماقدروش يجيبوا ناس يشتركوا في التجربة، وكمان المنظمة المركزية للسيطرة على الدواء في الهند ماوافقوش عليها. أما التجربة الجديدة الخاصة بشركة Bioquark فبحسب الشركة إنهم حاليًا بيدوّروا على مكان مناسب علشان يبدأوا التجربة فيه.

المفروض، لو التجربة هتبقى شبه أختها الهندية، هيشترك فيها 20 شخص المفروض إنهم متوفين إكلينيكيًا، ويعملوا معاهم التجربة على 3 مراحل. أولها حقن الخلايا الجذعية المأخوذة من دمهم أو دهونهم، والتانية محاولة إنعاش الحبل الشوكي وأعصابه، والتالتة تحفيز الأعصاب الجديدة دي بقى عن طريق الليزر خلال 15 يوم. بس المشكلة حاليًا في حاجة مهمة، إنه إزاي التجارب دي هتتم والموافقات هتتمضي من ناس هما في الأساس متوفين إكلينيكيًا!

الصورة: Flickr

الأمل الزائف والعِناد الشديد

زي ما ذكرنا، مفيش أي نموذج سابق يقول لنا إن التجربة دي احتمال تنجح، عشان كده حتى من قبل ما يتم البدء فيها فيها، هاجم الشركة اللي بتروج للتجربة دي اتنين من العلماء، أخصائية الأمراض العصبية الدكتورة “آريان لويس”، وأخصائي أخلاقيات علم الأحياء (Bioethicist) “آرثر كابلان”. الاتنين وضحوا رفضهم للتجربة لإنها غير مبنية على أي أساس علمي، وأخلاقيًا بتدي أمل زائف وقاسي لعائلات المتوفين إكلينيكيًا على أساس إنهم ممكن يتعالجوا.

حتى الآن الشركة ما بدأتش تعمل تجارب على الحيوانات، ومفيش أي شيء واضح في جدولهم الزمني الخاص بالتجربة. زائد إن العلاج المقترح ده، ممكن يكون خاص بعلاج أمراض أو حالات تانية، زي مثلًا السكتة الدماغية أو الغيبوبة، لكن فكرة الموت الدماغي دي مختلفة تمامًا عن كل ده. في بعض التجارب أثبتت الخلايا الجذعية إنها تقدر تعالج الأطفال اللي عندهم إصابات في المخ، لكن موت المخ ماحدش فكر نجح في إنه يعالجه لحد دلوقتي.

الصورة: Wikimedia

في جرّاح أطفال اسمه “تشارلز كوكس” عمل تجارب ليها علاقة بنفس نوعية الخلايا الجذعية اللي الشركة بتفكر تستخدمها، قال ببساطة إن دي مش أكتر حاجة مجنونة هو سمع عنها، لكنه بيعتقد إن احتمالية نجاحهم صفر. على الجانب الآخر بقى صاحب شركة Bioquark، قال إن كل اللي معارضين التجربة عندهم حق، لكنه مقتنع تمامًا بإن في بعض الخلايا ممكن تكون لسه شغّالة وتقدر تساعد المخ اللي مات على إنه يرجع يشتغل تاني، لو استخدموا الأدوات الصح عن طريق الناس الصح.

في النهاية يعني، مفيش أي شيء يقدر يأكّد إنهم ممكن ينجحوا، وأغلب الأدلة والتاريخ ضدهم بشكل واضح، لكنهم لا يزالوا متمسكين برأيهم، ويعني لعلهم يعملوا معجزة على رأي الطبيب كوكس، أو هيكونوا مجرد ناس مجانين فكروا يعملوا حاجة مجنونة وباظت منهم والتاريخ تخطاهم، واللي يعيش ياما يشوف يعني.


المصادر: themindunleashed  scientificamerican

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى