.
ليه وإزاي؟

جاذبية الأطفال: ليه أي حاجة مدورة بيبقى شكلها كيوت؟

كتبت: مها طـه

أفتكر كويس في أيام طفولتي كان أحد أشهر الأفلام في التسعينات هو «baby’s day out»، حتى اللي مش عارف الفيلم فغالبًا هيكون فاكر مغامرات الطفل السكر اللي بتخطفه العصابة عشان تطلب من أهله فدية، لكنه من غير أي قصد أو ترتيب بيبدأ في الضحك على العصابة، مستغلًا في كدة جاذبية الأطفال.

لما كبرت شوية عرفت ليه اختاروا إن اللي يعمل فيهم كل ده الطفل نفسه، مش أي بطل مثلًا يكتشف الخطف ويرجعه لأهله ويحارب العصابة، وده لأننا كبشر بالفعل بنحس بجاذبية الأطفال مهما اختلفت طباعنا.

جاذبية الأطفال
بطل فيلم baby’s day out

طب يا ترى ليه بنحس جاذبية الأطفال كده؟

الدراسات اللي أُجريت على قرود المكاك، قالت إن القرود دي مش بتدي انتباه كبير يعني لوجوه الصغار وحديثي الولادة من القرود، وده معناه إن الإحساس بجاذبية الأطفال هو شعور بشري بحت.

على عكس كتير من أنواع الرئيسيات وغيرهم، فصغار البشر بيتولدوا وهما مُعتمدين اعتماد كلي على الآباء. الشعور بالاعتماد ده عند الصغار، كان بيقابله شعور تاني بالاستمتاع والاهتمام والمسئولية من الآباء تجاه صغارهم.

الشعور بالاهتمام والمُتعة دي ارتبط عند البشر بمدى جاذبية الأطفال، وبكده نشأت المعادلة، كل ما زادت الجاذبية زادت معاها الحماية والاهتمام، وده معناه إنه كمان بيزيد معاها إمكانية البقاء. الارتباط ده يُعتبر وسيلة مهمة لبقاء النوع نفسه، لكن يا ترى إيه بالظبط اللي بيوحي لينا بجاذبية الأطفال؟

السؤال ده حير العلماء لفترة، لحد ما قرروا يقوموا بمجموعة من التجارب على البشر لمعرفة السبب العلمي لوجود جاذبية الأطفال ، السبب كان ما يُعرف بـ«baby schema»، وده مش بس بينطبق على الأطفال، لكنه نوع من الأشكال اللي لما بيشوفها المخ بيترجمها بشكل جذاب، وده السبب في إننا مش بس بنحس بالانجذاب ناحية الأطفال، لأ ده إحنا ممكن نحسه ناحية القطط والكلاب وغيرهم من الحيوانات الصغيرة واللي بتحمل مواصفات مُعينة.

 مواصفات الـbaby schema

الشعور بالجاذبية بيعتمد على شوية مواصفات شكلية، أولها شكل الرأس المدورة الكبيرة بالنسبة للجسم، والعيون الكبيرة الواسعة _الإنسان أصلًا بيتولد ويكبر وحجم عينيه هو الحاجة الوحيدة الثابتة_، مع خدود مكلبظة، ومقدمة رأس كبيرة شوية، ده غير الجسم المدوّر والجلد الناعم. كل الصفات دي مع بعضها بتحفز الشعور بالحماية والاهتمام، ويمكن ده برضة اللي يفسر المعاناة اللي بيعانيها كل أصحاب الخدود في العالم!

جاذبية الأطفال

التجارب اللي اتعملت عشان تثبت نظرية جاذبية الأطفال بناءًا على الـbaby schema، اعتمدت على مجموعة من صور الأطفال والقطط والكلاب، الصور دي تم التلاعب فيها بكذا شكل، بحيث إنها تصغر العينين أو تبرز عظام الوجه، وطلبوا من المشاركين تقييم الصور على حسب الأكثر جاذبية، وتقييم شعورهم، وكانت النتيجة إن المشاركين شعروا برغبة قوية في الاهتمام بالأطفال في شكلهم الجذاب.

حتى على مستوى العربيات، لما بتشوف عربية بتنطبق عليها نظرية الـbaby schema، يعني مصابيح أمامية كبيرة وجسم مستدير ومُقدمة مستديرة _شبه العربية الخنفساء البيتل_، كلنا بنحس ناحية العربية دي بنوع ما من الجاذبية وكأنها بيبي، ويمكن ده السبب في ميل البنات أكتر للنوعيات دي من العربيات اللي بتديهم إيحاء بالبراءة والجاذبية في نفس الوقت.

جاذبية الأطفال

الكلام ده معناه إن مخنا هو اللي بيشوف الأطفال جذابيين، لأنه بيتبع الـbaby schema مش أكتر، شكل الأطفال بيحفز مناطق مُعينة في المخ، والمناطق دي بتحفز المناطق المسئولة عن الشعور بالمكافآة في المخ، وبالتالي ده بيحفز الشعور بالبهجة والاستمتاع والراحة النفسية تجاه العناية بطفل أو اللعب معاه.

ولأن مخ الإنسان دايمًا مُبهر ومُصمَم في الأساس عشان يكون بمثابة جهاز للحماية وتأمين البقاء للنوع، ولذلك المخ ربط ما بين العناية بالأطفال اللي لازم يكونوا مُعتمدين بالكامل على آبائهم، وعشان يكون الشعور ده مُحبب عند البشر، تم ربطه في المخ بحالة من الاستمتاع والبهجة. أخيرًا اسمتعوا باللعب مع الأطفال والاهتمام بيهم، لان مفيش في الدنيا أجمل من وجود حد محتاجلك وبيديك كل الحب والسعادة في المقابل.


المصادر: telegraph  stuffyoushouldknow  bbc  scienceabc

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى