المذاكرة السليمة : يارب تنجح يا تتح!
كتبت: مها طـه
كل ما تهل بشاير الخريف/ الشتاء من كل عام، تبدأ الملحمة العظيمة في كل البيوت المصرية، المدارس والجامعات والمذاكرة والامتحانات، وبما إن نظامنا التعليمي هو الـ139 من أصل 140 دولة في مستوى التعليم، فأساسًا التعليم عندنا غلط، وبالتالي كل حاجة تانية متعلقة بيه غلط، ومع ذلك فالامتحانات هي الطريقة الوحيدة لتقييم مدى الفهم والحفظ وغيرهم من المهارات التعليمية _اللي المفروض نتعلمها_.
ونظرًا لإننا بنحاول نصلح أي حاجة ونستفيد على قد ما نقدر، ولأن اللي في إيدينا هو الطالب نفسه، قولنا نقولكم بعض النصايح العلمية اللي تساعد على المذاكرة بشكل سليم، وتساعد في تنظيم وقت المذاكرة نفسه.
9 نصايح علمية للمذاكرة السليمة
النصايح دي تُعتبر خدع بسيطة عشان نذاكر بشكل أذكى، بدل ما نذاكر لمدة أطول، وتكون نتيجته أفضل، ومن خلالها تقدر تحقق درجات أعلى.
-
مدد صغيرة .. أحسن من مدة طويلة
الباحثين أثبتوا إن المذاكرة لما بيتم تقسيمها لمدد / جلسات مدتها قصيرة بتكون نتيجتها أحسن من جلسة واحدة طويلة، يعني ببساطة بدل ما تقعد تذاكر 10 ساعات متواصلة، الأحسن إنك تقسمهم على 20 جلسة مدة كل واحدة فيهم حوالي نص ساعة بس.
طبيعة المخ نفسه إنه في حالة استقباله للمعلومات تقريبًا بيفصل كل من 30 – 45 دقيقة، عشان يقدر يخزن المعلومات دي ويعملها معالجة، وبيحتاج لراحة بعد كل فترة من دول، عشان يقدر يرجع تاني يستقبل معلومات ويقوم بنفس عملية المعالجة.
بالمناسبة ده السبب في إن الحصص في المدارس بتكون على أقصى تقدير 45 دقيقة، وبعدها بيبقى في فاصل عدد من الدقايق قبل الدخول على الحصة اللي بعدها، وغالبًا بتكون مادة مختلفة.
-
ذاكر بالنهار أحسن
الاعتقاد السائد عند المصريين هو إننا نذاكر بالليل عشان هدوء أكتر وتحصيل أكتر، لكن الحقيقة بتقول إن المذاكرة بالليل ارتبطت بتحصيل قليل ودرجات وتقديرات قليلة، وده لأنك بعدد عدد من جلسات المذاكرة الليلية (يوميًا لمدة أسبوع مثلًا)، بتبدأ مهارات التذكُر والتحليل تتأثر سلبيًا لمدة لا تقل عن 4 أيام كاملة، ما لم تكن أكتر أصلًا، وده لأن المذاكرة بالليل تُعتبر نوع من إرهاق المخ بشكل كبير.
وكبديل عن المذاكرة بالليل، الحل الأفضل هو تحديد أوقات مُعينة على مدار اليوم أو الأسبوع للمذاكرة، وهنا بقى بيبدأ مخك مع التعود على الأوقات دي، يخلق نوع من الروتين لنفسه، ويلتزم في خلال الفترات دي بتحصيل وتخزين أفضل للمعلومات، وبكدة المذاكرة هتبقى فعلًا أسهل بكتير لان مخك عارف غن ده وقتها المناسب.
-
لا تشخبط شخابيط ولا تلخبط لخابيط
أفتكر كويس أيام ما كنت في الكلية، كنت ممكن أفضل 3 ساعات بس ماشية على الكلام بالهاي لايت، أو عمالة أرسم خطوط وقلوب في طرف الورق، وللأسف إحنا كتير أوي، الكلام ده للأسف غلط.
صدقني فكرة شخبط شخابيط دي مش مفيدة على الإطلاق، ومش هتساعدك تفهم أكتر ولا تستوعب أسرع، بالعكس الطريقة دي ممكن تتسبب في تحصيل أقل، وفي تشتيت الانتباه نفسه، ده غير إنها هي السبب الرئيسي في جملة «قول إنت بس أول كملة وانا هقول الباقي»، لإن مخك ركز على الكلمة نفسها أكتر ما ركز على المفهوم ككل.
في المقابل بقى أثبتت فكرة استخدام الكروت الصغيرة أو الـsteaky notes نجاحها كوسيلة لتحسين الذاكرة في اثناء المذاكرة، يعني مثلًا تاخد عناوين معينة، وتكتب تحتها كام كلمة مهمة، أو رسم بياني أو مخطط يوضح العنوان، هتلاقي نفسك قادر أكتر على الاستيعاب، وكمان استجاع المعلومة لانك ربطتها بعدد من الحاجات المختصرة.
-
خلي دايمًا هدفك واضح
فكرة وجود هدف محدد واضح لكل جلسة مذاكرة أفضل بكتير من المذاكرة وخلاص، مثلًا، قبل ما تبدأ جلسة المذاكرة تقول لنفسك انا عاوز أخلص فهم وحفظ وتحليل 4 معادلات كيمياء، أو أطبق على تاني درس رياضيات، أو أحفظ 10 كلمات في اللغة التانية، ده أفضل بكتير من إنك تقوم تذاكر فتبقى شبه سعيد صالح في العيال كبرت وهو فاتح 80 كتاب ومش عارف هو بيذاكر إيه أساسًا.
-
اشرحها عشان تقدر تفهمها
«لو لم تستطع شرح فكرتك ببساطة، فأنت لا تفهمها بالشكل الكافي» المقولة دي أحد أشهر مقولات ألبرت آينشتاين. عدد من الدراسات اللي اتعملت على مجموعات مختلفة من الأفراد، طُلب منهم إنهم يذاكروا فقرة مُعينة، وبعدين تم تقسيمهم لمجموعتين، واحدة فيهم هيمتحنوا في الكلام ده، والمجموعة التانية هيشرحوه لغيرهم.
النتيجة كانت إن الأشخاص اللي قالولهم هتشرحوا الكلام ده، كان أداؤهم أحسن وكانوا فاهمين ومستوعبين الفكرة أكتر من المجموعة الأولى.
السبب في ده هو إن المخ لما بيكون مستعد للشرح، بيبدأ ينظم المعلومات جواه، ويرتبها في شكل عناصر وأفكار، عشان تسهل من طريقة شرحها بطريقة منطقية ومتسلسلة وسهلة.
-
التدريب ثم التدريب ثم التدريب
المخ زيه زي العضلات، لا يمكن هتقدر تجري 100 متر في 10 ثواني إلا لو كنت «يواسين بولت» بقى، وكذلك مخك ميقدرش يجيب في امتحان أخر السنة درجات عالية، إلا لو كنت اتدربت على شكل الأسئلة دي 100 مرة.
الامتحانات اللي بيعملها المدرسين للطلبة، مش مجرد نوع من الرخامة عليك خالص بالعكس، الهدف الأساسي منها، هو خلق بيئة مشابهة لبيئة الامتحان النهائي، وبكدة مخك لما يدخل الامتحان النهائي يبقى متجنب كتير من الاحتمالات، زي التوتر والإرهاق.
اخلق لنفسك حالة مشابهة لحالة الامتحان، هات حد يراقبك واقعد ساعتين بتحل في امتحان اخترته بشكل عشوائي، وابدأ صحح لنفسك أخطاءك، هتلاقي مخك مرة في مرة بيتجنب كتير من الأخطاء، وبيحاكي جو الامتحان بشكل عظيم.
-
مكان المذاكرة مهم جدًا
الدراسات أثبتت إن وجود مكان مُعين للمذاكرة يُعتبر طريقة فعّالة عشان تقدر تحصل بطريقة أفضل، لكن المكان ده لازم اختياره وفقًا لعدد من المعايير، وهي إنه يكون مكان هادي ومُريح ومتوفر فيه كل الوسائل والأدوات اللي ممكن تحتاجها في المذاكرة، لأن فكرة إنك تقوم كل شوية في خلال فترة المذاكرة بيقطع عليك حبل أفكارك، وبالتالي بيشتت تركيزك.
-
بحب أذاكر على صوت مزيكا
على الرغم من إن كتير من الدراسات السابقة أشارت إلى إن الاستماع للموسيقى الكلاسيكية بيساعد على التركيز بشكل أفضل، إلا إن دراسة حديثة أشارت إلى إن المذاكرة في أثناء الاستماع لموسيقى أو إيقاع مُعين في الخلفية، بيؤدي إلى تشتيت الانتباه، وإن الأشخاص اللي مش بيذاكروا في جو موسيقي تركيزهم أفضل ودرجاتهم الدراسية أحسن.
-
سيب الموبايل وركز في اللي إنت فيه
لو حضرتك مش مقتنع بالنقطة اللي فاتت، أحب أقولك إنت مش بس لازم تبطل تسمع مزيكا، ده انت كمان لازم تسيب الموبايل كله. الموبايل حاليًا هو وسيلة التواصل الأكثر استخدامًا، غالبًا وإنت قاعد بتذاكر هتلاقي الفيس بوك والواتس آب والانستجرام وغيرهم بقوا أحلى، وكأن العالم كله افتكرك فجأة.
رسالة من هنا، ومكالمة من هناك، وكومنت لازم ترد عليه، كل ده كفيل إنه يضيع انتباهك تمامًا. ركز في مستقبلك وذاكر وصدقني الموبايل بتاعك مش هيروح في أي حتة.
