.
نوّرها

عمى الألوان: ليه الأهلى والاتحاد السكندري لابسين زي بعض؟!!

كتبت: مها طــه

لو ماشي في الشارع ولقيت حد لابس بني على كحلي على بنفسجي، قبل ما تقول في نفسك إيه التلوث البصري ده، خد بالك إنه ممكن يكون بيعاني من عمى الألوان!

لو أول مرة تسمع عن عمى الألوان، يبقى إنت محتاج تقرأ المقال ده. أما بقى لو كنت سمعت عنه، فإنت محتاج تفهم من المقال ده. ولو كنت عارف وفاهم، فإنت محتاج تتفرج على الصور الموجودة في المقال ده… مش هتخرج من هنا 😀

قبل أي حاجة أحب أقولك عزيزي القارئ إني من عائلة بينتشر فيها عمى الألوان، أخويا (عمر) وأولاد خالتي (أحمد وشادي) –هنحتاج الأسامي كمان شوية- ولذلك فمصطلح عمى الألوان ده من الأشياء اللي بعيش معاها بشكل شبه يومي، لكن الحقيقة من زمان جدًا وأنا نفسي أعرف هما يا ترى بيبقوا شايفين العالم إزاي؟

عمى الألوان .. حيث تتلاشى بهجة الألوان

مبدئيًا كده كلمة عمى الألوان لا تعني إن الشخص المصاب بيه بيشوف الدنيا أبيض أسود يعني، لكن التعبير الأدق هو إنه بيشوف الألوان باهتة مش شبه اللي الشخص الطبيعي بيشوفها. مصاب عمى الألوان مابيقدرش يميز بين الألوان زي الشخص الطبيعي، لإن الفروق بين الألوان عنده بتكون مش واضحة، وده بيخلي أحيانًا بعض المصابين بيه مايبقوش واخدين بالهم إن في فرق، لأن ده الطبيعي بالنسبة لهم.

مبدئيًا كده وقبل أي حاجة خلينا نتكلم عن رؤية الألوان نفسها. الطبيعي إن الضوء بيسقط على الأجسام وبينعكس للعين، جوا العين بقى بيبدأ الضوء ده يتجمع في القرنية ومنها يدخل منها للقزحية (الجزء الملون في العين) وعلى حسب كمية الضوء الداخل للعين، يبدأ بؤبؤ العين يوسع أو يضيق، عشان في النهاية تتكون الصورة على شبكية العين، اللي بتحول الصورة دي لإشارات عصبية وتوصلها للمخ كمعلومة بصرية.

رؤية الألوان بقى بتعتمد على تركيب موجود في العين اسمه المخاريط، ودي خلايا مسئولة عن التعرُف على الألوان في الشبكية، أي خلل بيحصل في المخاريط دي بينتُج عنه على طول عمى الألوان أيًا كان نوعه بقى. بالمناسبة في ناس كتير بتؤمن بإن الألوان أصلًا وهم، إحنا كبشر اللي اخترعناها وسميناها كده، وإن كلنا مختلفين وممكن كل واحد فينا يبقى شايف درجة اللون دي مختلفة تمامًا عن اللي واقف جنبه.

المخاريط بتستجيب لـ3 أنواع رئيسية من الألوان، وهي الأحمر والأخضر والأزرق، ولذلك عمى الألوان بيتسبب في عدم التفرقة بين الألوان دي، وبينتج عنه 3 أنواع رئيسية من عمى الألوان، وهما على الترتيب:

  • الأحمر والأخضر (عمى الألوان الأكثر شيوعًا)
  • الأزرق والأصفر
  • عمى الألوان الكُلي (نادر الحدوث)

أسباب حدوث عمى الألوان

عمى الألوان له أسباب مختلفة، يعني مثلًا ممكن يكون ناتج عن:

  • حدوث تلف في العين سواء بسبب حادثة أو مادة كيميائية.
  • تلف في العصب البصري.
  • خلل في المناطق المسئولة في المخ عن تحليل المعلومات البصرية اللي ليها علاقة باللون.
  • الوراثة

الوراثة هي السبب الأوضح والأكثر شيوعًا للإصابة بمرض عمى الألوان واللي بيتم تصنيفه كمرض وراثي مرتبط بالجنس. الجنس هنا المقصود بيها النوع ذكر أو أنثى، حيث إن عمى الألوان مرض بيصيب الرجالة بشكل أساسي، لدرجة إن واحد من كل 12 راجل في العالم مصابين بيه، في حين إن واحدة من كل 200 ست ممكن تصاب بيه.

السبب في ظهور المرض ده في الرجالة أكتر إن الجين المسئول عن عمى الألوان محتاج يكون موجود على الكروموسوم (X) ولأن الراجل بيختلف في تركيبه عن الست، فبيكون عنده كرموسوم (X) واحد في حين إن الست عندها اتنين (XX)، في الحالة دي ظهوره في الراجل طبعًا أسهل بكتير ووارد أكتر، لكن في الستات الجين محتاج يظهر على الكروموسومين مع بعض عشان يكون عندها عمى الألوان وده طبعًا أصعب.

اعرف أكتر| الطفرات الرواثية: عندما يأتي المرض من الداخل!

رجوعًا لقصة (أحمد وعمر وشادي) اللي قولناها في أول المقال، هما في الواقع نموذج حي على وراثة عمى الألوان، حيث إن جدي لأمي كان مصاب بمرض عمى الألوان، وبالتالي لما جه يورث الجين على الكروموسوم (X) ورثه لبناته الاتنين (أمي وخالتي) لأن أولاده الرجالة ورثوا طبيعي هما اللي ورثوا منه الكرموسوم (Y) اللي مش بيشيل غير الصفات الجنسية.

أمي وخالتي لما اتجوزوا بقى ورثّوا لولادهم واحد من كروموسومات (X) اللي عندهم واللي بالصدفة كان الكروموسوم اللي شايل جين عمى الألوان. التلاتة  بقوا مصابين عمى الألوان، لكن الحقيقة إنهم مصابين بدرجات متفاوتة ويمكن أنواع مختلفة كمان.

أنواع عمى الألوان وكيف يرى المصاب العالم

عمى الألوان له أنواع مختلفة على حسب الخلل فين بالظبط وهل هو من النوع (الأحمر والأخضر) ولا (الأزرق والأصفر)، دلوقتي بقى هنستعرض مجموعة من الأنواع دي ونوريكم كمان صورها عشان تقدروا تعرفوا مريض عمى الألوان شايف إيه بالظبط في العالم بتاعنا ده.

أولًا: ده الشكل العادي للرؤية

ثانيًا: الـProtanopia

في الحالة دي، خلايا المخاريط الحمراء متعطلة، ولذلك الأحمر بيظهر وكأنه أسود. ولذلك ظلال البرتقالي والأصفر والأخضر كلها بتظهر كأنها صفراء، والنوع ده بيصيب حوالي 1% من الذكور.

ثالثًا: الـDeuteranomaly

النوع ده فيه خلايا المخاريط الخضراء غير طبيعية، ولذلك الأخضر والأصفر بيبدو أكثر احمرارًا، وعشان كده بيبقى صعب إن المريض في الحالة دي يفرق بين البنفسجي والأزرق. الحالة دي متوسطة الشدة ومالهاش تأثير أوي على حياة الشخص، وعمومًا ده الشكل الأكثر شيوعًا لعمى الألوان، وبيتأثر بيه حوالي 5% من الذكور.

رابعًا: الـTritanopia

النوع ده معروف باسم (عمى الألوان الأزرق والأصفر)، وفي الحالة دي المريض بيفتقد وجود خلايا المخاريط الزرقاء، في الحالة دي الأخضر بيظهر وكأنه أزرق، والأصفر كأنه بنفسجي أو رمادي فاتح. الحالة دي تُعتبر اضطراب وراثي نادر، وبيصيب الذكور والإناث على حدٍ سواء.

خامسًا: الـmonochromacy

عمى الألوان الكُلي، ودي الحالة اللي فيها الشخص بيبقى فاقد التمييز بين الألوان كلها غالبًا، وفي الحالة دي ممكن كمان حدة الإبصار نفسها تتأثر.

تشخيص عمى الألوان

المشكلة الحقيقية في عمى الألوان إن المصاب بيه ما بيكونش عارف ده، لحد ما يحصل حدث معين يخلي اللي حواليه ينتبهوا لإنه شايف الألوان بشكل مختلف، زي إن طفل مثلًا ميعرفش الفرق بين ألوان إشارات المرور ويشوفهم شبه بعض، أو أخوك يكون بيتفرج على ماتش الأهلي والاتحاد السكندري، ويسألك ليه الأهلى لمش لابس الفانلة الحمرا ؟ لإنه شايف الفريقين لابسين نفس اللون أو على الأقل ألوان متقاربة.

وطبعًا في حالة الشك في الإصابة بعمى الألوان بيتم اللجوء لطبيب العيون واللي بيستخدم عدد من الاختبارات الخاصة بتحديد نوع ودرجة الإصابة بعمى الألوان، وطبعًا لو فيه عامل وراثي بيكون الأمر متوقع حدوثه في ذكور العيلة.

هل في علاج لـ عمى الألوان؟

الحقيقة وبشكل قاطع مفيش علاج، ومع ذلك بعض المصابين بعمى الألوان (الأحمر – الأخضر) بيلبسوا نوع خاص من العدسات يساعدهم في الرؤية بشكل أقرب للسليم، ومؤخرًا ظهرت النظارات اللي بتشبه نظارات الواقع الافتراضي كده، وبتقدر تعدل الرؤية عند المصابين بعمى الألوان وممكن تعرفوا عنها أكتر من الفيديو ده.

عمى الألوان والتأثير على الحياة اليومية

بعد ما عرفنا الأسباب ومحاولات التغلب على الحالة خلينا نتكلم شوية عن المعاناة اللي بيعيشها المصاب بعمى الألوان. مبدئيًا، لو هو مازال طفل هيلاقي صعوبة في التعاطي مع كتير من الرسومات التوضيحية الموجودة في الكتب، لأنها وبالذات بالنسبة للأطفال بتكون معتمدة على الألوان واختلافها.

أما بالنسبة للكبار فالمعاناة بتكمل معاهم، ومن أول اختيار ألوان اللبس والتنسيق بينها وضرورة حفظ أسماء وأشكال لاعبي كرة القدم عشان صعوبة التفريق بين الفريقين لو لابسين (أحمر – أخضر) و (أزرق – أصفر) ووصولًا للمشكلة الكبيرة في عدم التفريق بين ألوان اشارات المرور وضرورة حفظهم بالترتيب، والتفكير بسرعة في فرق الوضع الأفقي عن الوضع الرأسي لإشارة المرور.

الانواع المختلفة من عمى الالوان

لكن في النهاية والحمدلله، عمى الألوان لا يعتبر عائق في الحياة، وغالبًا المصابين بيه بيتعودوا ويتأقلموا مع العقبات اللي بتواجههم، ومع تطور التكنولوجيا حاليًا بقى في تطبيقات موبايل تقدر تساعد المصابين بعمى الألوان على الرؤية السليمة عن طريق أخد صورة بالتطبيق ومعالجتها عشان الشخص يقدر يشوفها.


المصادر:  allaboutvision  colourblindawareness nih.gov  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى