نهاية العالم: “أنا مُت موتات أصيع من كده بكتير!”
كتبت: آية أشرف المرسي
يمكن خبر من نوعية اصطدام كوكب غريب بالأرض ونهاية العالم اللي نشرته جريدة اليوم السابع من الأخبار القليلة اللي تقدر تنافس نوعية الأخبار اللي هدفها “الترافيك” وتحقيق أكبر معدلات مشاهدة المهتمة مثلًا بمؤخرة كيم كاردشيان المتأمن عليها بملايين أو تحقيق مصر للاكتفاء الذاتي من البيض!
ناس كتيرة وعلى مستوى فردي كمان واخدة أمر نهاية العالم على محمل شديد الجدية، وظهر بعض منهم في حلقات البرنامج الوثائقي “المجهزون لليوم الأسود” بيحكوا عن الخطط اللي وضعوها للنجاة وفقًا لاعتقاد كل واحد منهم عن إزاي هتحصل نهاية العالم، لكن غالبًا أكثرية المصريين متبعين مثل “وقوع البلا ولا انتظاره” إحنا لسه هنجهز ونستعد “خلينا نخلص!”. طبعًا لا يمكن الجزم هل التفاعل بالطريقة دي مع خبر من النوعية دي نوع من السخرية والاستخفاف نتج عن التوقعات والتنبؤات اللي بتخرج علينا كل سنة بنهاية العالم ومابتحصلش ولا رغبة حقيقة في نزول كلمة النهاية على التتر؟!
زي ما في ناس كتيرة مهتمة بكيف بدأ الخلق؟ كان في ناس تانية برضه مهتمة بكيف ستنتهي حياة الخلق دول. إيه مصير كوكب الأرض؟ النهاية هتكون إزاي؟ اهتمام لدرجة الهوس اللي يخلي مئات الآلاف من قديم الأزمان يؤمنوا ويتبعوا أي حد ممكن يطلع عليهم ويوهمهم بالنهاية ومعادها كمان.
طبعًا أشهر تنبؤات نهاية العالم واللي الناس كانت مترقباه واتعمل عليه فيلم “2012” برغم نفي الجهات الرسمية من دول وعلماء ووكالات فضاء ليه هو 21 ديسبمر 2012، بسبب تفسيرات مغلوطة لتقويم حضارة المايا المتقدمة في جنوب أمريكا. لكن الاهتمام بنهاية العالم له تاريخ قديم جدا..
نهاية العالم لما القيامة تقوم
في بدايات القرن الـ19 وقبل التطور التكنولوجي ومركبات الفضاء ونزول الإنسان على سطح القمر، كانت أغلب نهايات العالم المتوقعة بتحصل في سياق ديني، اللي هو “يوم القيامة”. ناس كتير مهتمة بالقيامة ومعادها والبعث والحياة الأخرى. في الوقت ده كان سهل أي حد يؤلف أو يخدع الناس ويقنعهم إن كلامه صحيح ويكسب من وراهم أو يحقق جاه وهيبة تحميه.
من أغرب التنبؤات بيوم القيامة كان بطلتها “فرخة”. في عام 1806، ظهرت فرخة في ليدز، انجلترا، وذاع صيتها لإنها كانت بتبيض بيض منقوش عليه جملة “المسيح قادم”. أعداد كبيرة من الناس اعتبرتها رسالة سماوية، وكتير نظموا زيارات للفرخة وبدأ يأس يوم القيامة القادم يسيطر على الناس. بس بعد فترة مش طويلة، الناس اكتشفت إن الرسالة المكتوبة على بيض الفرخة، كان بيكتبها صاحب الفرخة بالحبر على البيض اللي كان بيدخله في جسم الفرخة المسكينة مرة تانية عشان الناس تصدقه!
ولو رجعنا لورا أكتر، ولأن كان في ناس عندها ما أشبه بالهلع من رقم 666 اللي بيقال إن الإنجيل بيرمز بيه للشيطان، فلما حصل حريق عظيم في لندن القرن الـ17 تحديدًا سنة 1666، واللي استمرمن 2 إلى 5 سبتمبر، كتير اعتبروا إن القيامة قامت وإنها نهاية العالم. الحريق تسبب في خساير كبيرة جدا حوالي 87 كنيسة اتدمرت و13000 بيت اتحرقوا، ومع ذلك التقارير بتقول إن اللي مات 10 أشخاص بس.
النيازك: عصر ما بعد الرؤى السماوية
لكن نهاية العالم بقت أكبر من مجرد تنبؤات و رؤى سماوية، نهاية العالم بقت مرهونة بالنيازك اللي الكل مترقب مجيئها من الفضاء. وكالة ناسا بتشتغل على برنامج بهدف رصد الكويكبات وصخور الفضاء العملاقة اللي في احتمال اقترابها من الأرض واصطدامها بيها. كل نيزك بيختلف تأثيره حسب حجمه؛ كل ما كان النيزك أكبر، كل ما كان أخطر. علماء الفضاء بيرهنوا المسألة مش بالنيزك بس لكن برصدهم وتقديرهم للوقت اللي هيحصل فيه الاصطدام، لإن لو مانجحوش في تقدير الوقت الصحيح، بتكون تفادي الاصطدام أصعب وأخطر.
لحد وقتنا الحالي في 2017، تم رصد أربعة نيازك مرت بالقرب من الأرض، واحد منهم مر قريب من الأرض على مسافة تبعد 161,280 كيلومتر، لكن الأمر اللي كان مثير للقلق هو إن تم رصده فقط قبل أيام من مروره بالقرب من الأرض.
في مارس 2017، وكالة ناسا بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية ” the European Space Agency”، بدأوا الشغل على دراسة قدرتهم على مواجهة النيازك اللي في طريقها للاصطدام بالأرض عن طريق جعل النيزك ينحرف عن مساره. أمر زي ده معقد جدًا ومكلف جدًا وطبعا لا يبدو بالبساطة اللي بنقولها لإنه ليه عواقب قد تنتج عليه تؤثر أصلا على الأرض في حالة ماكنش هو الحل الافضل.
في 2029، من المتوقع أن يمر بجانب الأرض كويكب اسمه “Apophis” على بعد يمثل حوالي عُشر المسافة بين الأرض والقمر. وفقا لمساره الحالي المتوقع فالعلماء مستبعدين إن يكون له تأثير على الأرض، ولكنه دايما بتظل في مخاوف من انحرافات أو تحويل المسار بشكل غير متوقع. النيزك ده لو اصطدم في الأرض، هيخلف انفجار يمثل حوالي 65 ألف ضعف قوة القنبلة النووية التى رموها على مدينة هيروشيما اليابانية.
ولأن الموضوع جد ومش هزار وفي حسابات وحكومات قايمة عليه، تم اختيار يوم 30 يونيه من كل سنة عشان يكون اليوم العالمي للنيازك، تخليدا لذكرى الأثر الأكبر اللي تركه نيزك بعد سقوطه على الأرض في التاريخ المسجل، واللي كثير بيعتقدوا إنه وراء الدمار العظيم اللي حصل في تونغوسكا – سيبريا في عام 1908، واللي دمر 770 متر مربع من الغابات أي ما يقارب 80 مليون شجرة. اليوم ده من كل سنة بتقام فعالياته عشان التوعية ونشر المعلومات عن النيازك وعلاقتها بالأرض ومجهودات وكالات الفضاء وعلى رأسها ناسا في محاولة رصدها وكيفية وضع خطط للتعامل مع وجودها.
أيهم الأقرب للحدوث؟
سيناريو نهاية العالم متوقع له أكتر من معالجة وشكل، البعض بيشوف إنه هيحصل بسبب أزمة غذاء عالمي الني آدمين فيها مش هيلاقوا اللي هياكلوه حتى بعد الحشرات وهتحصل مجاعة تنهي حياتنا كلنا، والبعض بيشوف إن النهاية هتحصل بحرب نووية تالتة تقضي على الأخضر واليابس وغباء الإنسان، وغيرهم خايفين من هبوط نيزك عملاق على الأرض يمحو البشرية وغيره من احتمالات مختلفة.. يا ترى أي احتمال فيهم الأقرب لتوقعاتك؟!
المصادر: britannica usatoday