.
هيدروجينا

كيف يتعامل بعض القراء مع المواضيع ”الحساسة“؟!

كتبت: آية أشرف المرسي

مساء الفل.

النهاردة هنتكلم عن موضوع مشوق للغاية عن إزاي نوعيات مختلفة من القراء بتتعامل مع المواضيع الحساسة اللي بننشرها.بس ثانية واحدة.. ”حساسة“؟! هييجي حد يتساءل ما المقصود بهذا التوصيف تحديدا. ها أقوله والله أنا ماعرفش.. أنا زيي زيك جيت هنا لقيت الموضوع بيتم وصفه بالكلمة دي ولو بنتكلم مع بعضنا وجها لوجه هتلاقي غالبا الشخص بيوطي صوته وهو بيقولها.

لو حابب تسمع المقال من هنا:

طيب عشان نكون أكثر دقة ووضوح. المواضيع الحساسة المقصودة هنا هي اللي غالبا بتبقى من النوعية اللي بتتكلم عن أي من الأمور الجنسية أو اللي ليها علاقة بالأجهزة التناسلية وهكذا. يعني موضوع عن الدورة الشهرية يندرج تحت وصف ”مواضيع حساسة“ .. طيب موضوع عن آلام الجماع يندرج تحت وصف ”مواضيع حساسة جدًا“ وهلم جرا بقى.

والحقيقة خلال مدة 10 شهور تقريبا بننشر فيها بانتظام من خلال نيون مختلف أنواع المواضيع قدرت ألاحظ تصنيف لبعض القراء اللي بيقروا المواضيع الحساسة دي .. أو بمعنى أصح إزاي بيتم التعاطي عندنا مع الثقافة الجنسية بمفهومها الأشمل والأعم.

النوع الأول: ”زيدوني علمًا.. زيدوني“

ده النوع المتصالح مع إن المادة المقدمة ليه هي مادة علمية تمامًا ، وبيحتفي بيها من منطلق إننا في الحقيقة مانعرفش حاجة عن جسمنا ولا عن إزاي نتعامل معاه؟ ولا عن ردود أفعاله في أوقات دورية بنمر بيها سواء ستات أو رجال؟ ومدركين لخطورة ده، ومعترفين على جانب آخر كمان إن جزء كبير من السعادة الزوجيه مفقود بسبب جهل كبير عن العلاقة الجنسية والحميمية بين الزوجين بمختلف التفاصيل المحيطة بيها، وبالتالي بيشجع المحتوى ده وبينشره عنده ومش شايف فيه أي داعي للخجل أو للكره.

النوع التاني: ”المراقبون في صمت“

ده النوع المدرك لقيمة العلم اللي بيقدم له وأحيانًا بيكون منهم متابع ليه بشكل مستمر ولكنه خاضع للقيد المجتمعي في دايرته الضيقة والواسعة، واللي أنا مش مستوضحة ليه أصلا النوع ده القيود مفترض إنه يبقى موجود!

يعني المراقب في صمت هيقرأ المقال بس مش هيشاركه ولا هينشره عنده وبالطبع مش هيعمل له ”لايك“ مثلا على صفحة الفيسبوك لأن وارد أي حد من قرايبه، زملائه في العمل أو لو بيدرس لطلبة في مدرسة أو جامعة إنهم يشوفوا إنه قرا وعجبه كلام عن أحد المواضيع الحساسة دي. وأنا شخصيا في حياتي عندي أصدقاء من النوع ده، بحترمهم ولكن خلافي الوحيد معاهم بيكون إنهم بيكرسوا ولو بشكل غير مباشر لمزيد من الجهل حول جانب من أهم الجوانب في حياتنا .

النوع التالت: ”شعب مؤدب وبيقرف بطبعه“

النوع ده الأكثر استفزازًا بقى. اللي هما بيقولوا ”يع“ تعليقًا على موضوع زي الدورة الشهرية أو حاجة بخصوص الفوط الصحية أو الإفرازات المهبلية وكده. أو لو موضوع عن الثقافة الجنسية بيدخل بعضهم يمارسوا بلطجتهم الإلكترونية على كاتب المقال، تحديدا لو بنت، في استنكار لقلة الأدب والحياء والجرأة غير المحمودة هنا.

والحقيقة النوع التالت ده تحديدًا طلع بيندرج تحته أنواع مختلفة. هنا خليني أتكلم عن نوعين منهم. أولهم المتحرش المؤدب بطبعه، وده غالبًا بيعمل شوو وهوليلة عن المُثل والأخلاقيات، وفي نفس الوقت ممكن يدخل إنبوكس يعبر عن وجهة نظره وقد تكون فرصة حلوة يمكن كاتبة المقال تخلق معه حديثًا ولا حاجة. أما النوع التاني المتحفظ المستهجن بطبعه الـold school واللي غالبًا بيكونوا أمهات خايفين من تعرض أولادهم للمادة العلمية دي لأنها بتفتح مداركهم على أمور قبل أوانها، والأغرب إنه بسؤال بعضهم عن سن أبنائهم فتكتشف إنهم 15 سنة وأكتر، يعني غالبًا مش هيستنوا مقالنا يتكتب فيقروه عشان يوصلوا للمعلومة، ده المعلومة عندهم بالفعل بس الله أعلم من أي مصدر وبأي شكل ومغلوطة ولا صحيحة حتى!

فالحقيقة، مش عيب إننا نعرف عن جمسنا كإناث وذكور ونعرف إزاي نتعامل معاه فيما يتعلق بالصحة وبالألم وبالرعاية واللي كلهم بيتطلبوا فهم ومعرفة، ولا عيب إنك تعرف عن حدث بيتكرر شهريًا بتمر بيه أمك أو أختك أو مراتك عشان تقدر تتعامل معاهم بالشكل المناسب وتستوعب اللي بيحصل بل ده المفروض عليك. وكمان مافيش أي شئ يدعو للقرف بخصوص حاجة زي الدورة الشهرية وكل ما يتعلق بها اللي لولاها ماكنتش إنت ولا أنا ولا حد اتولد أصلًا. مافيش ما يدعو للخجل إنك ومراتك تعرفا أكتر عن العلاقة الجنسية وإزاي تبقى تكون أنجح عشان تكونوا أسعد وزواجكم ينجح.. الحقيقة مافيش أي ما هو عيب أو حرام أو يع ومقرف في إنك تعرف من الأساس!

 لينك المقال على الساوند كلاود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى