تطور الإنسان: 7 حقائق مدهشة وغريبة بتأكد إن حضرتك بتتطور!
كتبت: مها طـه
نظرية التطور بتُعتبر واحدة من أكتر النظريات المُثيرة للجدل مش بس في المُجتمع العلمي، لكن كمان بين الناس العاديين. أقاويل كتير وتفسيرات أكتر، الإنسان أصله قرد، لأ ده إحنا بس بتجمعنا بيهم أسلاف مُشتركة قديمة .
لكن من بين كل الكلام دايمًا بيبقى أحد أكتر الأسئلة إثارة للاهتمام واللي بيتم ذكرها في أي جدال بخصوص التطور هو ”طب طالما فيه تطور ليه البشر لم يتطوروا ومانتجش عنهم نوع جديد؟“.
نظرية التطور .. ما بين الإدعاء والحقيقة العلمية
التطور حقيقة وحصلت وبتحصل وهتحصل، حتى البشر نفسهم تطوروا وبيتطوروا على مر العصور.
وفقًا للدلائل العلمية فقريب وخلال بضع آلاف من السنين البشر هيكونوا اختلفوا بدرجة كبيرة جدًا عن العايشين حاليًا وعن اللي عاشوا قبل كده.
التطور ده له حاليًا دلائل ممكن نعتبرها مفاجئة أو غريبة أو حتى إنها منحت البشر ”قوى خارقة“، لكن الحقيقة بقى هي إنه وبفضل الانتخاب الطبيعي البشر فعليًا تطوروا، وفي المقال ده هنتعرف على 7 حقائق تُثبت تطور الإنسان.
1- شرب اللبن للبالغين:
شرب اللبن بيُعتبر أحد أهم مميزات الثدييات، ببساطة هي كائنات بتلد وتُرضع صغارها لبن، لكن الحقيقة البشر هما الكائنات الثديية الوحيدة على الأرض اللي بتقدر تهضم اللبن وتحديدًا سكر اللاكتوز الموجود في اللبن بعد تخطي سن الرضاعة الطبيعية.
ومش كدة بس ده إحنا بنشرب لبن بعض الحيوانات يعني لبن كائنات تانية غير لبن الأم خلال فترة الرضاعة، كل ده على الرغم من إن حوالي 75% من سكان العالم حاليًا بيعانوا من حساسية اللاكتوز، واللي ممكن تعرف عنها أكتر من هنا.
عن ”حساسية اللبن“: نعم هي حقيقة وليست أكاذيب!
بعد الفطام بيتوقف في معظم البشر وكل الثدييات الأخرى إنتاج إنزيم اللاكتيز المسئول عن هضم سكر اللاكتور (سكر اللبن)، لكن الطفرة اللي ظهرت في سهول المجر من حوالي 7500 سنة سمحت لبعض البشر بهضم اللبن في مرحلة البلوغ.
الطفرة دي بدأت تنتقل لباقي البشر لما بقوا يهضموا الجبن عادي، صحيح جبن زي الفيتا والشيدر بتحتوي على كميات أقل شوية من اللاكتوز، لكننا قادرين كلنا تقريبًا كبشر نهضمها عادي.
القدرة على هضم منتجات الألبان وبالرغم من إنها بتحتوي على قدر لا بأس به من السعرات الحرارية، وده ممكن ناس كتير تشوفه مش كويس حاليًا، إلا إنه كطفرة كان لازم وضروري عشان يمد أجسام البشر بالسعرات الحرارية اللازمة لتدفئتهم وبقائهم على قيد الحياة في كتير من المناطق الباردة في العالم ومنها أوروبا.
2- مقاومة الأمراض:
التطور قائم في الأساس على فكرة الانتخاب الطبيعي وإن البقاء للأصلح، والأصلح هنا هو الأقدر على التكيُف مع ظروف البيئة وتغيُراتها. التطور منح البشر ميزة وهي توريث المناعة ضد الأمراض للأجيال اللي بعدهم، يعني ببساطة الأمراض اللي كانت بتُصيب البشر من 1000 سنة مابقتش هي نفسها اللي بتصيبهم حاليًا.
وببساطة ده مش عشان بس فكرة التطور العلمي والقضاء على الأمراض، لأ ده عشان إحنا اصلًا كبشر مناعتنا بتتطور مع الوقت، وبنورث المناعة دي في جيناتنا اللي بناخدها من الآباء وبعها نقوم بتوريثها لأولادنا وهكذا.
أحد أشهر الأمراض اللي درسناها وعرفناها هي مرض الملاريا. مرض الملاريا بدأ في الفترة الأخيرة الجسم البشري يتطور ضده.
لو سمعت عن مرض اسمه أنيميا الخلايا المنجلية، فهو مرض بيخلي كرات الدم الحمراء شكلها يتغير (تبقى شبه الهلال) كنتيجة لحدوث طفرة وراثية في جين مُعين مسئول عن تكوين كرات الدم الحمراء.
وكنتيجة للإصابة بالمرض ده، طُفيل الملاريا لما بيجي يهاجم كرات الدم الحمراء في الشخص ده مبيقدرش يتعرف عليها وبالتالي بيموت من غير ما يُصيب الإنسان.
لمعلومات أكتر عن وباء الملاريا ادخلوا هنا.
النوع ده من الطفرات الوراثية لو موجود منه نسختين في كل خلية، هيكون قاتل، لكن لو موجود منه نسخة واحدة، فهو يُعتبر صك حماية للمُصاب ضد الملاريا، وده يُعتبر نوع من أنواع التطور اللي حصل للإنسان عشان يقاوم الأمراض.
الملاريا وبالرغم من إنها الأشهر، إلا إن كتير من الأمراض التانية ساهم التطور في الحماية منها، زي الجُذام والسل والكوليرا، وبيعتقد العلماء إن المعيشة في المدن بتساعد في عمليات التطور ضد الأمراض دي.
اعرفوا أكتر عن أنيميا الخلايا المنجلية من هنا.
3- العيون الزرقاء:
العيون الزرقاء بتُعتبر واحدة من السمات التطورية اللي البشر اكتسبوها، بعد ما اكتشف العلماء إن الطفرة الوراثية دي حصلت في أحد أسلاف البشر في الفترة ما بين 6 آلاف و10 آلاف سنة فاتت، الطفرة الوراثية دي حصلت على جين اسمه (OCA2)، وده الجين المسئول عن إنتاج بروتين صبغة الميلانين المسئولة عن ألوان الجلد والشعر والعيون في البشر.
الطفرة دي بتؤدي لتوقيف قدرة العين على إنتاج الملانين بصورة كبيرة عشان العين تاخد اللون السائد وهو البني، وبالتالي لما بيقل الملانين في القزحية، فاللون بيبقى فاتح لدرجة تحوله من البني للأزرق.
طبعًا لون العين الفاتح لا يُعتبر ميزة تطورية بتؤمن البقاء للبشر لكن هو جين بيتم توريثه، وبالتالي وغالبًا لو حد لون عينه أزرق يبقى لازم يكون ابن أو على الاقل حفيد لحد بيحمل نفس لون العين ده، فهو يُعتبر تمييز بيولوجي للبشر عن بعض.
4- القدرة على التنفُس على ارتفاعات عالية:
سكان التبت بيعيشوا في أكتر منطقة في العالم غير مأهولة بالسكان، وأحد أكتر الأماكن على هذا الكوكب اللي تُعتبر المعيشة فيها شئ صعب جدًا وهي جبال الهيمالايا. المكان ده مشكلته هو إن البشر اللي ممكن يعيشوا هناك مضطرين للتعامل مع مستويات منخفضة من الأكسجين بسبب الارتفاعات الشاهقة، سكان التبت بيتعاملوا مع الأمر ده عادي جدًا، لأنه ببساطة موجود في جيناتهم.
اعرف اكتر عن الطفرات الوراثية: سلاح القوى الخارقة لدى البشر
في دراسة قامت بمقارنة سكان التبت الأصليين اللي بيعيشوا على ارتفاعات أعلى من 3050 متر تقريبًا بسكان بكين _الارتباط الوراثي بينهم وبين التبتيين يُعتبر وثيق_ اللي عايشين تقريبًا في مستوى سطح البحر، لقوا إن دم سكان التبت من الناحية الجينية بينتج كمبات أكبر من بروتين الهيموجلوبين اللي بيعمل على نقل الأكسجين بشكل أكبر.
الاختلاف ده بيساعد سكان التبت على استيعاب كميات أكبر من الأكسجين. لحد دلوقتي العلماء ما زالوا في خلاف من أمرهم في تحديد عمر الطفرة الوراثية دي، لكن بعض العلماء بيعتقدوا إنها حصلت من حوالي 3 آلاف سنة، في حين إن علماء الآثار بيقولوا إنها أكتر من كده.
5- فقدان ضرس العقل:
مش بس جراحين الأسنان هما اللي بيتخلوا عن ضرس العقل، الحقيقة إن التطور هو كمان بيلعب دور كبير في الموضوع ده. في خلال تطور أسلافنا السابقين ووصولًا لينا كبشر، بدأ المخ عندنا يبقى أكبر وبالتالي فهو بيزاحم داخل جماجمنا، وده اللي خلى مساحة الفك تبقى أضيق وبالتالي بقى من الصعب جدًا خروج صف تالت من الضروس (ضروس العقل) من اللثة.
بعد ما بدأ البشر في طبخ طعامهم وتطورت عندهم أساليب الزراعة من آلاف السنين، بقى نظامنا الغذائي ”طري“ أكتر، وبالتالي المضغ مبقاش عملية صعبة أوي، فعضلات الفك مبقتش قوية زي الأول _أيام الأكل الصلب غير المطبوخ_.
ده اللي خلى اللثة تبقى أضعف وماتقدرش تخرج ضرس العقل، ومن حوالي كام ألف سنة كدة ظهرت طفرة وراثية، كانت نتيجتها عدم نمو ضروس العقل من الأساس. حاليًا واحد من كل أربع اشخاص بيفتقد ضرس عقل واحد على الأقل، الأشخاص الأكثر عُرضة لفقدان ضرس عقل واحد على الأقل هما سكان الأسكيمو والمناطق الشمالية وكندا وآلاسكا.
6- احمرار الجلد كنتيجة لشرب الكحوليات:
تفاعل الاحمرار نتيجة للكحول والمعروف باسم ”التوهج الآسيوي“ هي مش بس ظاهرة حقيقية، لكنها كمان سمة تطورية ظهرت في الآونة الأخيرة إنها ممكن تكون بتحمي سكان شرق آسيا من السرطان المُميت.
حوالي 36% من سكان شرق آسيا (الصين وكوريا واليابان)، شرب الكحوليات بيسبب لهم احمرار في الوجه وشعور بالغثيان، وده راجع لنقص في إنزيم يُعرف باسم ALDH2.
وبالرغم من إن ده ممكن يتسبب لهم في حرج اجتماعي لأنه طبعًا بيفضح كونهم شاربين كحوليات، لكنه كمان بيُعتبر مؤشر مهم لاحتمال وجود مخاطر صحية جادة، فالأشخاص اللي عندهم نقص في الإنزيم ده بيكونوا أكثر عُرضة لخطر الإصابة بسرطان المرئ بسبب شرب الكحوليات.
وبكده فأصحاب الطفرة دي بيكون عندهم مؤشر مبكر يخليهم يتجنبوا الخطر ده قبل حدوثه. العلماء بيعتقدوا إن الطفرة دي حصلت بعد تطور الزراعة، واللي بعدها أصبحوا البشر قادرين على إنتاج الكحوليات.
7- تقلُص المخ:
طبعًا البشر عندهم قناعة عظيمة بإن مخهم كبير بالعكس دول كمان بيعتقدوا إن المخ كل ما كان أكبر كل ما كان الشخص أذكى وده طبعًا أي كلام، والحقيقة بقى إن المخ عند البشر تقلص حجمه في خلال أكتر من 20 سنة فاتت، وكانت مُحصلة التغيير ده كله عبارة عن قطعة بحجم كرة التنس في دماغ الذكور البالغين، وزي ما قولنا ده مالوش علاقة بذكائنا.
إحدى النظريات اللي بيعتمد عليها العلماء للمساعدة على فهم بنية المجتمع، بتقول إننا كبشر مش محتاجين مساحات كبيرة في المخ كأفراد، في نفس الوقت اللي حجم المخ فيه عندنا بيتقلص.
كمان الحيوانات اللي إحنا ربيناهم زي القطط والكلاب حجم مخهم تقلص، وده ممكن يكون دليل على إن الحيوانات وباعتبار الإنسان على قمة التطور الحيواني، كل ما كانت عايشة في سلام أكبر، بتبقى مش محتاج لحجم مخ كبير.
في النهاية هتفضل نظرية التطور دايمًا وأبدًا ليها مؤيديها ومعارضيها، وده كله بيصب في مصلحة العلم في النهاية، لكن في نفس الوقت لازم نقول إن نظرية التطور أصبحت حاليًا بتُصنف كنظرية ”مقبولة علميًا بشكل كبير وموجود عليها أدلة كتير.
المصادر:
scielo nature ncbi cdc news imb.uq.edu pnas nytimes livescience journals npr discovermagazine