.
ليه وإزاي؟

الطباعة ثلاثية الأبعاد على المريخ: هناكل الورق ونطير البيوت؟!

كتب: أحمد حسين

يوم 16 مايو سنة 2018 قريت خبر عن إن أول بشر هيسكنوا المريخ هيبقوا بيطبعوا أكلهم وبيوتهم عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد بتقنيتها الجديدة، والخبر طبعًا فجّر ماسورة أسئلة في دماغي، من أول إيه هي الطباعة ثلاثية الأبعاد أساسًا؟ مرورًا بطريقة عملها وتقنياتها، وصولًا إلى فكرة إنها تقدر تطبع أكل ويتّاكل عادي كده.

إيه هي الطباعة ثلاثية الأبعاد وبتشتغل إزاي؟

هي طباعة الأشكال أو المجسّمات ثلاثية الأبعاد. أه بس ده معناه إيه؟ معناه إنها عاملة زي الطابعة العادية اللي بنطبع عن طريقها الأوراق والرسومات مثلًا، لكن بدل ما يبقى فيها حبر، بنحط فيها مواد زي البلاستيك والمطاط أو حتى المعادن. بنصمم بقى شكل ثلاثي الأبعاد على اللابتوب أو الكمبيوتر، وليكن طبق بلاستيك عادي جدًا، وبعدين ندخّل التصميم ده على الطابعة ونطبع، فيطلع لك بعد وقت مُعيّن طبق بلاستيك تستعمله بسهولة.

الصورة: Flickr

الطباعة ثلاثية الأبعاد ممكن تُستخدم في العديد من الصناعات وغيره من أول صناعة الشنط وألعاب الأطفال لحد الطب، واللي حاليًا بيعملوا تجارب صناعة أعضاء زي القلب والكُلية من خلال الخلايا الجذعية. شيء غريب وبديع جدًا طبعًا لو حصل، لأنه هيحقق نقلة حقيقية تنقلنا من فكرة التبرع بالأعضاء لأشخاص تانية لصنع أعضاء من خلايا خاصة بجسم المصاب بوساطة خلاياه الجذعية، فماتاخدش وقت كبير في التأقلم مع باقي أعضاؤه وهتقل مخاطر احتمالات إن جهاز المناعة يهاجم العضو الجديد اللي تم زرعه في الجسم وغيره.

اعرف أكتر| الزومبي قادمون: هل تجارب الخلايا الجذعية هتنجح في إحياء الموتى؟

أما الاستخدامات الخاصة بالفضاء بقى، فحدّث ولا حرج، موضوع كبير كبير كبير يعني.

الطباعة ثلاثية الأبعاد في الفضاء

من حوالي شهرين أعلنت وكالة ناسا عن تبنّيها مشروع بناء بيوت على المريخ، وفي شركة اسمها “AI Space Factory” قدمت تصميم نال إعجاب الوكالة. التصميم عبارة عن بيوت شبه بيوت النحل في التصميم الخارجي، يقدر يعيش فيها 4 رواد فضاء. البيوت دي هتتطبّع بالطباعة ثلاثية الأبعاد، من مواد موجودة على سطح المريخ زي البازلت والبلاستيك الحيوي القابل للتجديد.

تصميم البيوت المفترض يكون على المريخ: AI SpaceFactory

اختيار الشكل الأسطواني الشبيه بخلية النحل كان للتصدي للرياح القوية على كوكب المريخ، التصميم كمان مراعي الضغط الشديد للجو والإجهاد الهندسي. المبني هيبقى بيتكوّن من أربع أدوار، معمل رطب ومعمل جاف ومطبخ ودورين للاستجمام، أما النوم فهيكون في كبسولات شبه اللي بنشوفها في أفلام الفضاء كده. أما المياه فهتكون موجودة في خزّانات جنب البيت وبتوصل لجوّاه عن طريق مواسير بتدخل من كوّة أو فتحة كده موجود أعلى البيت. حاليًا الشركة هتجرّب من بيت إلى 3 بيوت لحد ما يستقرّوا على التصميم السليم اللي ينفع على سطح المريخ.

اعرف أكتر| حل أزمة السكن: إحنا مش هنبني بيوت، إحنا هنطبعها

الأكل على المريخ

لما روّاد الفضاء بيطلعوا رحلة، لازم ياخدوا معاهم أكل علشان يقدروا يعيشوا الفترة دي. والأكل ده بيكون مُعلّب ومُغلّف، وبيتكلف كتير جدًا، يعني نص كيلو من الأكل ده ممكن يتكلّف حوالي 10 آلاف دولار، زائد تاريخ الإنتهاء بتاعها قليل، وده اللي هيبقى صعب في رحلة المريخ، لأن بالتكنولوجيا اللي عندنا دلوقتي، الرحلة إلى المريخ هتاخد حوالي 3 سنين مثلًا، إيه الحل؟

الحل ساعتها هايكون إنهم يزوّدوا عدد السنين اللي يقدر الأكل يستحملها من غير ما يبوظ. لأن لو مثلًا سفّروا حوالي 6 أشخاص، هيحتاجوا حوالي 11 ألف كيلوجرام أكل خلال الـ 3 سنين دول، ومن المتوقع لو ماقدروش يزوّدوا السنين اللي هيستحملها الأكل إنه يترمي تِلته في الزبالة علشان هيبوظ. طيب فرضنا نجحوا في ده، على المريخ نفسه بقى الناس دي هياكلوا إيه؟

تصميم متخيل للصوب الزراعية على المريخ: NASA

وهنا بقى تتدخّل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتقنيات الزراعة في الصُوب. يعني الزراعة ممكن توفّر لهم طماطم وفلفل وبطاطس وفراولة وبصل. أما الدقيق والرز والفول مثلًا فدول هيبقى صعب زراعتهم على المريخ، فالحل إنه يتحوّلوا إلى عيش وزيت وعجين أو مكرونة. طيب الكلام ده ممكن نطبخه إزاي على المريخ؟ مش هنطبخه، إحنا هنطبعه.

الطابعة ثلاثية الأبعاد زي ما اتفقنا ممكن نحط فيها المواد اللي إحنا عاوزينها، ونصمم الحاجة اللي هتطلع والطابعة تطبعها لنا. نفس الفكرة هينفذوها على المريخ، هايجيبوا شوية ميّه وبروتينات وبودرة كاربوهيدرات وفيتامينات وبعض الخلطات المعدنية (Mineral Mixtures) وأطعمة وألوان وزيت، وتقدر ساعتها تعمل عجينة أو مكرونة زي ما تحب، وممكن كمان تزوّد صلصلة طماطم وتصمم بيتزا.

بيتزا زي اللي المفروض ياكلوها على المريخ: AP

ده هيبقى مفيد في إيه بقى؟ ببساطة هيبقدر ينتج أطعمة لمدة طويلة جدًا بالموارد المتاحة، وكمان مش هيضطروا يعلّبوا الأكل فمش هيحتاجوا فكرة تاريخ الإنتهاء دي، والأكل مايبوظش بسرعة لأن كل واحد فيهم على باله حاجة هيطبعها في وياكلها في وقتها وخلاص، مش مضطر يحفظها في حاجة.

طبعًا كل ده لسه مجرد أفكار مطروحة، ولسه مش هيتوافق على الفكرة النهاية إلا كمان عشرة خمستاشر سنة مثلًا. لكن تظل أفكار جيدة حتى الآن بالتكنولوجيا المتاحة. وخلينا فاكرين، إن ده اللي أنقذ مات ديمون على المريخ لما المهمة باظت ولقى نفسه وحيد شريد على المريخ في فيلم “The Martian”.


المصادر: youtube cnn qz

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى