.
النشرة

علماء الفلك يلمحون ثقبًا أسود متوهج بسبب الانفجار الكبير

كتب: أحمد حسين

ترك أثر التصادم مع إشعاعات الكون (Cosmic microwaves radiation) دربًا من الأشعة السينية التي أعطت للعلماء نظرة نادرة عن الأوضاع في بداية الكون (حالة الكون في بدايته).

التقط العلماء مشهدًا لثقب أسود هائل بعيد جدًا، نتج عن انبعاث، عندما كان عُمر الكون 2.7 مليون سنة فقط (خُمس عُمره الحالي). تمكن العلماء من رؤيته بفضل الضوء القادم من إشعاعات الكون (Cosmic microwaves radiation)، التي خلقها الانفجار الكبير، والتي كانت أكبر كثيرًا مما هي عليه اليوم.

قالت ”أورورا سيمونيشي“، من معهد الوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء والدراسات الفلكية، والتي قادت البحث باستخدام بيانات رصد الاشعاعات السينية بناسا، أن هذه الانبعاثات التي يشهدوها موجودة منذ أن كان عمر الكون أقل من 3 مليار سنة، لذلك تظهر هذه الانبعاثات أكثر توهجًا/إشراقًا في الأشعة السينية بحوالي 150 مرة عما هي عليه في الكون القريب.

فهذه الانبعاثات التي شُوهدت في الكون، لا يقل بُعدها عنّا عن 300 ألف سنة ضوئية. كما أنها مرئية بفضل الالكترونات التي تطير من الثقب الأسود الموجود بجانبها بسرعة تقترب من سرعة الضوء. عندما تتحرك من خلال الأشعة الكونية، تصطدم الفوتونات بالأشعة الدقيقة. يتم تعزيز طاقة هذه الفوتونات عن طريق الأشعة السينية التي يمكن الكشف عنها بواسطة ”تشاندرا“.

170215_Blackhole_1

قال ”لوكاس ستوارز“، أحد المشاركين في كتابة الورقة البحثية، جامعة جاجيلونيان في بولندا أنهم تعثروا على هذه الانبعاثات الرائعة، حيث تصادف وجودها في حقل تشاندرا، عندما كانوا معنيين بمراقبة شيئًا آخر، وأضاف ستوارز أنه إذا تمكنت انبعاثات الأشعة السينية هذه من التواجد مع نظيراتها من أشعة الراديو الغير مُكتشفة، فإن هذا يعني وجود الكثير منهم في الكون، والذين لم يكونوا محل بحث العلماء من الأساس.

يمكن لهذه الظاهرة أيضًا، أن تقول الكثير عن ظروف الكون في بداياته. فبحسب ”تيدي تشيونج“، من معمل نافال البحثي بواشنطن فإن حركة الثقب الأسود الهائل، وانطلاق هذه الانبعاثات، يمكن أن تكون أكثر اختلافًا في سنوات الكون الأولى، عما نراه حاليًا، وأضاف أنه عن طريق البحث ودراسة هذه الانبعاثات، يمكننا معرفة كيفية تغيُّر خصائص الثقوب السوداء الهائلة عبر مليارات السنين.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى