.
النشرة

صِغر حجم رأس المولودين حديثا بين مبيد ”البيريبروكسيفن“ وفيروس ”زيكا“

كتب: أحمد حسين

بعد انتشار آلاف الحالات المرضية لأجنة مصابة بصغر حجم الرأس، والربط بين هذا التشوه وبين فيروس ”زيكا“ الذي انتشر مؤخرا في بلاد الأمريكتين، نُشر تقريرًا جديدًا يقول أن السبب في صِغر حجم الرأس هو أحد المبيدات الحشرية وليس فيروس زيكا.

المبيد الحشري المقصود هنا هو الـ”بيريبروكسيفن“، وهو مُبيد حشري يُستخدم عادةً لحماية محاصيل القطن من الحشرات. قيل أن هذا المبيد يتم إنتاجه عن طريق شركة ”سوميتومو“ للكيماويات، وهي شرطة تابعة لأحد عمالقة الزراعة ”مونسانتو“.

في تقرير نُشر في شبكة الاتصالات العامة الدولية للعلوم والتكنولوجيا (PCST)، قالت مجموعة من الفيزيائيين الأرجنتينيين، أنه في المنطقة التي يتواجد بها أكبر عدد من المرضى بصِغر حجم الرأس، يتم إنتاج مادة كيميائية ”بيريبروكسيفن“، والتي تُسبب تشوّه في البعوض، وأنه قد تم استخدامها لـمدة 18 شهر عن طريق الدولة في مياه الشرب التي يستخدمها المتضررين.

أضافت المجموعة أن حدوث حالات صغر حجم الرأس في البرازيل لا يمكن أن يكون من قبيل الصدفة. أما في كولومبيا، فالمصابون بفيروس زيكا لم تظهر عليهم أعراض صغر حجم الرأس، على الرغم من حقيقة أن لديها ثاني أعلى معدل لانتشار الفيروس بعد البرازيل.

حتى في البرازيل، لم تكن جميع حالات الإصابة بصغر حجم الرأس مرتبطة بفيروس زيكا. نُشرت جريدة الواشنطن بوست تقريرًا يقول أنه بعد فحص الخبراء لـ732 من الحالات، وجدوا أن أكثر من نصف هذه الحالات لم يكن لها علاقة لا بمرض “صغر حجم الرأس” ولا بفيروس زيكا، فقط 270 حالة تم ربطها بفيروس زيكا.

وردًا على التقرير، قامت أحد المدن البرازيلية بتعليق استخدام البيريبروكسفين حتى إشعار آخر. صرحت ”جوا جابرادو دوس ريس “مسئولة الصحة في مدينة ”ريو جراند دو سول“ البرازيلية بأنهم قد قرروا تعليق استخدام المادة في مياه الشرب حتى تعلن وزارة الصحة عن موقفها، وأنهم سيحاولون إرسال نداءات للسكان للقضاء على مواقع تكاثر البعوض على قدر الإمكان.

الأدلة الغير مؤكدة

أما بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فأصرت على أن مادة البيريبوكسفين يمكن وضعها بآمان في مياه الشرب لكن بمستويات مُعيّنة. وصرحت منظمة الصحة العالمية بأنه لم يتم التأكد حتى الآن من وجود رابط بين صغر حجم الرأس وانتشار فيروس زيكا، وهذا يُعطي العلماء وقتًا أكبر للتحقيق في الأمر بشكل أفضل.

ردًا على تقرير شبكة الاتصالات العامة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، قالت الحكومة البرازيلية أنه بعكس العلاقة بين فيروس زيكا ومرض صغر حجم الرأس، والذي تم إثباته عن طريق الاختبارات والتحاليل التي وجدت آثارًا للفيروس في عينات الدم، والأنسجة، والمادة السَلَوية، فإن الربط بين البيريبروكسفين ومرض صغر حجم الرأس لا توجد له أسس علمية، وأضاف التقرير أنه من المهم قول أن بعض المواقع التي لا تستخدم البيريبروكسفين قدمت تقاريرًا تفيد بوجود حالات مرضية لصغر حجم الرأس.

فوفقًا لمقال ”دونا بوواتر“ في التليجراف، فإن مؤسسة الصحة العالمية تقول أن الرابط الحاسم بين فيروس زيكا ومرض صغر حجم الرأس سيتم تأكيده خلال أسبوعين. وأضافت أن توجد دراستان في الأسبوع الماضي أفادتا بوجود أدلة على وجود فيروس زيكا في أنسخة مخ الأجنة التي توفت بعد الولادة بوقتٍ قليل.

قال ”جورج ديميك“ رئيس قسم الصحة في مدينة بيرنمبوكو البرازيلية للـ(BBC)، أن المدينة تمتلك حاليًا أكبر عدد من الحالات المصابة بصغر حجم الرأس، رُغم أن البيريبروكسفين لا يتم استخدامه في المدينة من الأساس. كما أضافت طبيبة الأمراض العصبية ”فينيسا فان دير ليندن“ أن التغيرات التي يلاحظوها عند فحص الأطفال تشير إلى أنه عيب خلقي، لا تسببه المبيدات ولا الأدوية ولا التطعيمات.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى