.
نوّرها

3 أشخاص غالبًا أنقذوا حياتك: موريس هيلمان

كتبت: مها طه

استكمالًا لكلامنا عن 3 من أعظم العلماء في التاريخ واللي إسهاماتهم أنقذت ملايين من البشر، واللي بدأناهم بـ”لويس باستور“ ومن بعده “جوزيف ليستر“، هنتكلم دلوقتي عن العالم ”موريس هيلمان“.

3. موريس هيلمان

يعتبر الأخ الأصغر ما بين 8 أخوات، اتولد سنة 1919، حياته كانت صعبة من بدايتها، لما والدته و أخته التؤام ماتوا فى أثناء الولادة، وعاش فى مزرعة عمه، يربى فراخ ويقرا لـ”تشارلز داروين“، بعدها بدأ يعمل أبحاثه العلمية الخاصة، وفي منتصف العشرينات من عمره، طور ”هيلمان“ أول مصل للبشر عشان يحمي الجنود من الإصابة بالتهاب الدماغ. الأمصال في الجسم بتشتغل أصلًا عن طريق إنها تحفز جهازك المناعى عشان ينتج أجسام مضادة تحارب المرض من غير ما تخليك تمرض بيه، وده بيخلي جهازك المناعي يكوّن ذاكرة تسمح له إن لو المرض جاله تانى، يخلي جسمك يقاومه ويقضي عليه.

عشان تعمل مصل معين، إنت محتاج تنتج كميات من البكتريا أو الفيروس الخاص بالمرض، عن طريق حقنه فى خلايا وتنميتها فى بيئة مناسبة، وأحيانًا ممكن تتم التنمية دي فى بيض الفراخ، ولما نحصل على كمية مناسبة، بنبدأ نشتغل على إضعاف البكتريا أو الفيروس ده، وبكده نقدر نحقنه في الجسم فيحفز الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة، وفي نفس الوقت يبقى مسبب المرض أضعف من إنه يتسبب فى الإصابه بيه.

مبدئيًا لازم يتم حقن كمية كافية من الفيروس أو البكتريا للجسم عشان يحفز إنتاج الأجسام المضادة، وفي نفس الوقت تحافظ على الشخص من المرض، في أثناء دراسة هيلمان لفيروس الأنفلونزا، لقى إن معظم الأجسام بتقاومه وبتنتج أجسام مضادة له، لكنه لقى إن الفيروس دايمًا بيتطور وبتحصل فيه طفرات، وبيعمل ده بنفسه من غير أي أمصال، القفزة الوراثية اللي بيعملها الفيروس بتبقى كافية إنها تغير من شكله، فالجسم مايتعرفش عليه، وبكده نقدر نقول إنه ممكن يتحول لوباء أصلًا زي اللي حصل سنة 1957.

في السنة دي  الأنفلونزا ضربت هونج كونج، وأصابت ناس كتير، وتوقع هيلمان وقتها إن ده نوع جديد من الأنفلونزا اللى انتشرت، لحد ما حصل هو وفريقه على عينة من الفيروس، فلقوا إن معظم اللى أُصيبوا بيه، كان جسمهم بيفتقد الأجسام المضادة اللازمة لحمايتهم منه، وده دفع هيلمان للتفكير سريعًا فى تطوير مصل مضاد. فى خلال سنتين كان الفيروس ده واللى اتعرف باسم ”البرد الآسيوي“ انتشر، وتسبب فى موت أكتر من 2 مليون شخص فى العالم لكن العدد كان ممكن يبقى أكبر من كدة بكتير، لولا تدخل هيلمان.

فى الفترة دي هيلمان كان بيشتغل فى شركة ”ميرك“ للصناعات الدوائية، وبدأ فى تطوير أمصال جديدة ضد أمراض منتشرة ومرتبطة بالأطفال، مثلًا عالم الفيروسات الأمريكي ”جون إندرز“ توصل لمصل ضد الحصبة لكن لما جربوه اكتشفوا إنه سام، هيلمان حاول يطور نسخة تانية أحسن عن طريق تنمية سلالة أضعف فى أجنة الفراخ، المصل ده لوحده بينقذ أرواح أكتر من مليون شخص فى السنة، وبعدها طور مصل ضد النكاف (التهاب الغدة النكفية) عن طريق عزل الفيروس من مسحة خدها من زور بنته، ودي نفس الطريقة اللي استخدمها فى الحصبة، وبعد المصلين دول، توصل لمصل تالت للحصبة الألمانية، وده هو اللي مصل اللى كلنا أخدناه تقريبًا وإحنا أطفال.

فريق هيلمان طور عدد كبير من الأمصال لأمراض كتيرة زى فيروس A وفيروس B والجدرى والتهاب السحايا والالتهاب الرئوي وغيرهم كتير، ده بالإضافة لمساهمتهم فى إنجازات علمية تانية، ومنها عزل نوع عائلة جديدة من الفيروسات المنتشرة واللي بتسبب فى عدوى الجهاز التنفسى فى الأطفال والكبار.

أبحاث العلماء دول هيلمان وباستور و ليستر وكتير غيرهم مهدت الطريق للتطور العلمي، واستخدام العلم فى حماية حياة البشر وإنقاذ أرواحهم من الأمراض اللي كانت ممكن تقضى على أعداد كبيرة من البشر، التلاتة دول حضرتك شخصيًا ممكن تكون من الناس اللي أبحاثهم ساهمت فى إنقاذ حياتهم، وعشان كدة البشرية كلها سجلت أسمائهم  وخلدتها فى التاريخ.


المصادر

youtube  bbc.co.uk  biography

books.google  ncbi.nlm   britannica

sciencemuseum  ncbi.nlm1  boston

nature  ncbi.nlm2  historyofvaccines.

زر الذهاب إلى الأعلى