.
نوّرها

3 أشخاص غالبًا أنقذوا حياتك: جوزيف ليستر

كتبت: مها طه

استكمالًا لكلامنا عن 3 من أعظم العلماء في التاريخ واللي إسهاماتهم أنقذت ملايين من البشر، واللي بدأناهم بـ”لويس باستور“، هنتكلم دلوقتي عن العالم ”جوزيف ليستر“.

2. جوزيف ليستر 

الجراح البريطانى اللى غيّر العمليات الجراحية بشكل كامل، هو اللي خلى الجراحين يغسلوا إيديهم! ليستر اتولد فى ”إسيكس“ فى إنجلترا سنة 1827، والده كان عالم مبتدئ ساهم فى تصميم عدسات الميكروسكوب فى وقت فراغه، ”ليستر“ كان مهتم بالعلوم من صغره، ولما وصل لسن الجامعة كان مهتم بإنه يشتغل جراح، وفى نفس الوقت يعمل أبحاث تساهم فى زيادة المعرفة الطبية بشكل عام، واللي كان العالم فى أشد الحاجة ليها فى الوقت ده.

طبعًا بالنسبة لينا دلوقتى، هو إيه الإنجاز فى إن الدكتور يغسل إيده، ما ده الطبيعى أصلًا، خلينى أقولك عزيزى القارئ، إنك لو عايش فى إنجلترا فى منتصف القرن الـ19، فإنت لو وقعت ورجلك اتكسرت مثلًا، فبسرعة هيتم نقلك لمستشفى، وهناك هتلاقى الدكتور داخل عليك عشان يعمل لك عملية، وماسك فى إيديه أدواته غير المُعقمة، وغالبًا إيديه ملوثة، والبالطو بتاعه عليه بقع دم، وهيبدأ يعملك العملية، أه صحيح نسيت أقولك فى الوقت ده مكنش فيه تخدير على فكرة، فطبعًا لما الدكتور هيبدأ فى العملية إنت هيغمى عليك من الألم، ولما تفوق بقى إن شاء الله، احتمال إنك تعيش أو تموت بيكون فيفتي فيفتي يعني 50%، وده طبعًا نتيجة لكمية العدوى البكتيرية والفيروسية اللي ممكن تتنقل لك.

الجراحين فى الوقت ده كانوا شايفين إن مفيش حاجة يقدروا يعملوها أكتر من محاولتهم إنقاذ المريض لأنهم مكانوش يعرفوا وقتها ”نظرية الجراثيم“، فكانوا فاكرين إن العدوى بتتخلق من الجروح بالتوالد التلقائي. ليستر بعد ما خد الدكتوراه بتاعته، كان مهتم جدًا بإنه يحاول يلاقى طريقة ممكن بيها نمنع العدوى.

ولاحظ ليستر إن المرضى المصابين بكسور بسيطة، بحيث إن الكسر حصل فى العظام بس من غير ما يكون فى جرح فى الجلد، كانت نسبة شفاءهم أكبر من المرضى اللي الكسر عندهم نتج عنه كمان جرح مفتوح ومُعرض للهواء، وده معناه إن مش بس الجرح بتتولد جواه عدوى لأ ده العدوي كمان بتيجى من بره، عشان كدة بدأ يغسل إيديه وهدومه قبل العمليات.

في نفس الوقت، ليستر كان بقى أستاذ للجراحة وعرف عن تجارب ”باستور“ وإثباته لنظرية الجراثيم، وده اللى خلى ليستر يستنتج إنه لو الكلام ده صح والجراثيم الموجودة خارج الجرح هما السبب فى العدوي، يبقى لازم نقتل الجراثيم دي عشان نمنع وصولها للجرح.

فحاول ليستر يوصل للمادة الكيميائية المناسبة اللي هتمنع العدوى، ليستر اختار (حمض الكاربوليك)، والمعروف باسم ”الفينول“، واللي بيُستخرج من قطران الفحم، فى الوقت ده كان الفينول بيُستخدم لتطهير البلاعات، سنة 1865. ليستر بدأ تجاربه على التعقيم باستخدام ”الفينول المُخفف“، فعقم إيديه وأدوات الجراحة والجرح نفسه والضمادات، ده حتى رشه فى الهواء، وفضل يعمل تجاربه و عملياته دي لفترة، وبعد حوالي أكتر من سنة، جمع كل البيانات والنتايج اللي وصل لها، ونشرها فى ورقة بحثية، شرح فيها الطريقة اللي توصل بيها للتطهير والتعقيم، واللي كان لها تأثير كبير على عدد الوفيات بعد إجراء الجراحة.

لكن الاكتشاف ده زي غيره كتير، كان لفته للنظر يعتبر بطئ، بعض الأطباء قالوا إنها طريقة بطيئة جدًا ومُكلفة، أو إنهم جربوها ولقوا إنها مش بتطهر بشكل كافى، وفى منهم اللي ماكنش مصدق أصلًا، لكن سنة 1880، وبعد أكتر من 10 سنين على نتايج المُذهلة اللى وصلها ليستر، بقى مبدأ التعقيم الجراحي مقبول عالميًا.

ليستر كان بيحاول دايمًا يطور ويحسن الممارسات الجراحية خلال شغله، زي مثلًا إنه استخدم غرز مصنوعة من أمعاء قطة بعد تعقيمها، واللي هتتحل من غير ما نبقى محتاجين نفك الغرز دي، ليستر كان الجراح الخاص بالملكة فيكتوريا، وحصل على ألقاب شرفية كتيرة.

”ليسترين“ غسول الفم متسمي على اسم العالم ده، إنجازات ليستر وباستور أنقذت مليارات الأرواح فى العالم كله خلال الـ150 سنة اللي فاتت. ومنهم نقدر نتنقل في المقال اللي جاي للعالم التالت ”موريس هيلمان“، واللي عمل نقلة فى عالم الأمصال عظيمة.


المصادر

youtube  bbc.co.uk  biography

books.google  ncbi.nlm   britannica

sciencemuseum  ncbi.nlm1  boston

nature  ncbi.nlm2  historyofvaccines

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى