.
هيدروجينا

هنحمي البني آدمين من الحيوانات، ولا هنحمي الحيوانات من البني آدمين؟

كتبت: آية اشرف المرسي

اليومين اللي فاتوا انتشرت بوستات كتيرة عن الحادث المرعب والمخيف اللي حصل للكلبة اللي اغتصبها شخص أو اتنين واستخدموا عصا خشبية أو حديدية متسببين لها في تهتك فظيع في الجهاز التناسلي وخضوعها لعملية لإزالة الرحم! طبعا الوصول لتفاصيل كاملة ودقيقة بخصوص اللي حصل صعب لكن المتفق عليه إن في حدث عنيف وقع وله ملامح عامة نقدر من خلالها نتناول كذا نقطة.

مبدئيًا كده هل ممكن إن إنسان يغتصب كلبة؟

بعد الحادث ظهر أكتر من بوست عن إنه تشريحيًا مافيش إنسان يقدر يغتصب كلبة. بالبحث لقيت إن أخر حادث تكلمت عنه الصحافة بخصوص حادث مشابه كان في الهند، 24 أكتوبر، شاب قتل كلبة واغتصبها بعد قتلها وقبضوا عليه ودخل السجن. سألت أهل العلم عشان نعرف هل ممكن لإنسان إنه يغتصب كليه لقيت إنه فعليا تشريح الجهاز التناسلي عند ذكر الكلب مخصص لجماع إناث الكلاب اللي عضلات المهبل عندها قوية جدًا لدرجة إنها ممكن تفتك بالنسيج الليفي بتاع العضو الذكري للإنسان، عشان كده العضو الذكري للكلب بيكون فيه نسيج عظمي خاص والانتصاب نفسه بيحصل بعد الإيلاج.  مع ذلك وارد وجود حالات لممارسات جنسية مع كلاب إناث ولو قليلة، واللي عادةً بتكون الأنثى فيها في مزاج لده أو زي ما نقول بإرادة منها بسبب وجود ألفة وحميمة بينها وبين الشخص _ممكن يكون صاحبها مثلا_  ومع ذلك بتظل خطورة الأمر قائمة. لذلك إنه يتم اغتصاب أنثى كلب فده أمر صعب لكنه مش مستحيل. فغالبًا اللي هنكون متأكدين منه هو إنه بالفعل تم استخدام قطعة حديدية أو حادة في سلوك أشبه بتعذيب الكلبة، للأسف الشديد طبعا.

ممارسة الجنس مع الحيوانات: أول مرة نسمع عنه.. لكِ الله يا مصر!

فعليًا الفقرة دي هنعتبرها معلومات عامة، طبعًا “مقرفة” لكنها تظل معلومة، فطالما تناولنا الموضوع في كلامنا العادي كتير يبقى ضروري نعرف المعلومة الصحيحة.

الميل و ممارسة الجنس مع الحيوانات موجود وقديم قدم الحضارات الموجودة حوالينا. بل إنه في بعض الحضارات النوع ده من الميل الجنسي تجاه الحيوانات كان له دوافع مرتبطة بالمعتقد الديني كالحضارة الإغريقية والمصرية القديمة ، وفي سيبريا القديمة قدر العلماء يكتشفوا ما يدل على ذلك من خلال الرسومات على جدران المعابد والكهوف اللي موجودة من 15 لعشرين ألف سنة، واللي كانت مثيلاتها مرسومة على مقابر المصريين القدماء والإغريق وغيرهم.

الميل الجنسي للحيوانات بينقسم لتعريفين وهما: Zoophilia and Bestiality.

 الـzoophilia، تندرج تحت البارافيليا، وهي ”اضطراب عقلي وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في إصداره الرابع. الاضطراب ده مرتبط ببعض التخيلات والإلحاح والسلوكيات الجنسية تجاه أمور خارجة عن المألوف وممكن تكون حاجات مش أخلاقية أو مش قانونية“، واللي من ضمنها الحيوانات. النوع ده بيكون فيه ميل عاطفي تجاه الحيوانات وكإن الشخص بيدخل في علاقة عاطفية معاهم. أما الـBestiality  فده بيكون فيه الفعل الجنسي بالفعل ما بين الإنسان والحيوان. وفي الواقع، كتير بيتم الخلط بين الأمرين لإن تحديدهم بيحصل وفقًا لمعايير مختلفة وغيره.

فعليًا لحد السنة اللي إحنا فيها دي 2016، مازال فيه بلاد أوروبية بتسمح بالنوع ده من الممارسات الجنسية ومنها فنلندا والمجر ورومانيا وألمانيا والدنمارك. في الدنمارك مؤخرا أعضاء البرلمان طالبوا بتشريعات تجرم النوع ده من الممارسات لأن البلد بقت جاذبة للـanimal sex tourists  أو السياح اللي عندهم ميل جنسي تجاه الحيوانات، لكن في نفس الوقت هنلاقي إنها لم تجرم صناعة وبيع وتوزيع أفلام جنسية عن النوع ده من الممارسات الجنسية.

عشان نوضح أكتر، في أوروبا القوانين بيتم الفصل فيها ما بين الميل والسلوك الجنسي تجاه الحيوانات، وبين صناعة أفلام البورنو اللي فيها ممارسات لبني آدمين مع حيوانات، وبين توزيع وبيع الأفلام دي.. أينعم!

ألمانيا على سبيل المثال لحد وقت قريب كانت بتبيح كل اللي ذكرناه فوق طالما إن الحيوان ما بيقعش عليه أذى، وده اللي علق عليه وزير الزراعة الدنماركي إن الحيوان بطبيعة الحال لا يملك صلاحية الرفض وفرضا لو وقع عليه الأذى هيحتاج الأمر وقت طويل لاكتشافه.

على سيرة القوانين الغريبة، مؤخرًا صدر قانون في ألمانيا بيجرم صناعة أفلام البورنو اللي فيها ممارسات جنسية لبني آدمين مع حيوانات، في الوقت اللي مسموح فيه قانونيا بوجود بيوت ”دعارة“ لممارسة الشذوذ الجنسي مع الحيوانات، واللي زادت نسبته في الفترة الأخيرة بنسبة كبيرة أثارت قلق المسئولين.

فريق من علماء النفس في أمريكا، أجروا استبيان وتوصلوا منه إلى أن نسبة حوالي 40 – 50 % من الأولاد اللي تربوا في مزارع أو ريف وقرى فيهم احتكاك دائم بالحيوانات، قاموا بممارسة الجنس مع الحيوانات ولو مرة واحدة. هتفتكر إن الكلام ده بره عندهم أقول لحضرتك لأ وعندنا وغالبا شكله كده بيسري على أي بيئة مماثلة، وبيكون في الغالب مع حمير أو معيز أو كلاب.

حالة الاعتداء على الكلبة:  دلالات سلوكية أكثر منها جنسية

بناءًا على المعلومات الكتير دي، إسقاط وجهة نظر نسوية على الحادث بتعليقات عما وصل إليه حال الذكر المصري وإن جملة ”شوف لك كلبة“ طلعت حقيقة مش مجاز وغيره مش دقيق في وجهة نظري، خصوصًا لو وضعنا في الاعتبار حوادث بعينها تم ممارسة فيها العنف تجاه  الحيوانات!

كلنا لا يخفى علينا كمية العنف اللي بيتم ممارسته على مختلف الحيوانات بدءا من الأحصنة والحمير اللي بتجر العربيات الكارو، لحد الكلاب اللي العيال بيقطعوا ديولها وهي لسه مولودة أو بيحدفوها بالطوب لو تصادف ولو شافوهم بيمارسوا علاقة جنسية أو القطط اللي بيسمموا أكلها عشان تموت إلى أخره.

الحقيقة اللي حصل للكلبة الوصف الأدق ليه كان تعذيب، وده بيخليني أخاف من فكرة إن سلوك غير سوي بالشكل ده بقى منتشر وقد إيه دلالاته خطيرة. مهاجمة العنف الممارس ضد الحيوانات مش رفاهية ولا شعارات جعجعة لجمعيات حقوق الحيوان زي ما البعض شايف.

العنف الممارس ضد الحيوانات منتشر في الريف والمدن، ووفقا لدراسات في علم الاجتماع، العنف ده ما هو إلا دايرة مفرغة كل جزء فيها بيرد على التاني. كتير من حالات العنف المنزلي تجاه النساء والأطفال بيكون مصاحب ليه عنف تجاه الحيوان الأليف في البيت. وكتير من حالات العنف المنزلي تجاه الأطفال _تحديدًا_ إن ماكنش أغلبها بيتنج عنها ممارسة الطفل بدوره للعنف تجاه الحيوانات واللي بيكون مرحلة ما قبل إنه يبدأ يمارس العنف ده على أشخاص تانية غيره.

ماينفعش أبدًا حادثة زي دي تمر مرور الكرام من غير ما تلفت نظرنا للخلل في طريقة تربية الأطفال حاليًا واللي السلوك ده بيكمل معاهم لحد ما بيبقوا ناس بالغة وكبيرة. الطريقة اللي بيتعامل بيها الأطفال مع غيرهم من الحيوانات بترتبط بطريقة تعاملهم مع الأطفال التانية في المدرسة والنادي والشارع. التقليل من قدر الترابط بين الحاجتين خطير.. التقليل من قدر حادثة بشعة زي دي من غير ما نسأل نفسنا السؤال ده خطير! طبعا كل ده بصرف النظر عن الحقيقة البديهية بإن الحيوان ده روح زيه زيك ومافيش أي مبرر لتعرضها الأذى في كل الأحوال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى