.
ليه وإزاي؟

 كبسولات للإنسولين بدلا من الحقن… والملهم سلحفاة!

كتبت: مها طـه

فريق من الباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا طوروا كبسولة جديدة ممكن استخدامها لتوصيل جرعات الإنسولين المطلوبة عن طريق الفم بدون ألم وشكشكة الحقن اليومية واللي بتعتبر جزء طبيعي معتاد في حياة أي شخص مصاب بـمرض السكر من النوع الأول.

الكبسولة في حجم حبة التوت الأزرق بتحتوي على إبرة دقيقة مصنوعة من الإنسولين المضغوط، وأول ما الكبسولة توصل المعدة بيتم حقن الأنسولين في جدار المعدة. الاختبارات اللي تمت على الحيوانات أشارت لإن الباحثين قدروا يوصلوا نفس جرعة الإنسولين اللي بتوفرها الحقن عن طريق الجلد.

طرف الإبرة دي مصنوع من الإنسولين المضغوط المجفف المجمد بنسبة 100%، باستخدام نفس التقنية المستخدمة في تشكيل أقراص الأدوية. أما باقي الإبرة – الجزء اللي مش هيدخل لجدار المعدة أصلًا- مصنوع من مادة تانية قابلة للتحلل في الجسم.

اعرف أكتر| أحدث تقنيات علاج ”مرض السكر“، والنانو يتألق!

جوا الكبسولة بقى هنلاقي إن الإبرة مرتبطة بحاجة كدة شبه السوستة ومتثبتة من الناحية التانية بحتة سكر، أول ما الكبسولة تتبلع، المياة الموجودة في المعدة هتدوب السكر وبالتالي السوستة دي تتحرك والإبرة تدخل في جدار المعدة، وبما إن جدار المعدة لا يحتوي على مستقبلات للألم، فالمرضى مش هيحسوا بحاجة أصلًا.

وكزيادة في التأكيد، الباحثين صمموا الكبسولة دي بحيث إنها بمجرد ما تنزل المعدة أيًا كان الوضع اللي هتنزل بيه تتصل الإبرة على طول بجدار المعدة وتحقن الجرعة المطلوبة. الباحثين استوحوا فكرة شكل الكبسولة من نوع معروف من السلاحف الأفريقية اسمها “سلحفاة النمر” اللي بتتميز بصدفة شديدة الانحدار بتديها ميزة مهمة جدًا، بإنها تقدر تصحح وضعها لو اتقلبت على ظهرها.

صورة توضيحية لشكل الكبسولة المستوحى من سلحفاة النمر
سلحفاة النمر/ صورة: إنترنت

الباحثين استخدموا نموذج حاسوبي – كومبيوتر يعني 😀 – عشان يعدلوّا من شكل الكبسولة وفقًا للمعلومات اللي استوحوها من السلحفاة، وده بيسمح للكبسولة إنها تعيد توجيه نفسها جوا المعدة على الرغم من الحركة المستمر للمعدة وحتى لو المريض نفسه أخدها بوضع معين أو اتحرك بعدها، الإبرة اللي في الكبسولة عارفة طريقها.

بمجرد ما بيدخل سن الإبرة في جدار المعدة، الإنسولين بيتحقن ويبدأ يدوب وتقريبًا في خلال ساعة بتكون جرعة الإنسولين كلها تم ضخها في الدم، لكن معدل الذوبان ده ممكن التحكم فيه من الباحثين في أثناء تحضير الكبسولة نفسها وبالتالي تناسب الاحتياجات المختلفة للمرضى.

اعرف أكتر| فيتامين ب17 ووهم وجود مرض السرطان!

فريق البحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا شغالين حاليًا على تطوير التكنولوجيا المستخدمة وتحسين عملية تصنيع الكبسولات دي، بحيث تكون الكبسولات دي قادرة على توصيل أي نوع من الأدوية البروتينية اللي بتتاخد عن طريق الحقن في الأغلب، زي أدوية المناعة المستخدمة في علااج التهاب المفاصل الروماتويدي او مرض التهاب الأمعاء وغيرهم.

جدير بالذكر إنه من كام سنة، نفس فريق الباحثين من كلية الطب جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قدروا يطوروا كبسولة مغطاة بعدد من الإبر الصغيرة الدقيقة اللي ممكن استخدامها في حقن الأدوية (البروتينات) ف جدار المعدة أو الأمعاء الدقيقة، أما في الكبسولة الجديدة فقدروا يطوروا التصميم بحيث تبقى إبرة واحدة وبعد كده يتم هضمها عن طريق أحماض المعدة من غير أي تاثير يُذكر.

البحث ده ثمرة تعاون ما بين فروع مختلفة من العلم، اجتمع فيها الطب مع الهندسة مع الفيزياء وعلم الحيوان ونتج عنها علوم جديدة زي “bioinformatics” و “biotechnology” ساهمت في إيجاد حل واعد لمشكلة مؤرقة لملايين من البشر اللي بيعانوا من مرض السكر وزيادة عليه كمان روتين يومي من الحقن والألم.


المصادر: news.MIT

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى