.
غير مصنفمشاركات حرة

فيلم الخيال العلمي IO: عن حرب الإنسان البيولوجية مع الأرض

كتبت: فاطمة محمد

تخيل كده إن يتطلب منك تهاجر بره بلدك أو المكان اللي إنت عايش فيه.. هتزعل مش كده؟ طب لو اتطلب منك إنك تهاجر بره الكوكب خالص؟ طب يا تري ليه؟

ده اللي بيطرحه فيلم الخيال العلمي “IO” من بطوله مارغريت كوالي في دور (سام) وأنتوني ماكي في دور (مايكا)، إخراج جونثان هيلبرت وديلفين بيرتيناد وتأليف كلاي جيتير وويل بسانتا وكيرليس سبانو. تخيل تقوم من النوم الصبح تلاقي الحياة إختفت تماماً من علي كوكب الأرض وماتبقاش عليها إلا يا دوب نفرين في محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكوكب على أمل إن لسه ممكن يبقي فيه فرصة للحياة.

مارغريت كوالي (سام) عالمة شابة، تعتبر أخر الناجين على كوكب الأرض، قررت تعيش لوحدها على الكوكب على أمل إنها تقدر تعيد الحياة لبعض الأنواع من الكائنات الحية زي النحل من خلال خلق بعض الطفرات الوراثية والتعديل في جيناتهم بحيث يقدروا يتكيفوا على الظروف الجديدة على الكوكب.

طب هي نفسها قدرت تعيش إزاي ومفيش حياة؟! سام اعتمدت على أقنعة الأكسجين مع وجود صوَب لزرع الخضروات للأكل بطريقة تعيد الدورة الطبيعية للنبات، واللي من خلالها يقدر ينمو حتى تحت ظروف صعبة فيها قدر قليل من الأكسجين الطبيعي.

طب وبقية سكان الأرض راحوا فين؟! للأسف منهم اللي مات ومنهم اللي كان محظوظ وقدر يلاقي له مكان على مستعمرة “آيوا” اللي بتقع خارج كوكب الأرض وفيها أكبر عدد ممكن من الناجين. سام مش بس قررت تفضل على الأرض لكنها كمان ماكنش عندها أكسجن يكفىها خلال رحلتها للوصول للمركبات الفضائية اللي هتقوم بأخر رحلة لمستعمرة آيوا، خصوصًا إن بره المنطقة اللي هي عايشة فيها مفيش أوكسجين بالعكس في غازات سامة وتلوث تام.

في الوقت ده سام هتتفاجيء إنها مش الناجية الوحيدة وإن في ناجي تاني غيرها مايكا (أنتوني ماكي)، اللي قدر ينجو من المكان اللي كان عايش فيه بواسطة منطاد من الهيليوم. مايكا هيقرر إنه هياخد سام معاه في وينطلقوا للمركبات الفضائية اللي رايحة المستعمرة اللي بتمثل محطة انتقالية مؤقته مفرتض هينطلقوا منها لكوكب “بروكسيما بي” واللي يشبه إلي حد كبير كوكب الأرض وبيبعد عننا عشر سنين ضوئية.

ورغم تعارض اتجاهات الرياح وعدم كفاية الهيليوم ومحاولات سام ومايكا التغلب على المشاكل دي واللي فعلا قدروا يحلوا بعض منها، إلا إن سام تقرر البقاء وتقلع قناع الأكسجين وتتعرض للتلوث.. يا ترى ليه عملت كده؟ مش هاحرق لكم الفيلم.

صورة: NETFLIX

السؤال يا تري هييجي يوم زي كده علينا فعلا؟ الأرض تطردنا حرفيًا.. ولو حصل هنتصرف إزاي؟

رأيي بكل بساطة إنه أه ممكن جدا ييجي الوقت ده يوماً ما، و ده طبعاً ممكن يكون بسبب الاحتباس الحراري وتغير المناخ كعامل أول.. بس أكيد مش ده السبب الوحيد.

إحنا لو قدرنا نعدل في الجينات بتاعتنا زي ما سام عدلت في خلايا النحل عشان تعيش ممكن إحنا كمان نقدر نعيش. أثناء ما سام كانت بتدور علي أي حياة علي الكوكب لقت بعوض وحشرات مائية قادرة تعيش في مستوي عالي جداً من التلوث في وجود تركيز عالي من الأمونيا. إحنا بنتنفس علي الأكسجين لإن من غيره خلايانا مش هتقدر تنتج الطاقة اللي محتجاها وهتموت، الحشرات المائية اللي لقتها سام كانت عايشة في تركيز عالي من الأمونيا لإنها بتقدر بتتنفس علي النيتروجين بدل الأكسجين في أي وسط.

لو قدرنا نعدل في الجينات بتاعتنا عشان نتنفس علي أنواع مختلفة من الغازات ممكن جدا نقدر نعيش من غير أقنعة أكسجين، أو نعدل في جينات المناعة بتاعتنا بحيث إنها ماترفضش التلوث اللي بتقابله وتتكيف معاه عادي زي ما سام حاولت تعمل من خلال إنها حقنت نفسها كذا مرة في سبيل البقاء علي قيد الحياة وسط الغاز السام.

لقطة من فيلم الخيال العلمي “IO”

عشان نبقي واقعيين التعديلات الجينية مش بتحصل بالسهولة دي. كما إننا مش هنقدر نعمل تعديل جيني في الجيل الحالي، بس نقدر نحققه في الأجيال الجديدة قبل ما تتولد، بإننا نعدل في جينات المناعة بتاعتها، وهي لسه بتتكون جوه رحم الأم ونزرع وندخل اللي إحنا عايزينه، فجهاز المناعة يتعرف عليها علي إنها جزء من الجسم نفسه، وبالتالي لما يخرج للعالم الخارجي مش هيتأثر بالعوامل المحيطة.

عشان نكون منصفين الفيلم فكرته حلوة لكن العناصر اللي بتخدم الفكرة قليلة شوية؛ بمعني فين كوكب بروكسيما اللي يشبه الأرض ده؟ إزاي في حياة عليه ولأي مدي جسمنا والجينات بتاعتنا يقدروا يتعايشوا مع المناخ بتاعه؟ هنا كان دور المخرج إنه يضيف الإثارة العلمية للفيلم. كنت أتمنى الفيلم يطول ونكمل الرحلة للكوكب. التصوير كانت مقتصر علي مكانين فقط؛ مكان بأكسجين نقي ومكان بيتنقلوا فيه بأقنعه أكسجين. خلاف إن المخرج هنا غفل نقطة مهمه أوي وهي إننا نعرف إزاي بطل الفيلم قدر يعيش في المناخ الملوث ويبني مركبة هيليوم توصله لمكان سام؟

ده رأيي بكل بساطة، أنت كمان تقدر تشاركنا برأيك وتقولنا من وجهة نظرك إيه اللي كان ناقص الفيلم ده عشان يوصل الفكرة بشكل أفضل؟ وهل يا تري سام ماتت لما اتنفست الغاز السام ولا حقنها لنفسها قدر يكون عندها مناعة تمكنها من العيش في الظروف دي؟ شاركنا برأيك.


فاطمة محمد// طالبة بقسم كيمياء حيوية بكلية العلوم جامعة عين شمس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى