الحب ولّع في الدرة .. من أجل نبتة جديدة!
كتبت: يارا كمال
إيه فكرتك عن بداية النار على الأرض؟ كان فيه إنسان بدائي كده معدّي مثلًا قرر يحك حجرين في بعض، فطلعوا نار. طب يا ترى مفيش أي مصدر للنار تاني؟ يعني كبريتنا وولاعاتنا بس هما اللي بيولعوا الدنيا؟
حرائق الغابات: الطبيعة تشعل الفتيل
في الحقيقة، لأ، لإن الطبيعة أحيانًا بتعمل حرايق بنفسها اللي هي (حرايق الغابات). فيه نظرية في علم الإنسان بتقول إن الهومينيد الأوائل (ودي كائنات شبيهة بالإنسان) اعتمدوا على حرايق الغابات في إنهم يحصلوا على النار عشان يتدفوا ويطبخوا ويشوفوا في الضلمة. والإنسان البدائي كان بيحترم ويقدّر الحرايق دي مع إنها تبان حاجة وحشة ومؤذية.
الحرايق دي ممكن تسببها الشمس أو البرق، ودلوقتي أغلب حرايق الغابات بيسببها الإنسان، سواء كان حرق متعمّد أو بسبب ألعاب نارية أو النيران اللي بيولعها في المخيمات أو السجاير المولعة .. إلخ.
فيه حوالي 5 مليون فدان في المتوسط بيتحرقوا كل سنة في الولايات المتحدة الأمريكية. الفكرة إن كل مادة ليها درجة حرارة بتشتعل عندها، مادام فيه أكسجين. درجة الحرارة دي بيسموها ”نقطة الوميض“ (flash point). نقطة الوميض في الخشب هي 300 درجة مئوية. مادام فيه أكسجين ومادة قابلة للاشتعال (اللي هي الوقود وهنا هو الخشب أو الأشجار)، ومصدر للحرارة، هيبقى فيه نار.
طب بغض النظر عن حرايق الغابات اللي بيسببها الإنسان، ليه الطبيعة بتولّع في نفسها؟
ليه بتقوم حرايق من غير ما حد من البني آدمين يعمل حاجة؟
على فكرة الحرايق دي طيبة، بالنسبة للغابة اللي بتتحرق نفسها. مع إن الكلام ده غريب شوية، بس خلوني أوضح لكم ده بيحصل إزاي. فيه أنواع من أشجار الغابات زي الصنوبريات بتحتاج للنار عشان تبقى على قيد الحياة. إزاي بقى؟
في الغابات الغنية بالصنوبريات، في الجزء الغربي من أمريكا الشمالية، فيه أنواع من الصنوبريات بتسعى لأشعة الشمس على طول. بذور الأنواع دي بتنمو في المناطق المشمسة من الأرض. تخيّل كده غابة مليانة أشجار عالية، فأرضها هتكون متضللة بكل الأشجار دي. الشتلات بتبدأ تتنافس مع بعضها، وكل واحدة تحاول تحصل على ضوء أكتر، عن طريق النمو أسرع وبشكل مستقيم أكتر من الشتلات اللي جنبها.
مع الوقت، الأشجار الصنوبرية دي بتزيد لدرجة تخليها عاملة زي الشمسية اللي بتمنع أشعة الشمس توصل للأرض. طب إيه الحل؟
خلونا نعرف الأول إن البذور بتكون موجودة في المخروط الصنوبري اللي لما بينضج بتتحرر منه البذور، بس هي دلوقتي لما بتقع على الأرض، مابتلاقيش الشمس اللي من غيرها مش هتكبر.
الأشجار دي تكيفت مع المشكلة دي بإنها بقى عندها نوعين من المخاريط: النوع الأول: Annual cones، والنوع التاني: serotinous cones. البذور في النوع الأول بتتحرر بشكل طبيعي وعفوي، أما النوع التاني، فده بيحتاج مثير بيئي عشان يحرر بذوره. النوع ده بينتج بالآلافات، وبتبقى الواحدة مغلقة في كبسولات مقاومة للميه. كتير من مخاريط النوع التاني بتقدر تصمد على الشجر لعشرات السنين، حتى المخاريط اللي بتقع على الأرض بتفضل قابلة للبقاء لمدة سنين طويلة.
لحد ما تيجي اللحظة الحاسمة..
لما الحرارة بتعلى بشكل كافي، المخاريط دي بتفتح. لما حرايق الغابات بتحصل، بتمسك في الأشجار القصيرة شوية، وتفضل تزيد وتعلى لحد ما توصل للنوع التاني من المخاريط اللي اتكلمنا عليه. لما درجة الحرارة بتوصل لأكتر من 115 – 140 درجة مئوية، تبقى هي دي اللحظة اللي البذور ممكن تتحرر من المخاريط.
في الوقت ده بتتحرر ملايين البذور، اللي بيشيلها الهوا السخن عشان غابات جديدة تتكوّن. بعد الحريقة، التربة بتبقى غنية بالكربون وبتبقى الدنيا مفتوحة لأشعة الشمس بقى، ما هي خلاص الحريقة كلت الأخضر واليابس. وبكده البذور تقدر تنمو بسرعة وتكوّن غابة جديدة. من الآخر من غير الحرايق دي، فيه أنواع في الغابات دي ممكن تموت وتنتهي، وبالتبعية الكائنات اللي عايشة في الغابات دي هتتأثر بشكل كبير.
المصادر: