.
حيّ يرزق

5 حيوانات برية مصرية اتبعوا حيل غريبة للبقاء على قيد الحياة

كتب: أحمد حسين

من أول ما بدأت ادخل على اليوتيوب بشكل يومي وأنا اكتسبت عادة مش متأكد إذا كانت كويسة ولا لأ، بس هي عمومًا عادة ممتعة بالنسبة لي، وهي إني ممكن أكون بتفرج على مشهد من فيلم بحبه، وفجأة آلاقي نفسي بتفرج على فيلم وثائقي عن صناعة المكرونة في الصين وإزاي راحت إيطاليا عن طريق الرحالة ماركو بولو، اللي كل معرفتي عنه كان إعلان بيتعرض على سبيس تون زمان بيقول: “أنا ماركو بولو، وهذه ستائر ماركو بولو المميزة”، فيعني اكتشاف إنه رحّالة مش بتاع ستاير من حسنات يوتيوب الكتير الحقيقة.

5 حيوانات برية مصرية اتبعوا حيل غريبة للبقاء على قيد الحياة

من ضمن الأفلام الوثائقية اللطيفة جدا اللي لقيته بالصدفة كان فيلم اسمه “الحياة البرية في مصر”، وأنا الصراحة بحب أفلام الحياة البرية وبحسها ملهمة ومبهرة. تحمست وشوفت الفيلم اللي أبهرني كونه بيتكلم عن حيوانات برية أغلبها ماكنتش أعرف إنها موجودة في مصر، ولا إن التنوع البيولوجي الجميل ده موجود بالأساس، ولا إزاي قدرت الحيوانات دي تتغلب على الظروف البيئية الصعبة اللي موجودة فيها.

الحياة البرية في مصر: Nat Geo AD

ممكن نقسّم الفيلم إلى 3 أقسام رئيسية:

  • القسم الأول في البحر، وخصوصًا التنوع الخاص بالبحر الأحمر، اللي يعتبر -بحسب وصف الفيلم- من أكتر البحار ملوحة، ورغم الملوحة دي موجود فيه حيوانات متنوعة كتير.
  • القسم التاني في الصحراء، وهو الأكبر طبعًا بسبب المساحة الكبيرة -حوالي 95% تقريبًا من مساحة مصر- اللي بتحتلّها الصحراء، واللي الفيلم أيضًا وصف ليلها بإنه “ليل الموت والحياة” بسبب كمية الأكشن والإثارة ومعارك البقاء اللي بتحصل بليل بين الحيوانات المختلفة بسبب خروجهم للبحث عن الطعام، كونهم بيبقوا صيّادين وفرائس في نفس الوقت.
  • أما القسم التالت فخاص بنهر النيل وحياة الحيوانات المختلفة على ضفافه الممتدة بطول مصر من أسوان لحد ساحل البحر المتوسط، وبيحمل أنواع كتير من الحيوانات، هنتكلم عن أشهرها لما نوصل للقسم ده.

كمان، في الفيلم هنلاقي بعض الأقسام اللي ممكن نوصفها بإنها نقلات بين الأقسام الرئيسية، زي الجبال في سيناء وبعض ينابيع المياه في أماكن مختلفة من اليابسة المصرية، واللي هنتكلم عليهم في قسم خاص في نهاية المقال، لأنهم يستحقوا بصراحة.

القسم الأول: ثعابين البحر الأحمر أعشاب مُتخفيّة!

البحر الأحمر بيفصل بين القارة الإفريقية والآسيوية، وفيه زي ما قلنا أنواع مختلفة من الكائنات البحرية. نزلت الكاميرا لأعماق البحر الأحمر لحد الرمال الموجودة في القاع، ولقيت أعشاب بتتحرّك، شيء طبعًا لطيف بس مايشدّش يعني. بس مع شوية تركيز هتلاحظوا إن الأعشاب دي ليها عيون وفم وبتتحرّك بشكل غريب شوية. مع تقريب الكاميرا شوية اكتشفت إنها ثعابين، يُطلق عليها ثعابين البحر أو ثعابين الحديقة (Garden Eels). تختلف التعابين دي عن تعابين البحر التانية في إنها مابتمشيش على القاع، وإنما بتحفر فيه حفرة وتقعد فيها.

صورة: ddfl.org

ثعابين الحديقة أو البحر، طول الذكر البالغ فيهم ممكن يوصل لمتر و20 سنتي، وبيحفروا على عمق من 5 إلى 20 متر، وبيطلعوا مع بعض وبيتحركوا بالتمايل اللي يشبه تمايل الأعشاب والنبات ده، علشان يلتقطوا العوالق أو الأجزاء الباقية من الحيوانات المائية اللي وصلت لهم مع التيّار. ثعابين البحر بتفضل عايشة طول حياتها في الحفرة دي، ومابيسيبوهاش حتى وقت التزاوج، ده غير إنها بتستخدمها كملجأ آمن بعيد عن الحيوانات البحرية الأخرى، وبتقدر تستخبى فيها بسرعة لو حسّت بالخطر، وبكده تقدر تعيش لأطول فترة ممكن وتتغلب على ظروف الصيد سواء من الصيّادين أو الحيوانات البحرية الأكبر.

القسم الثاني: الصحراء الكبرى.. نهار النار وليل الحياة والموت

القسم الأكبر في الفيلم، فمنطقي جدًا يكون فيه تنوع أكبر من باقي الأقسام، لذلك هنتكلم فيه عن 3 حيوانات: أفعى القرون أو ما تُسمى بالـ”قرناء”، والسقنقور العادي أو سمكة الرمال، وأخيرًا اليربوع المصري أو اللي بنقول عليه في اللغة العامة “الجربوع”. وكل واحد فيهم هنتكلم باختصار عن طريقة تعايشه مع بيئة الصحراء الصعبة، سواء في النهار شديد الحرارة، أو في الليل شديد الخطر.

أفعى القرون – Cerastes

متوسط طولها حوالي 50 سم. شكلها مرعب كون عيونها جاحظة شوية وقرونها واضحة للعيان فيعني ممكن تفكرك بالشيطان اللي بيرسموه في الكارتون. أفعى القرون دي بقى من ذوات الدم البارد، بمعنى إن حرارة جسمها بتتأثر بالبيئة المحيطة، لذلك بتحب أكتر تخرج في الليل، لكنها لو فضلت موجود لبعد الشروق مثلًا، فبتتحرك بشكل غريب جدًا على الرمال علشان أولًا ماتغرسش فيه، وثانيًا عشان ماتتأثرش بحرارة الرمال المرتفعة، فبتتحرك بالورب بشكل مميز عن طريق جزئين في جسمها اللي بتتنيه، وده بيتيح لها إنها ماتلمسش الرملة بجسمها كله.

أفعى القرون: Wikipedia

أما في الليل، فهي بتخرج زي أغلب حيوانات الصحراء تدوّر على أكلها، والميكانيزمات اللي بتستخدمها مبهرة. أولهم إنها بتقدر تستشعر الهواء اللي حواليها من خلال لسانها، وعن طريقه تقدر تعرف إذا كان في حيوان بري موجود حواليها ولا لأ. والتانية إنها بتقدر عن طريق بعض الاهتزازات إنها تدفن جسمها تحت الرملة، وعينيها وقرونها بس اللي يبقوا ظاهرين، فتقدر بسهولة تصطاد أي فريسة تعدّي جنبها، واللي غالبًا بيكون أحد الحيوانات اللي هنتكلم عنها دلوقتي.

اليربوع المصري – Egyptian jerboa

حيوان صغير طوله تقريبًا 11 سم، له رجلين طوال وودان طويلة وعيون كبيرة وإيدين قصيرين جدًا، وطريقة مشيه تشبه شوية لطريقة الكُنغُر. الحيوان الصغير ده بيتغلّب على البيئة الصعبة عن طريق إنه بيحفر جحور مختلفة كل يوم يبات فيها لحد ما ييجي الليل، ويطلع يتمشى في الليلة حوالي 10 كيلومتر بحثًا عن الأكل، وبيتغذى على الحشرات الصغيرة والنباتات.

اليربوع المصري: Flickr

اليربوع المصري بيعتمد على كميات صغيرة من الميّه بيكتسبها من النباتات. وبيتغلّب على قلة الميّه فيما يخص النضافة بإنه بيقدر يفرد جسمه على الرملة وينضّف نفسه فيها. ورغم صغر حجمه بيقدر يهرب من المفترسات قبل ما يوصلوا له، مش لأنه بيجري بسرعة وبس، لكن كمان ودنه كبيرة الحجم بتساعده إنه يسمع اقتراب المفترسات دي من بعيد، وعينيه الواسعة بتمكنه إنه يشوفهم لو كانوا في مرمى بصره طبعًا.

السقنقور أو سمكة الرمال – Sandfish

سحلية صحراوية بتعتبر في الطب الشعبي ذات أهمية، نظرًا للاعتقاد بإنها بتعالج العديد من الأمراض، وده بيؤدي إلى صيد أعداد كبيرة منها للأسف. المهم إنها بتتغذى على الحشرات وبعض الحيوانات الصحراوية الأخرى زي الفنك الصحراوي. وزي ما هي صيّاد بالنسبة لبعض الحيوانات، فهي فريسة أيضًا لحيوانات أخرى زي أفعى القرون، لكنها مش فريسة سهلة خالص.

اعرف أكتر| سحالي بتعيط بدل الدموع دم!

ببساطة، الفكرة مش في سرعتها هنا ولا قوتها، الفكرة في إنها بتقدر تعوم تحت سطح الرملة، يعني تنزل بكامل جسمها وتختفي تمامًا جوة الرملة، وتفضل تعوم لحد ما تدرك إن المنطقة أمان تقوم طالعة. وزي أغلب حيوانات الصحراء لونها قريب من لون الرملة، وده بيخليها تندمج معاها بشكل يصعب على غيرها التفرقة بينهم حتى لو شافها صدفة.

السقنقور: Wikimedia

القسم الثالث: على ضفاف النيل

أحد أطول الأنهار في إفريقيا واللي بيمتد من إثيوبيا لحد عندنا، وعندنا بقى مشهور بحاجات كتير، الفلوكة والكورنيش وأستاذ محمد فؤاد عاشق النيل، اللي مفيش فيلم له تقريبًا يخلى من كلام عن النيل، سواء في سياق للكلام أو من غير سياق. المهم يعني، إنه في النيل بيعيش واحد من أشهر الحيوانات المصرية/الإفريقية، الحيوان الزاحف اللي عايش تقريبًا من حوالي 200 مليون سنة.. تمساح النيل.

تمساح النيل: Pixabay

يعتبر أصغر شوية من تمساح المياه المالحة، بيبلغ طوله من 3 إلى 5 متر، وبيزن في المتوسط ما يقرب من 200 كيلوجرام وأكتر، جسمه قوي وفكه فتّاك بأي فريسة ممكن تقّرب منه، مرعب جدًا طبعًا، ومبهر في نفس الوقت، إن حيوان يعيش كل المدة دي من غير ما يحصل له حاجة، ولا يكون حتى مهدد بالإنقراض رغم سعي البعض لتحويله لمنتجات جلدية.

الفكرة فيه غير إنه حيوان قوي ومهيب، إنه بيقدر يتحمّل الظروف الصعبة زي الجفاف والأجواء شديدة الحرارة، بإنه يعمل ما يُسمى بالسُبات الصيفي (Aestivation)، أو زي ما وصفه الفيلم بالـ”توقف الإحيائي”، ودي حالة بيدخلها تمساح النيل بيفضل فيها فاتح فكّيه وبيتنفس أكبر قدر من الهواء علشان يفضل عايش ويتغلب على شدة الحرّ. كمان كونه من ذوات الدم البارد _زي أغلب الزواحف_ بيخليه بيقدر يتعايش مع فكرة الأكل القليل، خصوصًا في فترات السُبات دي. يعني لو روحت جنينة الحيوانات في يوم حر شوية ممكن تلاقي التمساح في سبات صيفي.

اعرف أكتر| التعبان vs التمساح: المعركة لا تنتهي بالالتهام!

القسم الخاص.. ما تبقّى على الهامش

وعلشان أكون وفيت بوعدي، هقول لكم عن الحيوانات اللي ذُكرت في الفيلم، ولو شدّكم اسم حيوان ممكن تحاولوا تبحثوا عنه أكتر وتشوفوا صور وفيديوهات له، أو أدعوكم لمشاهدة الفيلم لو حسيتوا إن الأمر يستحق، لأنه كان بالنسبة لي تجربة لطيفة وتستحق.

فيما يخص جبال سيناء، هتلاقوا فيها أفعى الكوبرا المصرية، والضب الأزرق، والصقر. أما في البحر، فهنلاقي الأطوم أو بقر البحر _حيوان تاريخي فعلًا جدير بالاهتمام_ وسمك قرش الحوت -أحد عمالقة البحار. وفي الصحراء هنلاقي العقرب والعنكبوت الجملي.

أما على اليابسة القريبة من الماء جت سيرة السرطان الكماني أو السرطان عازف الكمان (Fiddler Crab)، وده نوع لطيف جدًا الذكور فيه بيكون عندها طرف أكبر من طرف فيما يخص مخالبه، ولما بيجي ياكل بياكل بالطرف الأصغر العوالق اللي بتبقى على الطرف الأكبر فبيظهر كأنه بيعزف على الكمان.

السرطان عازف الكمان: Wikipedia

وفي اليابسة القريبة من الماء ذُكرت السلحفاة المائية. وفي الأماكن الصحراوية اللي بيكون فيها ميّه قليلة ذُكرت القُطويات أو الدجاج البرّي -بحسب الفيلم- (Sandgrouse)، وفيه ميزة عجيبة جدًا، هو إنه بيقدر يشيل الميّه داخل الريش الموجود على صدره، علشان يرجع بيها للفراخ الصغيرة.

وكمان هتشوفوا الروبيان الشرغوفي، اللي أول ما بيبلغ بيبدأ -إناث وذكور- يتزاوجوا بحماس وشغف شديدين، علشان يقدروا يضعوا البيض قبل ما الأحواض دي تتبّخر، علشان الجيل القادم يفضل عايش.

وأخيرًا وليس آخرًا، على ضفاف النيل، ذكر الفيلم حيوانان، أولهم القط البرّي، وده حجمه بيبقى أكبر شوية من القط اللي بيتربى في البيت، والتاني خفساء الروث أو الجعل أو الجعران _في بعض التسميات_ ودول لهم قصة لطيفة هحكي لكم عنها في مقال تاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى