.
هجص بلدي

الوحمة: سيبك من الرنجة يا مراد وركز في الحنية!

كتبت: مها طـه

واحد من أكتر الأفلام اللي ارتبطت بيها في طفولتي هو «الزوجة رقم 13»، والحقيقة معرفش إيه السبب الحقيقي للارتباط ده، هل هي وسامة رشدي أباظة ولا دلع شادية ولا لأن الفيلم أصلًا كان بيتعرض كتير؟!، وبغض النظر عن الأسباب يفضل الفيلم ده من أشهر الأفلام اللي الكل يعرفها.

المهم في الفيلم، شادية وهي عاملة نفسها حامل وبتقول جملتها الشهيرة لرشدي أباظة «مُراد، عايزة رنجة»، ومع استغرابه الشديد، بييجي التفسير العلمي العظيم على لسان حسن فايق، وهو بيقول له «هاتلها رنجة يا أخي، ولا عايز الواد يطلع في وشه بطارخ».

المشهد ده بالنسبة لي كان مثير للسؤال من وأنا صغيرة عن شئ خاص بيّا أنا، عن العلامة اللي شكل الفراولة وطالعة في رجلي دي، لونها وشكلها وحتى حجمها فراولة جدًا يعني، وطبعًا بعدين عرفت إنها وحمة طالعة لي، لكن بسؤال ماما عن الوحمة والفراولة وهل كانت حامل فيّا مش في موسم الفراولة، قالتلي إنها أصلًا وطول مدة حملها فيا كانت بتعيش على مياه الطرشي، وعمرها ما طلبت الفراولة ولا بتحبها!

الموروث الشعبي وربط الوحمة بالوحم

طول عمرنا نسمع إن الحامل لو طلبت أكلة معينة وماجتش، كده البيبي يتولد عنده الحاجة دي موشومة على جلده واللي معروفة باسم «الوحمة»، وتفاديًا للوقوع في المحظور كان بيتم تلبية طلب الحامل حتى لو طلبت رنجة وفسيخ نص الليل أو فاكهة وخضار في غير مواسمهم، لكن الحقيقة فوجئت من حكايات جدتي ومن بعدها أمي، عن ستات سواء من العيلة أو المعارف، كانوا بيتوحموا على حاجات غريبة جدًا، زي الصابون السائل اللي بريحة الليمون أو الطين أو طباشير السبورة!

كل الأمور الغريبة والمثيرة دي خلتنا نسأل: هل يا ترى في سبب علمي حقيقي ورا الكلام ده؟

الصراحة تكاثرت الأقاويل في المنطقة دي، ولكن ظل التفسير العلمي والأقرب للمنطق، هو إن الوحمة، ما هي إلا خدعة بتمارسها الستات بهدف تخويف المحيطين بيها على الجنين وخصوصًا الزوج؛ لأنها في الفترة اللي بتطلب فيها كل الطلبات الغريبة دي، بتكون بتمر بتغيرات هرمونية كبيرة جدًا، لدرجة إنها ممكن تتسبب ليها في حالة نفسية وأحيانًا اكتئاب.

فترة الوحم غالبًا بتكون هي الفترة الأولى من الحمل، وعند أغلب السيدات بتنتهي مع نهاية أول 3 شهور، الفترة دي بتكون فيها التغيرات الهرمونية كبيرة جدًا، وده بيسبب حالة من التوتر والقلق والمشاعر المختلطة، وكل ده بيخلي الأم محتاجة الشعور بالاهتمام بيها وبجنينها. نضيف على كده بقى إن الحمل نفسه بيغير كمان من شهية الأم، وبيدفعها لتناول أطعمة مختلفة وأحيانًا بكميات كبيرة، وغالبًا بيكون الدافع وراها هو إحساس الأم بنقص عناصر معينة في جسمها، فبتحاول تعوضها بتناول أطعمة محتوية على العناصر دي، وده اللي بيفسر أحيانًا طلب الأمهات لبعض أنواع الخضراوات والفواكه في غير موسمها، أو تلاقيها مايلة للحوادق أو مايلة للسكريات على حسب.

أما بالنسبة لأكل الأشياء الغريبة، واللي أحيانًا بتكون سامة زي الطباشير والنفتالين، فالأقرب لتفسيره، هو مرور الأم بحالة نفسية سيئة، بتدفعها لجذب الانتباه عن طريق أي شئ، وعلى الأغلب ده بيكون خارج عن إرادتها أصلًا، الهرمونات تعمل أكتر من كده والله. لكن يظل الأسوء على الإطلاق هو إن أكل الحاجات دي بدافع عشان الواد مايطلعش فيه وحمة معينة، ممكن يتسبب في موت الجنين أصلًا أو على الأقل تسمُم الأم.

الوحمة بين تفسير العلم ومحاولات جذب الانتباه

طب كدة عرفنا إن التهديد بظهور الوحمة، ما هو إلا خدعة نسائية لجذب الانتباه، يا ترى بقى إيه العلامات اللي بتطلع على الجلد دي؟ ويا ترى إيه التفسير العلمي لظهورها؟

مبدأيًا ومن وجهة نظر العلم، الوحمة هي علامة بتظهر على جلد الطفل حديث الولادة أو بعد ولادته بفترة، الوحمة بيكون ليها أشكال مختلفة وممكن تكون بارزة عن الجلد أو سطحية، بتطلع في أماكن مختلفة بما فيها الوجه والمناطق الحساسة، وبتتراوح ألوانها بين الأحمر والبني والبنفسجي وفي بعض الأحيان بتميل للون الأخضر كمان، ملحوظة كمان الشامة وغيرها من العلامات هي كمان بتندرج تحت وصف الوحمة.

الوحمة ليها نوعين أساسيين وهما:

الأول: الوحمة المصبوغة – (pigmented birthmark)

النوع ده غالبًا بيكون لونه بني، وبينتُج عن خلل في عملية تصبُغ الجلد. يعني ببساطة صبغة الميلانين اللي بتدي الجلد لونه، بتتجمع في أثناء نمو جنيني وبتتراكم في منطقة معينة، فلونها يبقى أغمق من الطبيعي وتميل للون البني. ودي أنواعها:

بقع بلون القهوة: أحيانًا تلاقي الطفل ظاهر على جلده بقع لونها بني (لون القهوة)، لو البقع دي واحدة او اتنين يبقى الموضوع عبارة عن الوحمة دي ولا يستدعي القلق، أما لو ظهر على الطفل أكتر من 6، في الحالة دي يكون من الأفضل استشارة طبيب، لأنها ممكن تكون علامة مبكرة لمرض معين.

الوحمة

البقع المنغولية: الوحمة دي بتظهر بلون أزرق رمادي وأحيانًا مخضر، وبتبدو للوهلة الأولى وكأنها كدمة قوية وأزرقت، لكنها في الحقيقة بتبقى موجودة منذ الولادة. الوحمة دي بتظهر أكتر على أصحاب البشرة السمراء، وبتكون في الأغلب في النصف السفلي من الجسم، سواء في الرجلين أو أخر الظهر أو المؤخرة.

الوحمة

الوحمة الخلقية الميلانية: ودي الوحمة المعروفة باسم الشامة أو الحسنة زي ما بنقول، النوع ده من الوحمة منتشر وشائع جدًا، وسببها هو زيادة صبغة الميلانين في بعض مناطق الجلد، واللي بيخليها تظهر باللون البني وأحيانًا الأسود، ومين ينسى شامة حسن الاسمر الشهيرة.

الوحمة

النوع التاني: الوحمة الوعائية – (vascular birthmark)

النوع ده غالبًا بيتراوح لونه ما بين الوردي والأحمر والبنفسجي، وسبب تسميته بالوعائي، هو إنه ناتج عن أوعية دموية غير طبيعية موجودة في الجلد أو تحته، وعلى حسب عُمق الأوعية الدموية دي، بيكون لون الوحمة ، فلو كان التضرر في الأوعية القريبة من سطح الجلد، بيكون لون الوحمة أحمر أو وردي، ولو في الأوعية العميقة، بيكون لونها أميل للأزرق والبنفسجي وكأنها كدمة. ودي أنواعها:

علامات اللقلق: بتظهر على وجه الأطفال حديثي الولادة وعلى جفن عينهم الخارجي، وتحس كأنها بقع حمراء أو وردية متوزعة على الوجه، وبتظهر بوضوح في حالة بكاء الرضيع، لأنها بتتملي بالدم على أثر العياط. النوع ده من الوحمة  بيتولد بيه نصف حديثي الولادة تقريبًا، وفي أغلب الحالات وخلال الشهور الأولى من عمر الطفل بتختفي الوحمة دي تمامًا.

الوحمة

الورم الوعائي الدموي: النوع ده هو المعروف بالفراولة، وبيظهر بلون أحمر أو وردي غامق، وده في حالة إنه سطحي، أما العميق منه، فبيظهر باللون الأزرق أو البنفسجي. الغريب إن الوحمة دي بتصيب الأطفال البنات أكتر من الأولاد. النوع ده بيزيد في الحجم لمدة أول 6 شهور وبعدين يتراجع وينكمش وممكن يختفي تمامًأ في عمر 7 سنوات.

الوحمة

تشوه الشعيرات الدموية: النوع ده تحديدًا صادف إني قابلته على ذراع واحدة من صديقاتي، والحقيقة كان أشبه ما يكون بإن حد جايب طين ولزقه على دراعها، لدرجة إن الجلد في الوحمة دي يبدو وكأنه متشقق زي الطين بالظبط.

النوع ده بيكون لونه غامق وبيميل للبنفسجي لأنه ناتج عن تشوه ما في الأعصاب المسئولة عن توسيع وتضييق الأوعية الدموية أو إن عددها بيكون أصلًا قليل، وبالتالي الدم بيطلع بشكل مستمر على سطح الجلد ويظهر بالشكل ده.

النوع ده منتشر بين حديثي الولادة، والغريب فيه إنه على عكس كتير من أنواع الوحمة ، ممكن حجمه يكون كبير زي اللي ظاهر في الصورة كدة.

الأهم بقى إن الوحمة دي بتتأثر بالتغيرات الهرمونية بعد كدة لجسم الطفل، يعني لو بنت عندها الوحمة دي، فالوحمة هتكبر وتكون أوضح في وقت البلوغ والحمل وانقطاع الطمث، وكذلك الحال لو عند ولد.

الوحمة

في النهاية، موضوع الربط بين الوحمة ونوع معين من الأكل اللي مجاش للحامل ده، اعتقاد عالمي ومنتشر في كتير من الدول زي إيطاليا وأسبانيا وبعض الدول العربية التانية. ونصيحة بقى لو حضرتك مراتك حامل اهتم بيها وتعامل مع تغيراتها الهرمونية بحرص وحب واهتمام، ولو حضرتك أم حامل، تعاملي مع تقلباتك الهرمونية بالمنطق، واستشيري الطبيب المتابع ليكي، في أنواع الأطعمة المختلفة والمفيدة ليكي في الفترة دي.

أما عن الوحمة، فهي غالبًا علامة مميزة للجلد، ومش مضرة في العموم، لكن لو الوحمة ناتج عنها تشوه خلقي ما، أو متسببة في إعاقة ما زي بعض الأنواع اللي بتسد الأنف أو العين، أو اللي ممكن تتطور لأورام، ولذلك فالأفضل إن لو طفلك مولود بأي نوع من الوحمة ، تستشير طبيب في الموضوع.

المصادر: webmd aad kidshealth nhs medicalnewstoday mayoclinic

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى