”اختبار الحمل“ : مبروك المدام حامل

كتبت: يارا كمال

زمان عشان يعرفونا إن المدام حامل في الأفلام لازم يخلوها يا إمّا ترجّع أو تدوخ ويجيبوا لها الدكتور، فيقول: ”مبروك المدام حامل“. كليشيه مصري عادي، حتى بالأمارة الزوج بيرتبك كده ويفرح بأفورة ويقعد يقول لمراته ”اوعي تتحركي .. اوعي تعملي حاجة“، وبعدها بعشر دقايق يقول لها: ”قومي اعملي لي شاي“ عادي يعني.

المهم بقى إنه في الغالب الست بتستخدم اختبار الحمل لو حسّت الدورة الشهرية اتأخرت عندها مما يدعو للشك في احتمالية وجود نونو جاي ع الطريق

طيب اختبار الحمل ده بيشتغل ازاي؟

قبل ما نقول اختبار الحمل بيشتغل إزاي، هناخد لمحة تاريخية سريعة كده عنه، ولإن الفراعنة حاطين علينا في كل حاجة، هما برضه اللي بدأوا هذا الطقس. ماسابوش حاجة العفاريت دول! أول اختبار حمل يرجع تاريخه لسنة 1350 قبل الميلاد في مصر القديمة. كانت الست بتتبول على حبوب القمح والشعير وتستنى. لو الحبوب نبّتت، يبقى مبروك المدام حامل. لو القمح نبّت أسرع، تبقى بنت، ولو الشعير نبّت أسرع، يبقى ولد.

سنة 1963، استخدموا الاختبار ده تاني، ولقوا إنه بيقول فعلًا لو فيه حمل أو لأ بدقة نسبتها 70%، لكن الاختبار ده مايقدرش يحدد نوع الجنين بشكل يُعتمد عليه. رجح العلماء إنه الاختبار بيجيب نتيجة فعلًا عشان بول الست الحامل بيبقى فيه أستروجين أكتر، وده اللي يساعد على نمو البذور دي.

دلوقتي اختبارات الحمل بقت بتوصل لنتايج دقتها عالية في خلال دقايق.

اختبار الحمل بقى بيعمل إيه؟

اختبار الحمل بيدوّر على حاجة واحدة وهي هرمون اسمه ”HCG“. الهرمون ده بيُنتج في المرحلة المبكرة من الحمل، ودوره إنه يبلّغ الجسم إنه مايتخلصش من البطانة الداخلية للرحم الشهر ده. مع الوقت، الهرمون ده بيدعم تكوين المشيمة، اللي بتنقل المغذيات من الأم للجنين.

الاختبار بيبدأ لما البول بينزل على الجزء المكشوف من شريط الاختبار. المفروض إن البول يعدي على 3 مناطق، كل منطقة فيهم ليه مهمة معينة:

أول منطقة هي منطقة التفاعل، وبيكون فيها بروتينات على شكل حرف ”Y“  اسمها أجسام مضادة، ودي بتلقط أي ”HCG“.  الأجسام المضادة دي بيبقى مرتبط بيها نوع من الإنزيمات اسمه ”AB1“ عنده القدرة على إنه يشغّل جزيئات الصبغة، ودي ليها دور مهم هنتكلم عليه كمان شوية.

البول وهو ماشي في الشريط بياخد الإنزيم ده معاه للمنطقة التانية اللي هي منطقة الاختبار. في المنطقة دي بيكون فيه أجسام مضادة تانية بتمسك “HCG”  مع الأجسام المضادة الأولانية اللي جاية بيه من المنطقة الأولى وده بيسمح للإنزيم اللي بيفعّل الصبغة إنه يؤدي دوره، وبالتالي بيظهر الخط الأول على الشريط اللي بيدل على وجود حمل. أما بقى لو مفيش “HCG”، فالبول بيعدّي بالمنطقة دي هو والأجسام المضادة وخلاص.

بعد كده بنوصل للمنطقة التالتة والأخيرة اللي هي ”control zone“، ودي مهمة جدًا لإنها بتبيّن إذا كان الاختبار ماشي تمام ولا لأ. عشان الاختبار يبقى مظبوط، لازم سواء الأجسام المضادة لقت “HCG” أو ملقتوش، إن الإنزيم ينشّط جزيئات الصبغة والخط التاني يطلع. وبالتالي لو فيه خطين (الأول والتاني)، يبقى مبروك المدام حامل، لو الخط الأخراني بس اللي ظهر، يبقى حظ أفضل في المرة القادمة، أما لو الخط الأخير ده مظهرش من الأساس، فكده يبقى الاختبار فيه حاجة غلط.

بس في كل الأحوال ممكن تحصل أخطاء تخلي النتيجة اللي طالعة مش مظبوطة، حتى لو الاختبار يبدو تمام، والخط الأخير طلع. مع ذلك، ممكن تحصل أخطاء، يعني مثلًا الاختبار ممكن يقول إن مفيش حمل، نتيجة إن تركيز ”HCG“ مش كفاية عشان يبان في الاختبار. بعد ما الجنين بيتغرس في جدار الرحم، مستوى ”HCG“ بيتضاعف كل يومين تلاتة. فأحيانًا بيكون لسه بدري شوية على إن الاختبار يطلع بنتيجة بس. ممكن كمان المشروبات تخفف عينة البول، عشان كده بيفضل إنك تاخدي العينة أول ما تصحي من النوم.

وعلى النقيض ممكن الاختبار يقول إنك حامل وأنتِ مش كده بسبب وجود مصادر أخرى للـ”HCG“ زي التلقيح الصناعي والحمل خارج الرحم وسرطانات الرحم والخصية. أيوه سرطان الخصية، يعني لو راجل عمل اختبار حمل وهو عنده النوع ده من السرطان، ممكن الاختبار يطلع إيجابي.

عشان كده أحسن حاجة إن لو واحدة شكّ إنها حامل تروح للدكتور، وهو برضه هييبقى بيشوف نسبة ”HCG“، بس بوسائل مختلفة بتبقى دقيقة أكتر تقدر تحدد مستوى ”HCG“ في الدم.  

طبعًا الدقايق اللي بتستنيها على ما النتيجة تطلع بتبقى طويلة عليكِ جدًا، بس أحسن ما تستني القمح أو الشعير ينبّتوا زي القدماء المصريين.

المصدر: