.
النشرة

العثور على بحيرة متجمدة على سطح بلوتو

كتبت : مها طه

مرت عدة أشهر منذ أن قامت ”New Horizons“ برحلتها التاريخية لبلوتو، ولكن مازالت عملية نقل قدر كبير من المعلومات عنه لمقر وكالة ناسا فى منتصف الطريق.

من بين أحدث النتائج المقدمة من قبل وكالة الفضاء هذا الأسبوع أدلة تُشير إلى أن النيتروجين السائل المتجمد والذى يغطى سطح بلوتو ربما لم يكن دائمًا متجمد كما هو الآن. كما تعتقد ناسا أن التغيرات التى تحدث فى ضغط الغلاف الجوي لبلوتو بمرور الوقت هو ما تسبب فى إذابة الكتل المتجمدة وتدفق السائل فى الماضي، وهذه الفرضية تدعمها تفاصيل سطحية مختلفة عثرت عليها ”New Horizons“.

صرح ”آلان ستيرن“، الباحث الرئيسى فى New Horizons، لوسائل الإعلام يوم الإثنين فى مؤتمر علوم القمر والكواكب في تكساس، أن هذا السوائل ربما كانت موجودة على سطح بلوتو فى الماضي، وأضاف أن أنظار العالم تتجه لفريقهم وتتوقع منه الكثير من الاكتشافات.

وفقًا للعلماء، فإن المظهر المسطح عديم التضاريس الموجود فى الصورة أدناه، يتناقض بشكل صارخ مع التضاريس المتعرجة المحيطة به ما يرجح أن هذا الشكل ما هو إلا بحيرة من النيتروجين السائل، والتي تجمدت فى مكانها منذ الفصل الحار فى تاريخ بلوتو.

وصرح ”ستيرن“ لموقع New Scientist، أن هذا الشكل يبدو أملس كما لو كان السائل قد تجمد على ارتفاع واحد، وأضاف أنه من الصعب التوصل لنموذج بديل من شأنه أن يفسر هذا الشكل الظاهري لكن بالنظر إلى مدار بلوتو فهذه “البحيرة” تقع على بعد عدة مليارات من الكيلومترات من الشمس مع متوسط درجة حرارة سطحية 229 درجة مئوية تحت الصفر، ووفقًا لناسا فإن ما أدى لذوبان النيتروجين، هو الزاوية المائلة والتي تتغير بشكل طفيف عند دوران بلوتو حول الشمس بالإضافة للدورة الكبيرة التى يأخذها بلوتو حول الشمس (248 سنة).

خلال هذه الدورة الطويلة حول الشمس واعتمادًا على التحديد الدقيق للزاوية المدارية، قالت ناسا أن بلوتو تعرض لتغيرات بالغة فى الضغط الجوي بمحاكاتها قد تصل لـ20 ألف ضعف القراءات الحالية للضغط، وهذا يؤثر فى النهاية على درجة حرارة سطح الكوكب. إذا كانت بيانات ناسا صحيحة، فإن هذا كفيل بإذابة النيرتوجين الموجود على سطحه وتكوين بحيرات و أنهار متدفقة منه.

هذه الظاهرة لا تتكرر كثيرًا، فوفقًا لحسابات العلماء فأخر مرة حدث فيها ذلك كانت قبل نحو 800 ألف عام، حينما وصل الميل المحورى لبلوتو ل 103 درجة، أما الآن فبلوتو فى المرحلة الوسطية بين تناقضاته المناخية، وهذا يعنى أننا قد لا نرى هذه ”البحيرات“ مجددًا إلا بعد مرور وقت طويل.

قدم فريق ”New Horizons“ ما يقرب من 40 مقال و أطروحة علمية هذا الأسبوع، فى مؤتمر ”علوم القمر والكواكب“ استنادًا إلى البيانات التى توصلو ا إليها، ومازال التحقق مستمرًا ومحاولة كشف المزيد من أسرار هذا الكوكب البعيد.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى