.
النشرة

الجينات تحدد احتياج مرضى سرطان الثدي للكيماوي

كتبت: يارا كمال  

تختبر دراسة استمرت لخمس سنوات تأثير اختبار يحلل جينات الورم ليحدد ما إذا كانت بعض السيدات المصابات بسرطان الثدي يحتجن إلى العلاج الكيميائي أم أنهن يستطعن تخطي فترة العلاج الكيميائي التي تمتد ستة أشهر بعد الجراحة.

وقال ”ميتش دوسيت“، من معهد أبحاث السرطان بلندن، إن هذا الاكتشاف خطوة إضافية نحو تكييف العلاج وفقًا لكل مريض بشكل فردي.

مازال العلاج الكيميائي هو الدعامة الأساسية لعلاج السرطان، ولكنه منهك: فهو قد يسبب الغثيان والإجهاد وفقدان الشعر وأحيانًا يهدد الحياة أو يسبب مشاكل في القلب، حتى إنه قد يُنتج سرطان جديد.

ولكنه ليس ضروريًا دائمًا، فأورام بعض المرضى تكون عدائية بشكل كبير، وأورام البعض الآخر تكون ساكنة لسنوات عديدة.

في الوقت الحالي، يبنى الأطباء قرارات العلاج على عوامل مثل حجم الورم ومدى انتشاره في العقد الليمفاوية من عدمه.

توصل العلماء الآن إلى مزيد من التطور في تحديد العلاج وفقًا للمريض الفرد، عن طريق الاختبارات الجينية لسرطان الثدي والتي تُجرى على عينات الورم التي تؤخذ من المرضى أثناء الجراحة.

أحد هذه الاختبارات هو  ”Oncotype DX“، وهو يحدد نشاط 21 جينًا ويعطي المرضى درجة من 0 إلى 100، وكلما كانت الدرجة أعلى كان الإنذار أكبر. كان هذا الاختبار يُجرى على السيدات اللاتي لم ينتشر لديهن السرطان في العقد الليمفاوية وذلك لأخذ قرارات بشأن العلاج الكيميائي.

ثم أجري الاختبار على مجموعة تزيد عن 2600 امرأة انتشر لديهن السرطان. كانت هؤلاء النساء يتعرضن للعلاج الكيميائي بالإضافة لعلاج هرموني مثل ”tamoxifen“.

في هذه الدراسة، توصلت النتائج إلى أن سيدة واحدة من بين 6 حصلن على أقل من 12 درجة في اختبار ”Oncotype DX“، وهؤلاء حصلن على علاج هرموني فقط، والذي له آثار جانبية أقل خطورة من العلاج الكيميائي.

بعد 5 سنوات، 6% فقط من المريضات توفين أو شُخصن بعودة السرطان لأجسادهن، مما يعني أن تخطي مرحلة العلاج الكيماوي كانت الخيار السليم، على حد قول أوليج جلز، عضو الفريق البحثي، وذلك لأن دراسات سابقة أظهرت أن العلاج الكيميائي يقلل عودة السرطان بنسبة الثلث (حوالي 33.3%)، أي أن الاختبار الجيني قلل هذه النسبة إلي 4 – 6%. وبالتالي، قد تفوق أضرار العلاج الكيميائي الفائدة التي تعود منه.

وقال ”دوسيت“ إنه حتى استمرار التجربة لتظهر معدلات النجاة بعد 10 سنوات، لا يمكننا أن نعلم إلى أي مدى الامتناع عن العلاج الكيميائي آمن، بالنسبة للسيدات اللاتي انتشر لديهن السرطان. مع ذلك، مازال معرفة درجة اختبار ”Oncotype DX“ لديهن مفيدًا.


المصدر

Footer

زر الذهاب إلى الأعلى