.
ليه وإزاي؟

لسان المزمار؛ صوت الشخير ده جاي منين؟

كتب: أحمد حسين

عندما كنت طفلًا صغيرًا، كنت أحب أن أقف أمام المِرآه، وأبدأ في عمل وجوه عجيبة. في أحد المرات فتحت فمي فوجدت بداخله شيء مُعلق في سقف الحلق يتحرك عندما أتنفس أو عندما أحاول التحدث وأنا على هذه الحالة، وبالرغم من تعجبي في تلك اللحظة من وجود هذا الشيء، لكنني لم أفكر في ماهيته بعد ذلك، ولم أفكر في لماذا هو موجود وماذا يفعل هنا؟

هذا الشيء يُطلق عليه باللغة العربية ”لهاة الحلق – Uvula“ والدارج بيننا هو اسم ”لسان المزمار“. هذا الشيء الصغير الموجود في آخر جزء في الحلق خاص بالإنسان فقط ولا يمتلكه تقريبًا أي نوع من الثدييات الأخرى، والسبب في وجوده هو فعله لأربعة أشياء مختلفة (البلع، اللعاب، الكلام، الشخير).

بالنسبة للبلع فوجود اللهاة في هذا المكان يمنع الأكل من الخروج من الأنف أثناء البلع، فعند بلعك للأكل، يبدأ في المرور على الحلق، فتغلق اللهاة المجرى الخاصة بالأنف والمرتبط بالحلق حتى لا يخرج الأكل من هذا المكان.

أما بالنسبة لـ اللعاب فوجوده مهم جدًا للتحدث والمضغ، لأن جفاف الحلق (الفم من الداخل) يعني بالضرورة عدم القدرة على الكلام أو على المضغ. وجود اللهاة يتيح إفراز الكثير من اللعاب عن طريق الغدد المنتشرة على سطحها مما يتيح لها إفراز كميات كبيرة من اللعاب في أي وقت. هذه الغدد متصله بعضلات تنكمش عند الكلام أو المضغ، وعندما تنكمش يفرز اللعاب بكميات أكبر، ويبدأ اللعاب في الانتشار عن طريق طبيعة اللهاة التي تسمح لها بالتحرك يمينًا ويسارًا لتوزيع اللعاب على الفم كله.

بالنسبة للكلام فاللهاة _كما ذكرت_ تتحرك بسرعة وبشكل كبير، وهذه الحركات كافية لإخراج الكلمات/الغناء بشكلٍ صحيح، لذلك عندما يصيبها أي التهاب يجد الشخص صعوبة في التحدث بشكلٍ عادي.

أما بالنسبة للشخير فالموضوع مختلف. اللهاة واللوزتين يعتبروا أول خط دفاع ضد البكتيريا والفيروسات القادمة من الخارج، عند إصابتهم بأي شيء يتضخم حجمهما، فتقل المناعة بالنسبة بالنسبة للمرئ والحنجرة مما يعرضهما لخطر الإصابة بأمراض كثيرة. كل هذا يمكن أن يسببه الشخير، فاللهاة المتضخمة يمكن العثور عليها عند الشخص الذي يعاني من اضطرابات في النوم مما قد يسبب الشخير.

بالرغم من أهميتها في إبقاء الفم رطبًا للأكل والكلام، إلا أنها تعتبر عضوًا غير حيوي، بمعنى أنه عند تضخمها بشكل كبير مما يعيق البلع أو الكلام، يتدخل الطبيب ويستأصلها (هي واللوزتين) مما يساعد المريض بعد ذلك على البلع بشكل عادي. الشيء الوحيد الذي يمكن أن تعاني منه إذا استأصلتها هو جفاف الفم من الداخل وعدم انتاج/افراز اللعاب كالسابق. لكن عمومًا الجراحة لا تدخّل في هذا الأمر إلا إذا كان تضخمها فيه أذى على حياة الشخص نفسه.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى