.
النشرة

دراسة: الصيام لثلاثة أيام يجدد جهازك المناعي

كتب: أحمد حسين

افترضت دراسة علمية أن الجهاز المناعي للإنسان يمكن أن يُعاد تجديده عن طريق الصوم (التوقف عن الأكل) لمدة ثلاثة أيام، فالصوم لهذه المدة يُحفّز الجسم لإنتاج المزيد من كرات الدم البيضاء، مما يحسّن من أداء الجهاز المناعي حتى لكبار السن. وصف بعض العلماء هذا الاكتشاف بالـ”رائع“.

وعلى الرغم من انتقاد بعض خبراء التغذية للصوم باعتباره شيء غير صحي، إلا أن هذه الدراسة الجديدة اقترحت أن تجويع الجسم يحفزه على إنتاج المزيد من كرات الدم البيضاء الجديدة، والتي تحارب على العدوى.

قال العلماء بجامعة كاليفورنيا الجنوبية أن هذا الاكتشاف يمكنه أن يكون مناسب للبشر الذي يعانون من تدمير الجهاز المناعي، كمرضى السرطان الذين يعالجون بالعلاج الكيميائي. يمكن أيضًا لهذه الدراسة أن تكون مفيدة وفعّالة لمساعدة كبار السن الذين يعانون من نقص في فاعلية الجهاز المناعي، مما يجعلهم عُرضة للأمراض أكثر.

صرح الباحثون بأن الصيام يضغط على زر التجديد الذي يُطالب الخلايا الجذعية بإنتاج مجموعة جديدة من كرات الدم البيضاء، والتي تساعد على تجديد الجهاز الهضمي بالكامل. قال البروفيسور ”فالتر لونجو“، أستاذ علم الشيخوخة والعلوم البيولوجية في جامعة كاليفورنيا، أن زيادة كرات الدم البيضاء (عن طريق الصيام) تعطي الإشارة للخلايا الجذعية لإعادة بناء الجهاز المناعي من جديد.

يجبر الصيام لفترات طويلة الجسم على استخدام ما يخزنه من الجلوكوز والدهون، لكنه يؤدي أيضًا إلى انهيار بعض كرات الدم البيضاء. خلال كل دورة للصيام، يتم استنزاف كرات الدم البيضاء، مما يؤدي إلى حدوث تغيرات تؤدي إلى تجديد الجهاز المناعي.

في التجارب، طُلب من المشاركين بأن يصوموا بشكل مُنتظم لمدة تتراوح بين يومين وأربعة أيام خلال فترة ستة أشهر. وجد العلماء أن الصوم لفترات طويلة خفض أنزيم PKA الذي يرتبط بالشيخوخة، وأحد الهرمونات التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان ونمو الأورام. قال البروفيسور لونجو أنهم لم يتوقعوا أن يكون للصيام لفترات طويلة هذا التأثير الملحوظ في تحفيز الخلايا الجذعية على تجديد الجهاز المناعي.

أضاف بروفيسور لونجو، أنه عند الشعور بالجوع، يحاول الجسم الاحتفاظ بأكبر قدر من الطاقة، وواحدة من الأشياء التي يمكنه عملها للحفاظ على هذه الطاقة هي إعادة تجديد الخلايا المناعية التي لا يحتاج إليها الجسم، خصوصًا تلك التي أصابها تلفٌ ما.

أوضح البروفيسور لونجو، أنهم لاحظوا في تجاربهم _على الإنسان أو الحيوان_ أن عدد كرات الدم البيضاء تنخفض مع الصيام لفترات طويلة، ثم عند إعادة التغذية تبدأ خلايا الدم بإعادة تجديد نفسها، مما جعلنا نفكر من أين تأتي هذه الخلايا الجديدة؟ اكتشفوا أيضًا أن الصوم لمدة 72 ساعة يحمي أيضًا مرضى السرطان من تأثير الكيماويات السامة.

ومع ذلك، شكك بعض الخبراء البريطانيين في البحث. قال الدكتور ”جراهام روك“، أستاذ علم المناعة بجامعة كلية لندن، أن هذه الدراسة بدت غير مُرجحة. وقال ”كريس ماسون“، أستاذ الطب التجديدي بجامعة كلية لندن، أن هناك بعض البيانات ”مثيرة للاهتمام“ هنا ترى أن الصوم يقلل من عدد وحجم الخلايا وأنها بعد إعادة التغذية تشهد انتعاشًا.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى