.
نوّرها

ثورة الرسائل : إحنا لسة هنبعت جوابات .. ما الواتس آب أسهل!

كتبت: مها طـه

السنة اللي فاتت فوجئت بتقرير نشرته الـBBC عن عدد الرسائل اللي بتتبعت يوميًا باستخدام تطبيق الواتس آب، واللي صرح فيه المدير التنفيذي للشركة بإن العدد تقريبًا حوالي 30 مليار رسالة يوميًا! وإن عدد المستخدمين للتطبيق في 2015 وصل لأكتر من 700 مليون شخص!

متخيلين الأرقام دي عاملة إزاي، يعني تقريبًا عدد مستخدمي الواتس آب أكتر من عدد سكان أمريكا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأستراليا ونيوزيلاندا مع بعض! وإن كل ثانية في حوالي 347 رسالة بتتبعت من خلاله!

ثورة الرسائل .. العالم يتواصل بشكل أسرع

من حوالي 1000 سنة، كانت الرسائل ممكن تاخد شهور عشان توصل من العراق للحجاز. ومن حوالي 200 سنة كانت الرسالة ممكن تاخد 12 يوم عشان توصل من نيويورك إلى لندن. من 150 سنة تم مد كابل لنقل الإشارة بين ملكة انجلترا ورئيس الولايات المتحدة، والرسالة دي أخدت حوالي 17 ساعة عشان توصل.

ثورة الرسائل

أما عن التليفونات فهي بقت موجودة بالفعل كشئ شائع بدايةً من التلاتينات، في حين أول تليفون محمول ظهر تقريبًا في بداية التمانينات، وكان وزنه بالمناسبة حوالي 2 كيلو جرام، وكان بيتشحن لمدة 10 ساعات عشان تقدر تعمل منه مكالمة مدتها 35 دقيقة بس، وكانت تكلفته حوالي 4 آلاف دولار وقتها.

من حوالي 20 سنة بس، كانت أول رسالة تتبعت بين جهازين محمولين. من بعدها كانت بداية ثورة الرسائل الفعلية، حيث تطورت الرسائل بشكل كبير جدًا وسريع كمان جدًا، وده طبيعي مع تطور التكنولوجيا ووجود السمارت فون (الهواتف الذكية) وتطورها، كفاية نقول إن عدد الموبايلات في العالم حاليًا أكتر من عدد الحمامات الصالحة للاستخدام الآدمي.

كيف يتم إرسال واستقبال الرسائل؟

الرسائل بتكون عبارة عن موجات كهرومغناطيسية زيها زي موجات الضوء، لكن الفرق إن موجات الضوء المرئية كلها بيتراوح طولها الموجي بين 400 – 700 نانومتر، في حين إن موجات الراديو مثلًا بتتراوح ما بين 100 ميكرون – 100 ألف كيلومتر، وده معناه إن طاقتها أقل بكتير من اللي ممكن يستثير العين عشان تتم الرؤية لأن كلما زاد الطول الموجي كلما قلت الطاقة، وبالتالي هي بالنسبة لينا موجات غير مرئية.

الرسالة بتكون عبارة عن موجة كهرومغناطيسية شايلة معلومات، موبايلك بيبعتها للشبكة اللي أنت تابع ليها، اللي بيكون ليها عدد من الأبراج وأجهزة الاستشعار والنواقل. الأبراج والأجهزة دي هي اللي بتقسم المناطق الجغرافية لما يُعرف بالخلايا، وده بالمناسبة سبب تسمية الموبايل بالهاتف الخلوي. الخلايا دي بتتداخل وتتقاطع مع بعضها، بحيث إنك بمجرد ما تخرج من منطقة تغطية برج مُعين، تلاقي نفسك ضمن منطقة تغطية برج تاني، وبكدة متفقدش الاتصال خالص.

ثورة الرسائل

حاسس إن بطارية موبايلك بتفضى أسرع؟

الحقيقة إن الموبايل بيستهلك طاقة كبيرة عشان يقدر يبعت الإشارات دي عبر المباني والمنشآت وغيرها، أو على طريق لمسافة طويلة، لما تكون بتتحرك بسرعة كبيرة زي إنك في العربية مثلًا، أجهزة الاستشعار بيبقى أصعب عليها إنها تلقط الإشارة.

لما شخص بيبعتلك رسالة، موبايله بيبعت إشارات راديو شايلة المعلومات المبعوتة في الرسالة منه ليك، بالإضافة للمعلومات عن رقمه ورقمك، الإشارات دي بيلقطها أقرب برج ليها، وبيحول الموجات دي لشكل نبضات كهربية رقمية، ويبعتها لمكان اسمه «mobile switch center».

لو كنت حضرتك بقى خارج التغطية أو موبايلك مقفول مثلًا، فالرسالة بيتم الاحتفاظ بيها في الـmobile switch center لمدة قصيرة، لحد ما الشبكة تقدر تحدد وجودك، وتحدد أقرب برج ليك، تبعت الرسالة ليه، وبمجرد ما حضرتك تفتح موبايلك أو توصل منطقة التغطية، جهاز الاستشعار الموجود في تليفونك بيستقبل الرسالة. شفت حضرتك العملية دي كلها، أهو كل ده بيحصل في ثواني معدودة.

المثير للاهتمام، إن عدد الرسائل القصيرة SMS تراجع بشكل كبير من 2011 ولحد دلوقتي ومازال في انخفاض مستمر، وده لأن الرسائل الإلكترونية حلت محلها بشكل كبير، نتيجة لوجود الإنترنت والسمارت فون طبعًا.

كل الرسائل اللي بتتبعت من خلال الإنترنت حاليًا، اللي نصيب الواتس آب بس منها حوالي 30 مليار رسالة زي ما قولنا، بتتبعت في العالم كله عن طريق كابل عملاق بيمر في قاع المحيط. في الواقع حوالي 99% من كل البيانات اللي بيتم نقلها حوالين العالم بتمر عن طريق الكابل العملاق ده.

مستقبل الرسائل في العالم

يا ترى مستقبل الرسائل هيكون عامل إزاي؟ وخصوصًا مع دخول الجيل الرابع 4G من الشبكات لمصر، وده معناه خدمات إنترنت أحسن وسرعة أكبر، وبغض النظر عن إن إحنا تقريبًا معندناش إنترنت بالمعنى و«”بنوعاني» عشان نكمل محادثة «سكايب» من غير ما النت يقطع فيها 100 مرة، إلا إن العالم حاليًا بيتجه ناحية إصدار الجيل الخامس كمان.

ثورة الرسائل

تكنولوجيا الجيل الخامس بتسعى أكتر للواقع التفاعلي، بحيث إن الموبايلات تبقى كأنها جزء من أجسامنا، وده هيكون متاح في الأسواق بحلول سنة 2023 على فكرة، وساعتها الرسالة ممكن تتبعت من شخص للتاني عن طريق غمضة عين، تخيل مجرد ما تفكر في اللي بتحبه، تلاقيه استقبل رسالتك! 😉


المصادر: slate  consciouslifenews  bbc  youtube

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى