.
النشرة

استخدام المغناطيس لاستعادة الذاكرة الضائعة

كتب: أحمد حسين

وجد علماء بجامعة نوتردام بأستراليا أن الذكريات الضائعة أو المنسية يُمكن إحياؤها عن طريق تقديم أو تطبيق نبضات مغناطيسية تحفيزية للمخ، مما يسمح للذي نسوا ذكرياتهم باستعادتها بشكل شبه كامل. أظهرت النتائج أن استعادة نوع من أنواع الذاكرة قصيرة المدى يُدعى الذاكرة العاملة إجراء مُعقّد جدًا أكثر مما تصور العلماء، ويمكن أيضًا أن يُجيب على الأسئلة التي تخص أسباب عددًا من الأمراض النفسية والعقلية.

قال ”ناثان روز“، أحد أعضاء فريق الباحثين، أن بحثهم هذا يغيّر من الطريقة التي يُفكرون بها تجاه بنية الذاكرة العاملة والعمليات التي تدعمها. الذاكرة العاملة هي نوع من أنواع الذاكرة قصيرة المدى، والتي تُمكنك من تذكّر المعلومات ذات الصلة بما تفعله في نفس الوقت، فيمكن للذاكرة العاملة أن تجعلك تتذكر اسم صديقين جديدين لك وأنت تتحدث في وسط حديثك مع صديق آخر مثلًا.

اعتقد العلماء لعقود أن الذاكرة العاملة تحتفظ بالمعلومات على المدى القصير من خلال نشاط المخ المُستدام أو المُستمر، كان الاعتقاد أن النشاط المستمر لمجموعة معينة من الخلايا العصبية، يُساعد على الاحتفاظ بالمعلومات، وإذا تعطّل هذا النشاط لأي سبب، تضيع هذه الذاكرة للأبد.

لكن روز وفريقه أرادوا التعمّق أكثر في الذاكرة العاملة، فجمعوا 66 متطوّع للإطلاع على كيفية عمل الذاكرة العاملة. من خلال عدد من التجارب، اختبر الباحثون كيفية تذكر المشاركين لشيئين مختلفين في نفس الوقت (وجه وكلمة مثلًا)، فعرضوا عليهم بعض الأشياء، واخبروهم أن يتذكروا هذه الأشياء لاحقًا، وفحصوا أدمغتهم بالرنين المغناطيسي ليروا رد فعل المخ عند محاولة تذكر شيئين في وقتٍ واحد.

قال ”جون هاملتون“، أحد أعضاء الفريق البحثي، أن المخ يخلق أنماطًا للنشاطين من خلال مجموعتين من خلايا المخ، واحدة مسئولة عن مُتابعة الوجه، والأخرى مسؤولة عن مُتابعة الكلمة. عند بداية الاختبار قيل للمتطوعون أن يتذكروا شيء واحد فقط من الشيئين، فتناسى المخ الشيء غير المهم في الاختبار تمامًا، وعندما قالوا لهم أنهم سيمتحنوهم في الشيء الثاني، بدأت ذاكرتهم العاملة في محاولة تذكّر الشيء الثاني وربط الشيئين ببعضهم البعض، وهذا ما دحض الفرضيات السابقة التي قالت أن الذاكرة العاملة كي تعمل فيجب أن تُفعّل بشكل مستمر.

بعد ذلك، استخدم العلماء تقنية تُدعى التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، لتطبيق حقل كهرومغناطيسي للتركيز على الجزء المُحدد من الدماغ، والذي يحوى الذاكرة العاملة للمشتركين لتنشيط الذاكرة الضائعة المنسية. قال الباحثون أن هذه التقنية يُمكنها مساعدتهم في زيادة فهم أسباب بعض الأمراض العقلية كالفصام والاكتئاب، لأنها تكشف عن آلية تقرير أدمغتنا للتركيز على أفكار بعينها، وهذا ما يمكنه التخفيف عن المصابين بهذه الأمراض، إذ أن بإمكانهم التركيز على الأشياء التي ستُساعدهم على التخلص من المرض.


المصادر:  sciencealert  sciencemag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى