تحسين النظر في الأطفال عن طريق الخلايا الجذعية
كتب: أحمد حسين
استخدم العلماء تقنية جديدة لتنمية العدسات وأنسجة القرنية التالفة عن طريق الخلايا الجذعية في الأرانب والقردة والأطفال (اللذين أُجريت عليهم دراسة منفصلة). اهتمت الدراسة الأولى بتقديم تقارير تفيد باستعادة أحد الأرانب للنظر، ودراسة أخرى وصفت العملية الجديدة لإزالة إعتام عدسة العين في الأطفال الرضّع.
قال ”دوسكو إيليتش“، الباحث في الخلايا الجذعية بجامعة ”King’s College“ بلندن، والذي لم يكن مشاركًا في هذه الدراسة، إنها العلم في أفضل حالاته، وإنها تعد واحدة من أفضل الإنجازات التي تحققت في مجال الطب التجديدي حتى الآن.
أجرى فريق مشترك من باحثين صينيين وأمريكيين عمليات إزالة إعتام عدسة العين (المياه البيضاء) التقليدية على 25 طفلًا، وشملت الدراسة استخدام التقنية الجديدة في عمليات جراحية لإزالة إعتام عدسة العين من الأرانب والقردة، ثم أجريت عمليات باستخدام تلك التقنية على 12 طفلًا من الأطفال حديثي الولادة اللذين ولدوا بمرض إعتام عدسة العين.
يسبب مرض إعتام عدسة العين الخلقي تعكر تدريجي لعدسة العين منذ الولادة، ويصيب حوالي 0.4% من الأطفال حديثي الولادة في العالم، وبعض هذه الحالات تتطلب تدخلًا جراحيًا، وبعضها لا يتطلب ذلك. وإذا لم يُشَخّص المرض، فمن الممكن أن يصل إلى درجة الإصابة بالعمى الدائم.
كانت المشكلة في أن العمليات الجراحية القديمة لا تتمكن من علاج المرض بشكل كامل، فكانت الطريقة التقليدية هي إزالة العدسة الغائمة واستبدالها بعدسة بلاستيكية دائمة. ثم اكتشف ”كانج تشانج“، الباحث في مدرسة سان دييجو للطب بجامعة كاليفورنيا، إمكانية استخدام الخلايا الجذعية للمريض نفسه لإعادة نمو نسيج العدسة التالفة بدلًا من إزالتها جراحيًا.
بعد نجاح نتائج التجارب التي أُجريت على الحيوانات، استخدم الفريق التقنيتَيْن مع 37 طفل تحت سن سنتين ولدوا بمرض إعتام عدسة العين: عالجوا 25 طفل منهم بالطريقة التقليدية، و12 طفل بالتقنية الجديدة (الخلايا الجذعية). بحسب الورقة البحثية التي نشرت في مجلة ”Nature“، استغرقت عدسة العين التالفة نحو 3 أشهر لإعادة تجديد نفسها. مضاعفات التقنية الجديدة أقل وعلاجها للمرض أسرع، كما أنها تؤدي لرؤية أفضل.
في دراسة أخرى جديدة، اكتشف باحثون في اليابان والمملكة المتحدة أنهم يمكنهم تصنيع نموذج للعين باستخدام الخلايا الظاهرية للقرنية (Corneal epithelial cells) للإنسان وزراعتها في الأرانب فاقدي الرؤية. يعمل هذا الفريق حاليًا على تطوير هذا البحث والبدء في تجربته على البشر في السنوات القادمة.
المصدر