.
ليه وإزاي؟

وإنت بتخطط لمستقبلك ماتنساش الموبايل والنبي!

كتبت: مها طـه

أحد المشاهد اليومية في كل البيوت المصرية تقريبًا، أم بتزعق لابنها/بنتها: سيب/ي الزفت ده من إيدك، هو اللي تاعبك، هو اللي معطلك، هو اللي مخليك مبتسمعش الكلام، وكأن الموبايل بقى هو الحاجة الأساسية في حياة كل الشباب لدرجة إنه مؤثر جدًا في مسار حياتهم ومستقبلهم.

الموبايل بيغير حياتك

الحقيقة بقى إننا وحتى لو حاولنا نخبي ونداري، فالموبايل وبالذات السمارت فون غيّر حياتنا كبشر عمومًا وكشباب خصوصًا. الموبايل بقى جزء من إيدك أينما ذهبت، في أي وقت وأي مكان، تخيل إن عدد سكان الأرض حوالي 7 مليار، منهم حوالي 6 مليار بيمتلكوا موبايلات، واللي بيُعتبر رقم صادم، خصوصًا لو عرفنا إن حوالي 4.5 مليار بس هما اللي عندهم حمامات نضيفة وآدمية!

لو حضرتك بتقرأ المقال ده حالًا وإنت ماشي في الشارع أو واقف في مواصلة عامة، وبالتالي باصص لتحت شوية، فغالبًا أول المتأثرين هو عمودك الفقري، زاوية انحناء عمودك الفقري حالًا هي نفس زاوية الانحناء في حالة وجود طفل عمره 8 سنين قاعد فوق ظهرك وإنت واقف، وده وفقًا لمتوسط المدة اللي بيفضل بيها الشخص باصص للموبايل في اليوم وهي 4.7 ساعة يوميًا.

طبعًا لو أضفت عليهم عدد الساعات اللي بتقعدها قدام الكومبيوتر وغيره من الأجهزة، هتلاقي إن النتيجة هي الإصابة بقصر النظر، يُذكر إن في السبعينات كانت نسبة المصابين بقصر النظر بين السكان حوالي 25%، في حين إن النهاردة حوالي 50% مصابين بيه، وفي بعض مناطق آسيا وصلت النسبة لحوالي 80 – 90% من تعداد السكان.

اعرف أكتر عن: قعدة المكتب طريقك الأفضل للموت البطئ!

موبايلك بيقولك مش هتقدر تسيبني أبدًا

الموبايل فعلًا بيتحداك طول الوقت إنك مش هتقدر تستغنى عنه، مثلًا لعبة “كاندي كراش” اللي ظهرت وأنتشرت في فترة ما بشكل رهيب، ما هي إلا تطبيق للفكرة دي، إنت بتلعب وبتحقق أهداف صغيرة، الأهداف دي مخك بيكافئك عليها بإنه يفرز رشة خفيفة كدi من هرمون الدوبامين (أحد هرمونات السعادة).

في حالة تحقيقك للهدف، اللعبة بتفتح مستوى جديد بتطلب أهداف أكتر، وهنا بقى بيبدأ المخ يسعى لتحقيق مزيد من دفعات الدوبامين، وده اللي بيخلق الحالة المُسماه بـ”حلقة الإكراه“، ببساطة إنت مجبر تلعب عشان تحس بالسعادة او النشوى دي، وده بالظبط اللي بيحصل في حالات إدمان النيكوتين أو الكوكايين.

المخ هنا بقى بيدخل جوا الدايرة دي، وبالتالي مصممي الألعاب ومعظم التطبيقات على الموبايلات بيعملوا دايمًا على تطويرها وعمل مستويات جديدة فيها، عشان تفضل دايمًا موجود ضمن نفس حلقة الإكراه دي، ومتبعدش عن التطبيق ولا الموبايل.

وهو ده السبب في إن حوالي 93% من الشباب اللي بتتراوح أعمارهم بين 18 – 29 سنة بيستخدموا موبايلاتهم كوسيلة للتسلية ومقاومة الملل، وكبديل عن ممارسة أنشطة تانية زي الاجتماع بالناس، أو قراءة الكتب، وده اللي خلق المصطلح الجديد ”نوموفوبيا – no mobile phobia“ وهي نوع من الخوف والقلق المُفرط اللي بيصيب الشخص في حالة بعده عن موبايله.

الموبايل له تأثير كبير على مخك

اكتشف العلماء مؤخرًا إن أنماط المخ بتتأثر باستعمال الموبايل، مثلًا موجات ألفا (نمط من موجات المخ) واللي بتكون عبارة عن موجات قصيرة وبترتبط دايمًا بحالات الراحة والهدوء وفصلان الدماغ، وموجات جاما المرتبطة بالوعي وحضور الذهن والانتباه بيتأثروا باستعمالك للموبايل.

العلماء اكتشفوا إن الإشعاعات الناتجة عن الموبايل مثلًا وإنت بتعمل مكالمة، كفيلة بإنها تزود من قوة موجات ألفا في المخ، وده معناه إنها غيرت في نمط المخ نفسه وفي إحساسه بالراحة والهدوء، وبالتالي التأثير على كتير من وظايف المخ.

الموبايل قادر يطير من عينيك النوم

كلنا تقريبًا هذا الشخص اللي بيدخل سريره بالليل ويقول انا لازم انام بدري وهي ربع ساعة بس فيس بوك عشان أصحى فايق، وهووب تلاقي نفسك قاعد بقى لك 3 ساعات والنوم أصلًا طاير من عينك. شاشة الموبايل بتصدر ضوء أزرق وده كفيل بعمل اضطراب في ساعتنا البيولوجية وبالتالي عمل خلل في دورة النوم والاستيقاظ الخاصة بينا، وده طبعًا مرتبط بأمراض كتير زي السرطان والسكر وكمان السمنة.

اعرف أكتر عن: الموبايلات وصراع الساعة البيولوجية

kcpq-vid5541-in92314-out94822-cb198e65-524cb9e7-largeimage

الدراسات أثبتت إن الناس اللي بيقضوا وقت في القراءة على الموبايلات قبل النوم، بيعانوا من إحساس بعدم الوصول لمرحلة النوم العميق أصلًا، ده غير إن جسمهم بيفرز ميلاتونين أقل، الميلاتونين هو الهرمون المسئول عن تنظيم دورات النوم والاستيقاظ.

كلية الطب بجامعة هارفارد بتنصح مستخدمي الموبايلات بإنهم يبعدوا عنها لمدة من ساعتين لتلاتة قبل النوم، ومش بس عنها ده عن أي وسائل تكنولوجية أخرى كمان، ومن الأفضل هنا استبدالها بقراءة كتاب مثلًا قبل النوم.

تغيير كيفية وصولنا للمعلومات

ظهور الموبايلات المتصلة بالإنترنت أدى إلى إن مصادر المعلومات نفسها اتغيرت، يعني مثلًا مين فينا حاليًا مش بيعتمد على موبايله في كتير من المصالح اللي كان ممكن يعملها، ببساطة إنت مش مضطر تروح السجل المدني عشان تعرف المطلوب عشان تعمل بطاقة.

ده غير حاجات تانية كتير، زي التعامل مع الحسابات البنكية والحصول على استشارات ومعلومات طبية وحتى البحث عن وظائف، وحتى معرفة أخبار الدنيا كلها وإنت في مكانك.حياتنا كلها توغلت فيها التكنولوجيا وبالذات الموبايلات، بقت مرتبطة بينا ومرتبطين بيها بشكل يخلينا أشبه ما يكون بالمسحورين.

للأسف الموبايلات مش بس غيرت العالم، دي كمان غيرتنا كبشر، سواء داخليًا أو خارجيًا في تعاملاتنا مع بعض، أخيرًا المرة الجاية لما الحاجة تقولك الزفت اللي في إيدك ده هو اللي موديك في داهية إبقى صدقها، أو أقولك خليها تستعمله وهي تعرف.


المصادر: towleroad  9gag  cbsnews  scientificamerican

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى