أضرار المكياج: بين البحث عن الجمال وخطر التسمم!
كتبت: مها طـه
الست عشان تبقى حلوة بتحط المكياج، وأكيد هتحب تعرف إيه مستحضرات التجميل الأنسب ليها وإيه هي أضرار المكياج على بشرتها، حقها طبعا. ما هو أصل البحث عن الجمال فكرة تطورية في الأصل، زي ما الحيوانات بتبحث دايمًا عن الشريك الأقوى أو الأكثر خصوبة، فالبشر عشان يحققوا النجاح في التكاثر والحفاظ على النوع، بدأت عيونهم تتجه للجمال، عشان يكون طريقة لاختيار شريك الحياة، وطبعًا هنا الجمال شئ نسبي جدًا ومُختلف تعريفه بين البشر أصلًا.
دخلنا دخلة قوية شوية على موضوع عن المكياج والميك-أب والتطور ومش عارف، والموضوع قلب عميق بزيادة 😀 بس خلينا ناخدها من الأول.
أضرار المكياج .. ذبول البشرة والتسمُم!
الدافع البيولوجي والتطوريذ هو اللي خلى البشر تميل لاستعمال مستحضرات التجميل، عشان دايمًا يكونوا أحلى، من هنا نقدر نقول إن استعمال مستحضرات التجميل يُعتبر ضرورة، لكن السؤال الأهم هل المواد اللي بنحطها على بشرتنا دي بتكون مؤذية؟ ولو مؤذية هيكون إلى أي مدى؟
ظهور المكياج تاريخيًا بدأ مع قدماء المصريين، رسوماتهم وتماثيلهم ظهر فيها بشكل كبير رسمة الكحل المميزة. الكحل عند قدماء المصريين كان بيتصنع من مادة كبريتيد الرصاص عشان المادة دي ليها القدرة على إنها تدي شكل “رسمة كليوباترا”.
عنصر الرصاص يعتبر من ضمن السموم العصبية، واللي ممكن تؤدي لكتير من صعوبات التعلُم وخلل السلوكيات في الأطفال، أما في الكبار فهي ممكن تؤدي للعقم في الرجال والنساء، وده معناه إن أجدادنا الفراعنة كانوا بالفعل بيتعرضوا لكل أضرار المكياج من خلال حبهم للزينة.
في 1891، ظهرت الكريمات واللوشن وأحمر الخدود، واللي كانت بتتصنع من مواد وعناصر مُشعة زي عنصر الراديوم، والمستحضرات دي كان بيتم التسويق ليها على إنها منتجات للجمال والشباب، لحد ما ظهرت الآثار الضارة الناتجة عن التعرُض للمواد المُشعة الموجودة في مستحضرات التجميل دي.
تطور المكياج عبر الزمن
على الرغم من كل أضرار المكياج اللي قولناها، إلا إن المكياج بالفعل تطور على مر السنين اللي فاتت، حاليًا كميات الرصاص في مستحضرات التجميل بقت أقل بكتير، بحيث ما تتعداش نسبة معينة عندها هيكون له أثر سام.
هيئة الأغذية الأدوية الأمريكية (FDA) عملت دراسة على حوالي 400 قلم روج من أنواع مختلفة، ولقوا إن تركيزات الرصاص فيهم بتتراوح من 0.026 لـ7.19 جزء في المليون، وده معناه إنه موجود بنسب غير ضارة (الضرر يبدأ من نسبة 10 أجزاء في المليون فما فوق).
على ذِكر قلم الروج، فهو بيتكون من حوالي 47% زيوت و36% أصباغ و17% مواد شمعية و 5% مواد أخرى بما فيها المواد الحافظة، الزيوت دي بيدخل فيها بشكل أساسي زيت الخروع، واللي بيُستخرج من بذور الخروع اللي بتحتوي على بروتين الريسين.
بروتين الريسين ده يُعتبر أحد أكتر المواد السامة على سطح هذا الكوكب، واللي بيُستخدم أحيانًا كسلاح بيولوجي لمكافحة الآفات! لكن عملية الاستخراج البروتين نفسها بتتضمن عملية تسخين، وده بيؤدي لتثبيط عمل بروتين الريسين وتفككه (يعني بتبطل مفعول السم فيه)، وبالتالي بيكون غير مؤذي على الإطلاق.
أما عن الأصباغ المُستخدمة في تصنيع الروج حاليًا، فهي غالبًا أصباغ مُصنّعة، وده لأنها أفضل من حيث التكلفة وكفاءة الإنتاج، في حين إن الشكل التقليدي لإنتاج أصباغ الروج كان عن طريق استخراج الأصباغ الحمراء من سحق نوع من الحشرات القرمزية. اعرفوا أكتر عن الصبغة المُستخرجة من الحشرة دي وكل استخداماتها.
اعرف أكتر| الملون الغذائي (E120) : وفيها إيه لما ناخده من الحشرات؟!
بعض الأصباغ الزرقاء بقى بتتصنع من مادة “FERRIC FERROCYANIDE” وبعيدًا عن الاسم ملناش دعوة، في مادة اسمها السيانيد بتُعتبر مادة شديدة السُمّية. أثر السيانيد داخل المادة اللي اسمها غريب دي بيتغير نظرًا لارتباطه القوى بجزيئات الحديد الموجودة في المُركب. وعليه، استخدام المادة دي في ظل الجفون الـ(Eye shadow) وغيره من مستحضرات التجميل يُعتبر آمن.
أما بقى بالنسبة للماسكرا، فالنصيحة العلمية اللي نقدر نقولها هي إن فرشاة الماسكرا لازم تتغير بحد أقصى بعد 3 شهور من فتح الماسكرا، وده لإن بعد فتح الماسكرا واستخدامها للمدة دي لاحظ العلماء في تجاربهم ظهور أنواع مختلفة من البكتيريا والفطريات اللي بتعيش وتتكاثر في حوالي 36.4% من أنواع الماسكرا.
وجود البكتريا والفطريات دي بيهدد صحة العين في العموم، لكن تخيل لو ده كمان حصل مع حد بيلبس عدسات، وهنا بقى الموضوع هيكون أخطر لأن العدسات بتسهل وصول البكتيريا وغيرها للعين من خلالها، ده غير طبعًا أنواع البكتيريا المختلفة اللي بتظهر بسبب العدسات نفسها.
أما المواد الحافظة فهي جزء مهم جدًا سواء في الصناعات الغذائية أو صناعة مستحضرات التجميل. المواد الحافظة المعروفة باسم “بارابين” الموجودة في مستحضرات التجميل ممكن تؤدي لخلل في تعبير الجينات الموجودة في الخلايا عن نفسها، الخلل ده ممكن يحفز نمو أنواع مُعينة من الخلايا السرطانية، زي خلايا سرطان الثدي. وعلى الرغم من وجود كتير من مستحضرات التجميل اللي مابقتش تستخدم المواد الحافظة دي، إلا إنه برضه علميًا الموضوع لسه محتاج أبحاث كتير عشان يتم التأكد منه.
خلال كل اللي فات ده، كنا بنحاول نتوصل لحقيقة أضرار المكياج ، لكن في النهاية في حاجات كتير لازم تتحط في الاعتبار، زي مدى جودة مستحضرات التجميل نفسها، يعني أكيد المُستحضر اللي بيكون خاضع لرقابة جودة في مصنع محترم، يختلف تمامًا عن اللي معمول في معمل مجهول الهوية. كمان لازم تعرفي نوع بشرتك ومدى تقبُلها وتفاعلها مع مستحضرات التجميل المختلفة، وطبعًا يُفضل عدم النوم بالمكياج وتنظيف البشرة كويس بعد إزالته، عشان ميكونش المكياج وسيلة للضرر بدل ما هو أداة تجميل.
المصادر: sciencealert FDA rspb Asap